محلل سياسي : أربعه من أقرب المقربين إلى صالح هم من وقفوا وراء عملية الاغتيال في حادثة دار الرئاسة

الأربعاء 14 سبتمبر-أيلول 2011 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - متابعه
عدد القراءات 39354
 
  

اتهم المحلل السياسي د"عبد الله الفقيه" من أسماهم الأبناء الأربعة بمحاولة اغتيال الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في حادث النهدين مطلع يونيو/حزيران الماضي.

وكتب الدكتور الفقيه في مدونته على شبكة الانترنت أنه بعد نشره أجزاءً من سلسلة "سري جداً" تلقى تهديدات بالتصفية وشن صحفيون ومواقع وصحف مرتبطة بالأجهزة الأمنية حملة اعلامية تهدف الى اغتياله, لكن قال أن "حق الناس في المعرفة في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها اليمن مقدم على أي اعتبار آخر, وأكد أن "التحليلات التي لا تدعي أبدا امتلاك الحقيقة لكنها تقدم قراءة مختلفة للأحداث".

وكتب الفقيه محللاً: "صدرت صحيفة الأولى يوم 1 يونيو بعدة عناوين في الصفحة الأولى ملفتة للانتباه وتحمل عددا من الرسائل المشفرة التي يفهم منها ان قرار التخلص من صالح وكبار المسئولين في الدولة كان قد اتخذ. فقد جاء العنوان الرئيسي كالتالي: "المشترك يبلغ الخليجيين انتهاء المبادرة" وكان الخبر قد تم تحويره بطريقة مقصودة في حين ان الخبر الأصلي كما وزع يقول "المعارضة اليمنية تبلغ دول الخليج رسميا انتهاء المبادرة الخليجية" أو "رئيس لجنة الحوار الوطني يبلغ الخليجيين.. الخ" كما جاء في معظم وسائل الإعلام".

 

واعتبر أن للعنوان بصيغته السابقة أهميته كبيرة، فالتخلص من صالح وكبار المسئولين سيعني بحسب ما تنص عليه المبادرة الخليجية نقل السلطة لنائب الرئيس وتكليف المعارضة بتشكيل حكومة وحدة وطنية وهو ما لا يريده الذين خططوا لإغتيال صالح وكبار المسولين في الدولة والذين ترجح التحليلات بانهم العميد ركن احمد علي صالح نجل الرئيس اليمني وقائد قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وابناء عمه العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح رئيس الحرس الخاص، والعميد عمار محمد صالح وكيل جهاز الأمن القومي، والعميد يحيى محمد صالح قائد الأمن المركزي، ويعاون تلك المجموعة التي بات يطلق عليها بين مجموعة من المحللين الأمنيين "عصابة الأربعة" شخصيات اخرى يمنية واجنبية. وما يبعث على الغرابة هو ان قوى المعارضة اليمنية والتي يعتقد انها مخترقة قررت فجأة وفي خطوة غير متوقعة ولا تتوائم مع سلوكها المألوف مع نهاية شهر مايو كتابة رسالة الى امين عام مجلس التعاون الخليجي تبلغه فيها رسميا بانتهاء المبادرة الخليجية وسلمت تلك المذكرة الى سفارة الإمارات العربية المتحدة.

 

وأضاف "زيادة في التأكيد على عدم الرغبة في نائب الرئيس جاء عنوان آخر في الصفحة الأولى ايضا يقول "مديرية نائب الرئيس تسقط بايدي المسلحين" والرسالة الضمنية الموجهة للداخل والخارج هي "لا تراهنوا على نائب صالح في الحلول محله بعد التخلص منه." ولم يتوقف الأمر هنا. فقد كان هناك ايضا عنوان ثالث وان بخط اصغر يقول "شهود عيان: قصف الفرقة الأولى مدرع واندلاع حرائق فيها ووزارة الدفاع تنفي" والرسالة هنا هي ان ما سيحدث يوم 3 يونيو هو من تدبير علي محسن أخذا بالثأر".

 

وقال الفقيه: تشير الدلائل الى ان فكرة التخلص من صالح قد ظهرت قبل قيام الثورة اليمنية بكثير. فقد تحول صالح خلال السنوات الأخيرة الى عبء على عصابة الأربعة، ولا يستبعد محللون تورط بعض القوى الإقليمية والدولية في دعم مخطط "عصابة الأربعة" للتخلص من صالح وكبار مسئولي نظامه وخصوصا وان احد اجهزة الاستخبارات الدولية ابلغ صالح قبل محاولة اغتياله بعدة اسابيع بان حياته في خطر. لكن ذلك التحذير لم يساعد صالح كثيرا بقدر ما جعله هدفا سهلا للمتآمرين لأنه حصر دائرة تحركه في نطاق ضيق وسهل على الانقلابين جمع صالح وكبار المسئولين في مكان واحد ومحاولة التخلص منهم جميعا في ضربة واحدة. والواضح ان المخططين للعملية كانوا يعرفون ان عبد ربه لن يكون حاضرا بين المدعوين الى المحرقة.

 

واعتبر أن العملية كانت محكمة الى الحد الذي لم يخطر على بال الكثيرين ان يكون اقرب الناس لصالح قد خططوا ونفذوا تلك العملية الجريئة. وربما كانت اضعف الخطوات في التغطية على ما حدث هوان بعض المخططين والمنفذين للعملية وضعوا اسماء ابنائهم من ضمن اسماء الجرحى لإيهام الجميع بان الكل ضحايا وان قوة خفية هي التي نفذت العملية.

 

وأضاف "عمل صالح على نقل الكثير من السلطات والاختصاصات العسكرية والأمنية الى ابنه وابناء شقيقه الراحل محمد عبد الله صالح منذ بداية العقد الأخير من القرن الماضي، واكتسب بسبب ذلك عداوة الكثيرين سواء داخل دائرة سنحان او داخل الحزب الحاكم. ومن الواضح انه لم يكتسب مقابل ذلك ولاء مطلقا من قبل الأبناء. بل حدث العكس. فقد ادى نمو سلطات واختصاصات الأبناء الى اصطدامهم بسيطرة الأب واسلوبه في اتخاذ القرارات من جهة، وبمصالح وتوجهات وافكار المحيطين بالرئيس ومستشاريه واعضاء حكومته والحزب الحاكم من جهة ثانية. وسرعان ما وجد الأبناء ان روابطهم بالغرب والتيار المتأمرك الذي شكلوه والأفكار الجديدة التي جاءوا بها لا تحظى بالثقة المطلقة سواء من قبل صالح او من قبل بعض رجاله. فقد وجد جلال يعقوب الوكيل المساعد بوزارة التخطيط والتعاون الدولي واحد المحسوبين على نجل الرئيس نفسه في البيت بين عشية وضحاها بعد ان شعر نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط والتعاون الدولي عبد الكريم الأرحبي نسب الرئيس والرئيس الفعلي للوزراء بان يعقوب يريد ان يجد موضع قدم لسلطة نجل الرئيس داخل الوزارة. وصحيح ان العميد احمد تمكن من جديد من تعيين يعقوب المتزوج من ابنة السياسي المخضرم الراحل يحيى المتوكل (تعيين على قاعدة التوريث) بموقع ارفع كوكيل لوزارة المالية الإ ان خطوة الأرحبي بينت حدود سلطة الجيل الثاني. وفي حين تمكن العميد احمد من السيطرة على الهيئة العامة للاستثمار عن طريق تعيين صلاح محمد سعيد العطار نجل الاقتصادي والتكنوقراطي الراحل محمد سعيد العطار (تعيين آخر على قاعدة التوريث)، وهو شخصية بارزة في تيار نجل الرئيس المتأمرك، فإن صلاح العطار وجد نفسه يخرج مطرودا من مجلس النواب بعد ان ذهب الى المجلس متسلحا بنفوذ نجل الرئيس ليدافع عن مشروع قانون للاستثمار يحمل افكار الجيل الجديد.

 

وأضاف الفيه "في حين تمكن العميد يحيى صالح رئيس اركان حرب الأمن المركزي من تنفيذ بعض افكاره التحديثية في ادخال العنصر النسائي في العمل الشرطوي وتاسيس محطة اذاعية خاصة تبث اغاني الرك اند رول وغير ذلك من الأفكار فإنه كثيرا ما اشتكى علنا لوسائل الإعلام من سياسات عمه في ادارة حروب صعدة وفي مسائل اخرى. وقال لصحفي اجنبي ذات مرة بان القاعدة اكثر قدرة على الحركة من قوات الأمن المركزي وانه اذا احتاج الى تحريك طائرة هليوكبتر فان عليه الاتصال بتحويلة القوات الجوية التي يسيطر عليها اخ غير شقيق لصالح وليس من المعجبين كما يبدو بالتيار المتأمرك، واكد يحيى انه اذا لم ترد التحويلة فانه يظطر كما قال الى الانتظار اياما قبل ان يتمكن من تحريك قواته. وقد وجه صالح بعد تلك الشكوى بمنع أي صحفي من مقابلة يحيى الا بعد الحصول على اذن من وزارة الإعلام.

 

وتابع الفقيه "لم يكن حظ يحيى في مجلس النواب افضل من حظ العميد احمد. فقد رفض مجلس النواب مشروع قانون خاص بالعلم الوطني ظل يحيى يعمل عليه لأكثر من عامين من خلال منتدى الرقي والتقدم حتى تمكن بعد ذلك من ايصاله الى مجلس الوزراء الذي احاله بدوره الى مجلس النواب ليكون مصيره سلة المهملات".

 

وتحت عنوان جانبي "فشل الأولويات العشر" كتب الفقيه: كانت الضربة القاصمة لجيل الأبناء هي فشل استراتيجية الأولويات العشر التي طورها تيار نجل الرئيس المتأمرك والذي اراد من خلالها الأبناء السيطرة على الجهاز البيروقراطي للدولة ليتمكنوا من تنفيذ السياسات التي يعتقدون انها كفيلة بتحسين الأوضاع وتحسين فرصهم في البقاء في السلطة. وقد استعان الأبناء بشركة امريكية اسمها ماكنزي للإستشارات لوضع الأولويات العشر ومول المشروع من قبل الحكومة الأمريكية. وكانت اول واهم نقطة هي النقطة الأولى التي تنص على استقطاب الكفاءات المؤهلة لشغل الوظائف الحكومية وتحويل الوظيفة الحكومية الى وظيفة جاذبة. وشعر الوزراء واعضاء الحزب الحاكم بان ما يجري يمثل محاولة من قبل اقارب الرئيس للسيطرة على الوزارات والمصالح والحد من اختصاصاتهم المحدودة اصلا فعملوا على تمييع الفكرة حتى اماتوها".

وأضاف الفقيه "أوكل صالح في خطوة لا تخلو من دلالة مهمة الإشراف على التحقيق في الهجوم على النهدين الى نائبه عبد ربه منصور هادي. ومن الواضح ان صالح كان يدرك الخطر الذي يمثله الأبناء لكن اقصى ما كان يقوم به هو تسليم مطار صنعاء للأمن السياسي وسحب الأمن القومي او العكس. ومن الواضح ان ذلك لم يساعد كثيرا. ففي احد ايام يناير 2011 وصلت طائرة الى مطار صنعاء الدولي وعلى ظهرها حمولة اسلحة يعتقد بعض المحلليلن انه كان من بينها السلاح الذي وظف في عملية التخلص من صالح ومعاونيه".

 
إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة سوبر نيوز