آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

دعا الى رباطة الجأش بعيدا عن ردود الافعال الانية

الإثنين 01 يناير-كانون الثاني 2007 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - إيلاف
عدد القراءات 9250

قال حزب البعث في اول اشارة له بهذا الصدد الى انه يتجه لاختيار خليفة لزعيمه السابق صدام حسين والرئيس السابق للعراق فيما قال مصدرسياسي ان المرشح القوى ويكاد ان يكون الوحيد لهذه المهمة هو عزت ابراهيم الدوري نائب صدام في قيادة الحزب والذي يعتقد انه يقود تنظيماته حاليا في العراق والمطلوب للقوات العراقية والاميركية منذ سقوط النظام السابق ربيع عام 2003. وقالت قيادة الحزب (القومية) المكلفة بالاشراف على جميع فروعه في العالم بعد يومين من تنفيذ حكم الاعدام بصدام حسين انها بصدد ماسمته بمعالجة الشواغر القيادية خاصة "بعد اغتيال امين عام حزبنا" وهي المهمة التي يتولها صدام حسين منذ وفاة الامين العام السابق ميشيل عفلق في الثالث والعشرين من حزيران (يونيو) عام 1989.

ودعا الحزب اعضاءه في بيان اليوم الى "التمسك بالأولويات وتقديم الأهم على المهم حتى يظل الواجب المركزي هو الاساس في مواجهة الشر المفروض على العراق وهذا يفرض علينا مزيداً من الهدوء الداخلي ومراعاة منهج ونظام الحزب الداخلي في التعامل مع الداخل والخارج حتى نسد كافة الثغرات التي تواجه العمل الثوري بشكل عام والظرف الآني المحيط بالامة والعراق بشكل خاص متجنبين أية قفزة غير مدروسة بعد غياب الرفيق القائد الامين العام صدام حسين رحمه الله" كما قال •

وحذر مما اسماه "بالغرق في بعض التفاصيل التي قد تستهوي البعض سواء فيما يتعلق بالسياقات الهيكلية أو ما يتعلق بكيفية التعامل مع بعض الشواغر" • واضافت قيادة الحزب انها تؤكد على اهمية "إعطاء أهمية خاصة لمعالجة الشواغر القيادية وخصوصاً بعد اغتيال أمين عام حزبنا وفقاً لمقتضيات المصلحة العليا التي أكد عليها دستور الحزب ونظامه الداخلي وتقاليده التنظيمية آخذين بعين الاعتبار الطابع الاستثنائي لدور حزبنا ومعه كافة فصائل المقاومة في حرب تحرير العراق" •

واضاف الحزب ان قوات الاحتلال الاميركي في العراق هي التي نفذت "اغتيال" صدام بتسليمه لفرق الموت" . وقال إن المسؤول الاول عن الاغتيال "هي أمريكا وبمشاركة كاملة من إيران" موضحا ان " التهليل والابتهاج الذي أبدته إيران والكيان الصهيوني دليل حاسم واضح على تعاون ثلاثي لمحور الشر في العرق : أميركا وإيران والكيان الصهيوني" والذي اعتبرت اطرافه إن إعدام صدام حدث تاريخي عظيم وهو أقل عقوبة ممكنة له.

ودعا الحزب اعضاءه الى مواجهة اعدام صدام الذي جرى في بغداد السبت الماضي ب " رباطة الجأش" بعيداً عن ردود الافعال الآنية التي قد تكون مضرة " فأنتم اليوم تسيرون على طريق النصر الحاسم ولم تبقَ إلا لحظات لدحر العدو" على حد قوله .

وقال المصدر العراقي الذي تحدث "ل"ايلاف" اليوم انه يتوقع ان يعلن الحزب خلال ايام قليلة عن تولي الدوري قيادة الحزب خاصة وانه ظل يقوم بهذه المهمة مؤقتا نيابة عن صدام حسين منذ اعتقاله في الثالث عشر من كانون الاول (ديسمبر) عام 2003 . ولاحظ ان بعض التجمعات الحزبية البعثية وفروع الحزب خارج العراق بدأت تنادي بالدوري زعيما للحزب مشيرا بهذا الصدد الى توزيع بيان في بيت العزاء الذي يقيمه حزب البعث في عمان حاليا حدادا على اعدام صدام يبايع الدوري " رئيسا شرعيا للعراق وقائدا عاما للقوات المسلحة العراقية" وكذلك "قائدا ميدانيا للمقاومة العراقية".

وكانت تقارير اشارت العام الماضي الى وفاة عزت الدوري الذي يعاني من مرض اللوكيميا الا انته اتضح بعد ذلك عدم صحتها من خلال بيانات ومقابلاات صحافية مع صحف اميركية تعززت بانباء اشارت الشهر الماضي الى انه رفض دعوة من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح لاستضافة عاصمته لصنعاء لمفاوضات بينه وبين الاميركان.

الدوري مريض متنقل يقود مسلحين متمردين

ومنذ سقوط النظام العراقي ربيع عام 2003 والدوري يتنقل مريضا في محيط مدينة الموصل ومناطق قبائلها حيث له علاقات عشائرية وعائلية هناك وهو المتزوج ثلاث من نسائها .. يتنقل بين المساكن يحيط به عدد من ابنائه ونفر قليل من حراسه .. ومحملا بالكثير من الاموال وبمعاناة من امراض السكري وضغط الدم وتصلب شرايين القلب وسرطان المعدة. فقد ترك الامريكان الدوري طليقا منذ ذلك الوقت بأعتباره طعما للقبض على اخرين يقودون العمليات المسلحة ضدهم لكن محاولاتهم فشلت ولم يتمكنوا من التخلص منه.

ولد الدوري عام 1942 في ناحية الدور ( 150 كيلو مترا شمال بغداد ) على الجانب الشرقي لنهر دجلة بين سامراء وتكريت لعائلة فقيرة واكمل دراسته المتوسطة في الدور ثم انتقل الى بغداد ودخل ثانوية الاعظمية بداية الستينات الا انه لم يكمل دراسته فيها بسبب اضراب الطلبة ضد حكم الزعيم عبد الكريم قاسم مطلع العام 1963 حيث كان ناشطا في صفوف الاتحاد الوطني لطلبة العراق التنظيم الطلابي لحزب البعث الذي انتمى الى صفوفه عام 1959.

تولى مهمة مساعد امر الحرس القومي المليشيا المسلحة التي انشأها الحزب بعد نجاح انقلابه ضد قاسم في شباط ( فبراير ) عام 1963 وكانت منطقة عمله بمنطقة الفضل وسط العاصمة حيث ارتكب وبقية المسلحين البعثيين ابشع المجازر ضد الشيوعيين وانصار الزعيم الراحل.

وبعد انقلاب الثامن عشر من تشرين الاول ( اكتوبر ) 1963 الذي قاده الرئيس الراحل عبد السلام عارف ضد البعثيين اعتقل الدوري وكث في السجن حتى نهاية عام 1966 حين اطلق سراحه ومجموعة من البعثيين.

وبعد اعادة تشكيل حزب البعث كان الدوري احد القيادات التي عملت على تنشيطه مع صدام حسين واخرين ثم تفرغ للعمل الحزبي واقام في وكر حزبي بمنطقة ( الطوبجي ) بأطراف العاصمة ولتأمين حمايته من السلطة فتح له الحزب دكانا لبيع الثلج تابع للبيت الذي يقوم فيه وهو مستاجر من الحزب ايضا ااتمويه على النشاط الحزبي الذي كان يقوم به .وزيادة في الاجراءات الاحترازية تولى الحزب تزويجه ودفع نفقات الزواج وشراء سيارة له نوع ( فولكس فاغن ) لتسهيل تنقلاته واتصالاته مع بقية ( الرفاق ).

وبعد انقلاب 17 تمز ( يوليو ) عام 1968 الذي اعاد حزب البعث الى السلطة مرة اخرى كان الدوري يشغل درجة عضو فرع الا انه انتخب عضوا في القيادة القطرية للحزب في اول مؤتمر قطري يعقد في ايلول ( سبتمبر ) عام 1968 ثم تولى مسؤولية المكتب الفلاحي والمجلس الاعلى للاصلاح الزراعي وشغل منصب وزير الزراعة والاصلاح الزراعي ثم وزيرا للداخلية. وعقب تولي صدام حسين مسؤولية الحزب الاولى ورئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس قيادة الثورة صيف عام 1979 عين الدوري نائبا له في قيادة مجلس الثورة والحزب حيث كان صدام يثق به بشكل مطلق فكلفه برئاسة لجان التحقيق في العديد من القضايا ضد قياديون في الحزب وخاصة بعد ( مؤامرة ) عام 1979 التي راح ضحيتها عشرون من قيادات الحزب والوزراء الذين نفذ فيهم صدام حسين حكم الاعدام لرفضهم توليه الرئاسة من دون انتخاب حزبي او شعبي.

وقد دأب صدام حسين على تكليف الدوري حضور مؤتمرات القمة العربية والاسلامية نيابة عنه لما يتمتع به من ( أمانة ) في حمل رسائل سيده فقد كان لايتورع عن المجابهة الحادة التي تصل الى حد توجيه الشتائم الى الاخرين في هذه المؤتمرات ولن ينسى العرب تلك المواجهة التي افتعلها مع الشيخ محمد الصباح وزير الدولة للشؤون الخارجية الكويتي خلال القمة الاسلامية بالدوحة قبل عام من سقوط النظام حين تفوه بكلمات معيبة اثارت استهجان جميع الوفود الاسلامية المشاركة.

فبعد ان عينه صدام قبيل الحرب الاخيرة في العراق اذار (مارس) عام 2003 ومن جديد مسؤولا عن المنطقة الشمالية التي اصبحت لاتشمل المحافظات الثلاث التي يحكمها الحزبين الكرديين الرئيسيين منذ عام 1991 وهي اربيل ودهوك والسليمانية صار الدوري الحاكم الفعلي لمحافظات الموصل وكركوك وصلاح الين والمناطق المحيطة بها لكنه بعد دخول الاميركان الى بغداد وانسحاب الضباط والجنود الى بيوتهم سلم الدوري هذه المحافظات بدون اطلاق رصاصة واحدة ليبقى طريدا .. غير ان انعدام الرعاية الصحية التي كان يتمتع بها وافتقاده الكثير من وسائل العلاج التي كانت متوفرة له ادى الى انتكاسة صحية ونفسية ثم انهيارا شجع بعض اقاربه الذين وجدوا انه اصبح عالة عليهم للتدخل واقناعة بتسليم نفسه .. لكنه اصر على بقائه هاربا في امكنة مازال الجميع يجهل مواقعها برغم التقارير التي كانت تشير الى انتقاله بين الباديتين العراقية والسورية بين الموصل العراقية الغربية ودير الزور السورية الشرقية.

الدوري "شبح" مطلوب اعتقاله او قتله مقابل 10 ملايين دولار

وقد اشارت معلومات تداولها العراقيون مؤخرا الى ان القوات الاميركية اقتربت ست مرات خلال الاشهر العشرة الماضية من اعتقال عزت الدوري الذي يطلق عليه بعض كبار المسؤولين العراقي اسم (الشبح) ولكنه يعرف في الدوائر العسكرية بالبعثي اللغز. وقالت المعلومات ان الدوري استطاع الافلات من الحصار والملاحقة في كل مرة ولكن المسؤولين الاميركيين قالوا انهم كانوا علي بعد امتار من القبض عليه وزعموا انهم وجدوا ذات مرة عشاءه لا يزال في الصحن قبل ان يهرب.

ويعتبر الاميركيون قدرة الدوري علي التخفي علي الرغم من شكله المميز عملا فذا مع انهم رصدوا جائزة مالية مقدارها 10 ملايين دولار لمن يقدم معلومات عنه. وفي الوقت الذي يري الكثير من العراقيين ان الدوري مات الا ان الاميركيين يعتقدون انه ما زال علي قيد الحياة ويقوم بقيادة عمليات المقاتلين.

وكانت الحكومة العراقية قد اعلنت العام الماضي عن القاء القبض علي الدوري وتبين فيما بعد ان الاعلان جاء متعجلا وغير صحيح. وفي حينه قالت الحكومة انها قتلت ستين مقاتلا قبل ان تلقي القبض علي الدوري . ويعتقد ان آخر مرة شوهد فيها الدوري في بلدة الدور التي لا تبعد كثيرا عن تكريت، والبلدة التي لا يتجاوز عدد سكانها 30 الف نسمة تعتبر المكان الافضل لاختفاء المسؤول السابق لان فيها الكثير من الاشخاص من ذوي السحنات الحمراء والشقر.

وفي بداية العام الماضي 2006 ظنت القوات الاميركية انها ستلقي القبض علي فريستها عندما داهمت منزلا بالقرب من تكريت ووجدت رجلا مسنا احمر الشعر يرقد في فراش بسبب المرض وبدت ملامحه متطابقة مع الصور التي يحملها الجنود الاميركيون عن الدوري لكنها شككت في هوية الشخص بعد ان رجتها عائلته بانه تأخذه معها للعلاج.

ولكن المرة الاخيرة التي وصلت فيها القوات الامريكية قرب الدوري كانت في الربيع الماضي عندما شنت القوات الاميركية غارة بعد تلقيها معلومات علي خيمة في الصحراء الشرقية حيث تم اعداد وليمة علي شرف الدوري ولانصاره لكن الجنود الاميركيين وصلوا الي هناك قبل وصول الدوري. ونقل عن قائد القوات الاميركية في الدور قوله "ان خرافا عديدة ذبحت وكانت تعد للوليمة ويقول قمنا بالحضور اولا واعتقلنا المضيفين الموجودين لكن احدا لم يخبرنا بشيء ولم يحضر الدوري ايضا".

ومثلما يثور جدل حول صحة الدوري فان دوره في المقاومة يظل محلا للنقاش ففي الوقت الذي يري فيه اميركيون ومسؤولون عراقيون ان له دوراً كبيراً في توجيه وتنظيم صفوف المقاومة، فيما يعتقد مسؤولون ان دوره قليل لان كل جهوده موجهة للبقاء مختفيا وتجنب القاء القبض عليه.