بعد أن أدموا فلسطين بـ 54 ضحية منذ مطلع العام ..!! الأشقاء – الفرقاء في فتح وحماس يقبلون بمبادرة مصرية جديدة لوقف الاقتتال المحيق ..

الإثنين 29 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 02 مساءً / مأرب برس / غزة / رندة عود الطي/ خاص
عدد القراءات 2921

في الوقت الذي كشفت فيه مصادر حقوقية فلسطينية أن أعداد القتلى والمصابين جراء المواجهات المسلحة الداخلية بين حركتي فتح وحماس ، وصل إلى 54 مواطناً منذ مطلع هذا العام، وإلى أكثر من 210 مصابين عدد منهم يعاني موتاً سريراً، إضافة إلى حالات حرجة جداً ؛وأن من بين القتلى 28 سقطوا منذ يوم الجمعة الماضي ؛ في ذات الوقت بدا الفلسطينيون الغارقون في بحرٍ دموي بغزة أحوج ما يكون إلى مساعدة فما أن قدم العاهل السعودي ، الملك عبد الله بن عبد العزيز دعوة لاستضافة الحوار الوطني في مكة المكرمة ، حتى رحبت الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة حماس ، وحركة فتح بالدعوة على وجه السرعة .. وحين تقدمت مصر بمبادرة جديدة رحبت على الفور الحكومة الفلسطينية وحركتي حماس وفتح بتلك المبادرة وأبدت حركتي حماس وفتح استعدادها للتطبيق الفوري لجميع بنودها خلال لقاء رئيس الوزراء اسماعيل هنية ووزيري الداخلية الخارجية بالوفد الأمني المصري لإنهاء حالة الاقتتال بين فتح وحماس ..

 وبعد مسلسل دموي حصد 28 فلسطينيا خلال أربعة أيام أبدت حركتا فتح وحماس حرصا شديدا علي لملمة الأحداث و معالجة كل الأحداث الدموية بعد التدخلات " السعودية المصرية " ..

و في مؤتمر صحفي عقده مساء أمس الأحد "28/1" بمدينة غزة ، صرح د . غازي حمد الناطق باسم الحكومة أن الوفد الأمني المصري حمل رسالة مهمة من الوزير عمر سليمان تدفع باتجاه احتواء الأزمة في الساحة الفلسطينية وإيجاد مخارج وحلول .

وأضاف حمد أن المبادرة المصرية تتكون من خمس نقاط :

الأولى : سحب المسلحين من كافة الشوارع .

الثانية : إزالة كافة إشكال التوتر.

الثالثة : الإفراج عن جميع المختطفين .. وازالة الحواجز التي توضع في الشوارع.

الرابعة : أن تكون الشرطة الفلسطينية هي الجهة الوحيدة المخولة بالتحقيق في القضايا الأمنية.

الخامسة : تقوم حركتا حماس وفتح بتقديم كشوفات بمن لهم علاقة بالأحداث الاخيرة .

وأوضح د . حمد أن رئيس الوزراء هنية استمع إلى المبادرة ورحب بها ووضع الوفد المصري في صورة التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية و الأسباب التي أدت إلى نشوب هذه الأزمة .

ونقل حمد عن رئيس الوزراء تأكيده على ضرورة أن تعمل الحكومة على وقف التدهور و الاحتقان و سفك الدم وإعادة النظام والهدوء إلى الشارع الفلسطيني .

فتح : نعمل من اجل رأب الصدع الفلسطيني

من ناحيتها أعلنت حركة فتح على لسان ناطقها الإعلامي في غزة عبد الحكيم عوض عن موافقتها على المبادرة المصرية معربا عن استعداد الحركة للشروع فورا في تنفيذها.

وقال عوض : ان موافقة حركة فتح على المبادرة المصرية تأتي من اجل وقف حالة التدهور التي تشهدها الأراضي و القضية الفلسطينية و للحفاظ علي الوحدة الوطنية و حماية المشروع الوطني .

  

وثمن عوض الدور المصري الذي يأتي من اجل حماية الجبهة الداخلية الفلسطينية و يعمل من اجل رأب الصدع الفلسطيني, موضحا أن المبادرة تتكون من خمس نقاط تقضي بوقف إطلاق النار, و سحب المسلحين , و تسليم المختطفين من الطرفين, و اختصار الانتشار الأمني فقط على قوات الشرطة الفلسطينية و تسليم كل من تتهمه فتح و حماس في الأحداث التي وقعت ابتداء من يوم الخميس إلى جهاز الشرطة للتحقيق معهم من قبل لجنة المتابعة العليا, ووقف الحملات الاعلامية من كلا الجانبين و العودة للحوار .

وحماس ترحب

من جهتها رحبت حركة حماس وعلى لسان ناطقها إسماعيل رضوان في غزة بأي جهد و موقف عربي او إسلامي أو وطني يؤدي إلى وقف التدهور الذي قد يجر الساحة الفلسطينية إلى حرب أهلية.

وحول المبادرة المصرية قال د . رضوان : إن حماس قدمت رؤيتها للوفد الأمني المصري وان الوفد وعد بنقل الأفكار إلى حركة فتح على أن يقوم الوفد الأمني بنقل هذا الرد إلى حركة حماس في وقت لاحق .. وأكد الناطق باسم حماس أن حركته تبدي حرصا شديدا علي لملمة الأحداث و معالجة كل الأحداث الدموية.

54 قتيلاً فلسطينيا منذ بداية العام بينهم 28 خلال ثلاثة أيام

 في غضون ذلك حذرت مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان من النتائج المترتبة على استمرار المواجهات المسلحة بين حركتي فتح وحماس، قائلة :"أنها تأخذ شكلاً متصاعداً واتساعاً في مناطق متعددة من قطاع غزة.

وعبرت الضمير عن قلقها إزاء تصاعد أعداد القتلى والمصابين جراء المواجهات المسلحة الداخلية، مبينة أن عدد القتلى وصل إلى 54 مواطناً منذ مطلع هذا العام، وأكثر من 210 مصابين عدد منهم يعاني موتاً سريراً، إضافة إلى حالات حرجة جدا.

وذكرت الضمير في بيان تلقت (( مأرب برس )) نسخة عنه أنها وبحسب المعلومات التي رصدتها فإنه سقط 28 قتيلاً منذ يوم الجمعة الماضي ، فيما أصيب أكثر من مائة مواطن آخرين من بينهم عدد من الأطفال، نتيجة لهذه الاشتباكات التي تستخدم فيها أنواع مختلفة من الأسلحة كالعبوات الناسفة، والصواريخ المضادة للدروع، إضافة إلى الرشاشات الثقيلة.

ومساء أمس الأحد "28/1" قُتل أربعة فلسطينيين احدهم عنصر من حماس وأصيب ثمانية آخرين بجراح اثر تجدد الاشتباكات المسلحة بين حركتي فتح وحماس فيما تبادلت الحركتين عمليات الخطف في مدينة خان يونس ، جنوب قطاع غزة ، فيما أعلنت مصادر طبية عن مقتل احد عناصر القوة التنفيذية في منطقة حي الزيتون شرق مدينة غزة.. فيما قُتل أحد أفراد القوة التنفيذية بالرصاص قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة.

و قُتل صباح أمس الأحد أيضا ثلاثة فلسطينيين بينهم طفلان فيما توفي رابع سريريا خلال الاشتباكات المسلحة.. ومن بين القتلى الأربعة اثنين من رجال الأمن قتلا بانفجار مشبوه قرب مبنى المخابرات شمال غرب غزة ؛ وأعلنت مصادر طبية عن مقتل طفل خلال اشتباكات مسلحة قرب أبراج الندى غرب بيت حانون شمال قطاع غزة.

وقُتل يوم السبت الماضي ستة من نشطاء حركتي فتح وحماس في غزة ، بينما قُتل يوم الجمعة خمسة عشر ، وأصيب خلال الأحداث أكثر من 70 ويبقى التصعيد سيد الموقف.

وأكدت مؤسسة الضمـير على أن ما يحدث في قطاع غزة لا يصل إلى وصفه بأحداثاً مؤسفة فقط، وإنما أمر يبعث على الخجل سيما وذلك بأن التعاطف الدولي الذي حظيت به الحالة الفلسطينية والتي عمدت بدماء الشهداء، هي الآن تتبدد أمام حالة الفوضى والفلتان الأمني والمواجهات المسلحة الداخلية.