آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

( مشروبات الطاقة) .. كارثة صحية تقوم على الخداع التسويقي

الإثنين 04 ديسمبر-كانون الأول 2006 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس – سبتمر نت
عدد القراءات 5827

تحذر الدراسات الطبية من تناول ما يسمى "مشروب الطاقة" لما تحويه من مكونات ضارة بالصحة, تؤدي إلى ارتفاع ضغط القلب وزيادة نسبة السكر في الدم, ومشاكل في النوم وتسوس الإنسان, هذه الأخطار وغيرها دفعت بالكثير من الدول إلى منع تداول هذه المشروبات, وفي كندا واستراليا والنرويج والدانمارك وماليزيا وتايلندا تم منع منتجات " باور هورس, رد بول, بايسن" وفي فرنسا منعت من التداول والبيع في المحلات العامة وحصرتها في الصيدليات بوصفة من الطبيب.

وعلى الرغم من كل هذه الاحتياطات والتحذيرات إلا أن الأسواق العربية لازالت مفتوحة على مصراعيها أمام هذه المشروبات وبدون أية رقابة تذكر, فصارت تحتل الرفوف في المجتمعات الاستهلاكية والبقالات والدكاكين الصغيرة, وتعتبر منافساً قوياً للمرطبات, إذ تبلغ نسبة استخدامها إلى المشروبات الغازية 70% في الوطن العربي.. ويتم تسويقها في إطار حملات دعائية ضخمة تحت شعارات تنشيط الجسم والمخ وتحسين الأداء النفسي ورفع المعنويات وهو ما لم يثبت علمياً حتى الآن, إلا أنها تلقى إقبالاً واسعاً لأغراض مختلفة تحددها الحملات الدعائية التي تخض على استهلاك مشروبات الطاقة بشكل مفرط, وتتمادى في تصوير الفوائد الكبيرة لها, وتقدم هذه الإعلانات بطريقة مشبوهة تتنافى مع الأسس العلمية والعادات والتقاليد, وكل ذلك يتم في غياب الرقابة الصحية على هذه المشروبات وحملاتها الدعائية.

تشهد السوق اليمنية تنافساً من قبل الشركات المنتجة لمشروبات الطاقة, ويوجد حالياً أكثر من 15 نوعاً من هذه المشروبات تدفقت على السوق خلال الأعوام الماضية, ويسعى منتجوها إلى السيطرة على اتجاهات المستهلكين, ويلاحظ أنها تلقى إقبالاً كبيراً لشرائها واستخدامها لأغراض مختلفة, دون أية رقابة تذكر على التداول وكذلك الإعلان عنها في مختلف الوسائل الإعلامية.

ولم تفلح التحذيرات الصحية في الحد من استخدامها, حتى تلك المكتوبة على العبوات بواسطة الشركات المنتجة نفسها وكل ذلك بسبب المضامين المضللة لحملاتها الإعلانية, التي تقدم هذه المشروبات كوصفات طبية خارقة تقضي على التعب والإرهاق وتزيد من التركيز والنشاط, وهو ما يلقى قبولاً واسعاً لدى الكثير من الشرائح العاملة, فيستخدمها السائقون الذين يعملون على نقل الركاب في الخطوط الطويلة لرفع نسبة التركيز والقضاء على الإرهاق نتيجة القيادة المستمرة لساعات طويلة وخصوصاًَ أثناء الليل, ويزيد معدل استهلاك مشروبات الطاقة لدى السائقين في مواسم الأعياد التي تشهد إقبالاً كبيراً من العاملين وسكان المدن للانتقال إلى مدن أخرى لقضاء الإجازات, وهو ما يشكل ضغطاً كبيراً على سيارات الأجرة العاملة على هذه الخطوط فيطمح البعض إلى تحقيق مكاسب كبيرة من خلال العمل المتواصل بالليل والنهار, فيفرطون في تناول هذه المشروبات اعتقادا بأنها تمنحهم القوة على مواصلة السهر لعدة أيام متواصلة, والعمل خلالها بدون توقف, على الرغم من الأخطار الصحية الكبيرة التي تنجم عن ذلك, لا سيما عند تناولها مع منبهات أخرى مثل القات.

وتقول الدراسات الطبية أن مشروبات الطاقة تعمل على فصل الواقع عن الإدراك الحسي به عند خلطها بمواد تحتوي على نسب من المواد المخدرة مثل مادة الأفيدرين الموجودة في القات, وتؤدي إلى انحدار القدرات العقلية بدرجة كبيرة, ويؤدي هذا المزيج إلى اتخاذ قرارات غاية في السوء, قد تنجم عنه حوادث أثناء القيادة في الخطوط الطويلة.

ومن المعروف أن العلبة الواحدة من مشروبات الطاقة تحتوي على نسبة كبيرة من مادة الكافين المخدرة تصل إلى 32ملجم لكل 100ملجم من المشروب أي أن العبوة الواحدة تحتوي على 80ملجم, وهذه الكمية تعادل شرب كمية كبيرة من القهوة وهو ما يسبب الشعور بالنشوة والقدرة على الشهر لدى مستخدميها, وغالبيتهم من الشباب الذين يعملون في مهام تتطلب مجهودات عضلية وذهنية عالية, وكذلك الطلاب الذين يحرص بعضهم على تناول هذه المشروبات خلال فترة الامتحانات, اعتقادا منهم بأنها تزيد التركيز وتساعد على السهر.

وتؤكد الدراسات الطبية أن استهلاك الجسم لهذه النسبة من الكافيين بشكل مستمر يؤدي إلى حالة من القلق, وإضطرابات بنبضات القلب, وحدوث مشاكل في النوم, والصداع, وبعض الأعراض النفسية الانسحابية والنوبات المرضية, وحدوث نزيف في الأنف, بالإضافة إلى أنها تعمل على تقليل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية للمواد المخدرة التي تحتويها.

مشروبات الطاقة بدأت تنتشر في العالم منذ عام 1987م وتنتجها في الأساس شركات نمساوية وهولندية وبولندية, وتسعى ألمانيا إلى إنتاج مشروبات مماثلة, وهي تنتمي إلى مجموعة الأغذية الوظيفية لأنها تحتوي على أنواع من المنبهات مثل الكافيين, التورين, فيتامينات, كربوهيدرات, وتسمى في الإنجليزية " stimulant drinks " وهناك محتويات أخرى مثل مادة الجوارنين – المستخرج من نبات ينمو في أمريكا الجنوبية – لها تأثيرات سامة تشبه تأثيرات مادة الكافيين, وقد منعت إدارة الأغذية والدواء الأمريكية تداول هذه المادة حتى يتم دراستها, وكذلك إسرائيل لازالت تمنع استخدامها في تصنيع الأغذية والمشروبات, حيث تعادل ملجم واحد منها 40 ملجم من الكافيين.

تحتوي العبوة الواحدة من مشروب الطاقة على 80 مليجرام من مادة الكافيين وهي نسبة كبيرة جداً تعادل شرب كميات كبيرة من القهوة, وهو ما يسبب الشعور بالنشوة والقدرة على السهر لدى مستخدميها وغالبيتهم من الشباب والعمال الذين يقومون بأعمال و مجهودات ذهنية وعضلية كبيرة.

ويؤدي استهلاك الجسم لهذه النسبة من الكافيين بشكل مستمر إلى الإصابة بالقلق واضطراب نبضات القلب والصداع ونزيف الأنف وتقليل الاعتماد على النفس كأحد التأثيرات النفسية للمواد المخدرة.. وبسبب خطورة الكافيين قررت استراليا إلزام الشركات المنتجة بتسجيل نسبته الموجودة في العبوة, وكان ذلك القرار عقب وفاة امرأة تناولت كميات كبيرة من مشروب الطاقة.

ويخضع الكافيين لرقابة من قوانين اللجنة الأولمبية الدولية ضمن ما يسمى بحظر تناول المنشطات, كونه من المواد التي تحفز على أداء الأنشطة الرياضية بشكل غير طبيعي, وقد توفي شاب ايرلندي في الثامنة عشرة عام 2000م أثناء مشاركته في مباراة لكرة السلة, وكان قد تناول ثلاث علب من المنشطات المعروفة بمشروب الطاقة قبل المباراة.

الطاقة التي تنتج عن تناول هذه المشروبات تكمن في إحتوائها على كمية من السكر سريع الامتصاص " الجلوكوز" ويصل حجم السعرات الحرارية الموجودة في العبوة الواحدة من مشروب الطاقة إلى 122سعرة حرارية لكل علبة 250ملجم.. ويمكن التعويض عن تلك السعرات بدون آثار جانبية بتناول العنب أو شرب عصيره.

أضرار تناول هذه السعرات تؤكدها تحذيرات الشركات المنتجة والمكتوبة على العبوات بعبارات مثل"غير مناسب لمرضى السكر ومرضى الحساسية ضد الكافيين" وبعضها مرضى القلب والحوامل, وقد أوصت الهيئات الطبية بمنع تناول مشروبات الطاقة لمن كان عمره أقل من 18سنة, وهو ما أقرت به إحدى الشركات ولكنه بررت أن المنع سيزيد من إقبال الأطفال وصغار السن على قاعدة كل ممنوع مرغوب.

الدكتور عبد العزيز العثمان أستاذ التغذية الإكلينيكية بجامعة الملك سعود, يشير إلى أن هناك مركبات تحتويها تلك المشروبات ويدور حولها جدول واسع مثل:

- مركب جلوكرنولاكتون الذي ينتج عن تحول الجلوكوز في الكبد, ويقال أنه يزيد معدل التمثيل داخل الجسم, ولكن لا توجد دراسات تؤكد ذلك.

- مركب تورين وهو نوع من الأحماض الأمنية الموجودة في اللحوم والأسماك ويعتقد المصنعون أنه يزيد فعالية الكافيين ويزيد من الاستفادة منه, بينما تشير الدراسات إلى أنه يقلل من فعالية الجهاز العصبي"نوع من التخدير".

-الفيتامينات التي تضاف إلى تلك المشروبات مثل فيتامين بانتوثينك, وبعض مجموعات فيتامين ب مثل ب6, وب12 وهي مفيدة فقط إذا كان هناك نقص لها في الجسم, أما الزيادة فلا فائدة منها, وهي مفيدة فعلاً في إنتاج الطاقة وإذا تم تناولها من مصادرها الطبيعية فذلك أفضل, إضافة إلى أن الجسم يحتاجها بنسبة بسيطة فقط.

- الجلوكوز: وهو الوحدة الرئيسية للكربوهيدرات, حيث تتحول كلها للجلوكوز ثم تدخل إلى الدم وينبغي الإشارة إلى أن ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم يستدعي ارتفاع الأنسولين الذي ينقله إلى الخلايا, فإذا انتهت كمية الجلوكوز ولا يزال الأنسولين عالياً, فإنه سينقل المزيد من الجلوكوز مما يؤدي إلى نقصه في الدم فيؤدي إلى الخمول والوهن بعد ذلك, ويفضل خبراء التغذية تناول الأغذية التي تحتوي سكر الفركنوز لأنها لا ترفع نسبة السكر في الدم.

وتحتوي بعض مشروبات الطاقة على مادة تسمى "الجنسنغ" لها تأثيرات جانبية سلبية منها ارتفاع ضغط الدم والتهيج والعصبية والصداع والأرق والإسهال والغثيان وتفاقم الربو, وفي بعض الحالات تسبب نزيفاً لدى النساء اللواتي تجاوزن سن اليأس أو انقطاع الحيض.

الحملات الدعائية لمشروبات الطاقة تركز على مداعبة الخيال فتقدمها إلى المراهقين على أنها إكسير القوة الخارقة التي تجعلهم ينتصرون على خصومهم وتمكنهم من الطيران والقفز على الواقع المحبط, مستخدمة في إعلاناتها الشخصيات الرياضية الشهيرة, وكذلك الممثلين الذين اشتهروا بأدوار الشخصيات الخيالية في السينما والتلفزيون.

وفي إعلاناتها الموجهة للكبار تركز على إبراز المنتجات كمقوٍ جنسي يزيد من القدرة الجنسية وهناك شركات قدمت منتجات من مشروبات الطاقة يحمل اسم "أورجازما" ويعني بالعربية النشوة الجنسية ويظهر على العبة صورة لفتاة شبه عارية وعلامات طبية تشير إلى الذكورة والأنوثة.

وتحاول الحملات الإعلانية السيطرة على ذهن الجمهور ودفعه لاستهلاك مشروبات الطاقة بشكل مفرط تحت شعارات عديدة تتنافى مع القواعد العلمية والشريعة الإسلامية وكذلك العادات والتقاليد الاجتماعية.

ويشير استطلاع أجراه موقع "مركز الأطباء المتخصصين على الانترنت وشمل 600 متصفح إلى أن 59% من العينة, يعتبرون مشروبات الطاقة مجرد تسويقية, وقال 16% أنها ليست شيئاً كبيراً, وقال 15% أنها تساعد أحياناً, فيما أعتبرها 10% منشطة فقط

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة علوم