الاضطهاد العنصري ما زال يلاحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق ، قتل واختطاف وتعذيب ، وجثث ملقاة في الشوارع

الثلاثاء 12 ديسمبر-كانون الأول 2006 الساعة 06 مساءً / مأرب برس/ القدس/ بغداد / رندة عود الطيب
عدد القراءات 4015

كشفت مصادر فلسطينية مسئولة لـ ( مأرب برس) عن تفاصيل جريمة بشعة اقترفت بحق عميد الجالية الفلسطينية في العراق توفيق عبد الخالق (أبو العبد) " 70 عاما " والذي عُثر عليه يوم السابع والعشرين من شهر تشرين ثاني / نوفمبر الماضي جثة هامدة بعد تعرضه للتعذيب ..!!

وزارة اللاجئين الفلسطينية تؤكد أن جريمة قتل المسن الفلسطيني اللاجئ في العراق الشيخ ( توفيق عبد الخالق ) لم تكن الأولى ويبدو أنها لن تكون الأخيرة ، إذ تتعرض الجالية الفلسطينية في العراق إلى جرائم قتل وتعذيب واختطاف وإساءات وإيذاءات تقوم بها الأيادي الحاقدة التي أوغلت في سفك الدماء والتعرض للأبرياء ومنهم أبناء الجالية الفلسطينية، الذين طالما عاشوا بسلام في العراق على مدى العقود الخمسة الماضية كانوا خلالها خير ضيوف لخير مضيف.

ودفعت هذه الجريمة بثلاث جمعيات حقوقية فلسطينية تعنى بملف اللاجئين الفلسطينيين في العراق للكشف عن الجرائم التي ترتكب بحق الجالية الفلسطينية اللاجئة في العراق ، حيث تبين أنّ عدد الاعتداءات على اللاجئين الفلسطينيين في هذا البلد الذي يشهد صراعات دامية ارتفع إلى أكثر من 700 اعتداءً بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، نجم عنها مقتل أكثر من 171 فلسطينياً، بينهم خمسة نساء وسبعة أطفال.

وجاء في بيان صادر عن الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان (راصد)، والجمعية الفلسطينية لحق العودة (لأجلها)، والرابطة الفلسطينية للاجئين، تلقى (مأرب برس ) نسخة عنه: تبدو على غالبية جثث الضحايا الفلسطينيين التي يتم اختطافها آثار التعذيب والتنكيل وتقطيع الأجساد، بينما بلغ عدد المفقودين الفلسطينيين تسعة، بالإضافة إلى اعتقال أكثر من 80 فلسطينياً في سجون القوات الأمريكية وسجون الداخلية العراقية التي يمارس بها أشد أنواع التعذيب الجسدي، دون السماح لذوي المعتقلين بالمراجعة أو توكيل محامين أو الاستفسار عن التهم الموجة لأبنائهم، حسب البيان.

وأكّد بيان الجمعيات الحقوقية الفلسطينية، أنّ اللاجئين الفلسطينيين في العراق البالغ عددهم ( أربعة وعشرين ألف لاجئ) ومنذ احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لبلاد الرافدين يعانون ظروفاً مأساوية بسبب اضطهاد بعض الجماعات العراقية المسلّحة لهم، من حيث تهديدهم بالترحيل القسري من المناطق التي يقطنون فيها، رغم تكرار الفتاوى والمطالبات من مرجعيات دينية عراقية مختلفة بضرورة توفير الحماية للفلسطينيين وعدم التعرض لهم، ولكن الواقع هو العكس.

وأكدت الجمعيات الحقوقية في بيانها المشترك أنّ الاضطهاد العنصري ما زال يلاحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق، حيث إنه وللمرة الثانية خلال الأسبوع الأخير، داهمت قوات الاحتلال الأمريكية أكبر تجمع للفلسطينيين في منطقة البلديات شرقي بغداد، واقتحمته بطريقة مروّعة واستفزازية بعض الشقق في العمارة التي تحمل رقم (10)، وانهالت بالاعتداء بالضرب المبرح على بعض السكان في المجمع .. واعتقلت ثلاثة أشقاء يقطنون في شقة واحدة ونقلتهم إلى جهة مجهولة .

ودفعت تلك الاعتداءات الممارسة بحق اللاجئين الفلسطينيين في العراق بوزير اللاجئين الفلسطيني ، د . عاطف عدوان إلى توجيه رسالة خطية لمرشد الثورة الإيرانية ( آية الله علي خامنئي ) دعاه من خلالها إلى العمل على إيقاف معاناة اللاجئين الفلسطينيين في العراق الذين يتعرضون يومياً للقتل والتعذيب والخطف والملاحقة والاعتقال؛ وأهاب الوزير الفلسطيني بـ مرشد الثورة الإيرانية للتدخل الفوري لرفع الظلم عن فلسطيني العراق ؛ مؤكداً أن الفلسطينيين في العراق يعيشون أصعب أيام حياتهم بفعل الاعتداءات المدبرة التي يتعرضون لها من قبل بعض الجماعات المشبوهة ..

وقال وزير اللاجئين الفلسطيني في رسالته لـ مرشد الثورة الإيرانية :"نتطلع لأن توظفوا ما لكم من مكانة في نفوس الشيعة في العراق لرفع الظلم عن الفلسطينيين، وعدم ملاحقتهم أو قتلهم،ومنحهم حق العيش الكريم كضيوف مكرمين " .

 هذا ودعت وزارة اللاجئين الفلسطينية جامعة الدول العربية والمنظمات الدولية التحرك الفوري لأخذ دورها في حماية اللاجئين الفلسطينيين المقيمين بالعراق، والعمل على وقف كل التحركات والمخططات المشبوهة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين وتفريغها من مضمونها الحقيقي،منددة بكل محاولات التآمر السياسي على الشعب الفلسطيني وحقوقه في العودة والتعويض .

هذا وتلقت ( مأرب برس ) تصريحا صحافيا صادرا عن مكتب رئيس الوزراء الفلسطيني يتحدث عن نتائج زيارة رئس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية إلى العاصمة السورية دمشق ، حيث أكد الدكتور محمد المدهون مستشار هنية ورئيس ديوان رئاسة الوزراء ، أن هنية بحث خلال لقاءه مع الرئيس السوري ، بشار الأسد ، ونائبه فاروق الشرع ، العديد من المواضيع الهامة بينها موضوع اللاجئين الفلسطينيين في العراق ومعاناتهم ، مشيراً إلى وجود عدد كبير منهم على الحدود العراقية ـ الأردنية، ومشدداً على ضرورة إيجاد حل لمشكلتهم، وأعرب عن أمله أن تسهم سورية في التخفيف من معاناتهم كما فعلت سابقاً .