يمني مقرب من "بن لادن" يروي للعربية.نت تفاصيل جديدة عن حياته

الإثنين 13 نوفمبر-تشرين الثاني 2006 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس – العربية - دبي- حيان نيوف
عدد القراءات 2675

كشف اليمني رشاد محمد سعيد، والمعروف بـ" أبو الفداء"، والذي قضى فترة زمنية قرب بن لادن في مسكنه بأفغانستان قبيل أحداث سبتمبر 2001، عن تفاصيل جديدة ومثيرة في حياة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، وخصوصا فيما يتعلق بعلاقاته مع زوجاته وما أشيع عن علاقته بنساء غربيات، وكيف كان يقضي حياته اليومية بين أسرته ومريديه. 

وسبق لـ"أبو الفداء " أن ظهر في بعض أشرطة الفيديو التي عثر عليها الأمريكيون في أفغانستان إلى جانب أسامة بن لادن والدكتور أيمن الظواهري ومحمد أبو الغيث في بعض الندوات العلمية.

وقال "أبو الفداء"، في حوار خصّ به "العربية.نت"، إن جميع زوجات أسامة بن لادن معه الآن في أفغانستان باستثناء الزوجة السورية، مشددا على أن الزوجة اليمنية أمل السادة لم ترجع إلى اليمن أبدا. وفيما تحدث عن مفاتحته لـ"أسامة" عما أشيع في الاعلام الغربي من أنباء عن علاقات ربطته بشاعرة سودانية وفنانة غربية أخرى، أشار إلى أن السعودية "أم حمزة" هي الزوجة الأقرب إلى أسامة وذلك لثقافتها العميقة وإدراكها.

زوجات أسامة معه في أفغانستان

ويبدأ "أبو الفداء" حديثه بتسليط الضوء على الثقة الكبيرة التي منحها إياه أسامة بن لادن عندما كلفه بمهمة السفر إلى اليمن واختيار زوجة خامسة له هي "امل السادة"، ويقول " في ذلك الوقت كنت مرشدا دينيا وموجها شرعيا في القاعدة وطالبان ولازمت أسامة وكنت أتفهم كثيرا نفسيته واحتياجاته وقد طلب مني يومها أن اسافر إلى اليمن وأشرف على زواجه من أمل السادة".

وبينما أكد صديق بن لادن أن جميع زوجاته معه في أفغانستان، ما عدا السورية نجوى غانم " لأنها كانت تسافر كل سنة إلى سوريا بينما السعوديات لم يسافرن"، يشير إلى أن السعودية "ام علي" هي التي طلقها أسامة لأنها لم تقبل السفر معه إلى أفغانستان، وبقيت معه أم خالد وهي من المدينة، وأم حمزة وهي "نجدية"، وأما اليمنية "امل السادة" فلم ترجع إلى اليمن ولم يكن هناك أي سبب يدفعها للعودة إلى اليمن بعد زواجها من اسامة عام 2000 مشككا بذلك بصحة حوار صحفي نشرته في وسائل اعلام عربية وقالت إنها أجرته معها في اليمن.

ويوضح : أشيع أن هناك من حمل لها مهرا من اسامة، وهذا غير صحيح ، لقد كانت جارتي ودرست على يدي العلوم الشرعية، وتم تكليفي من قبل أسامة بهذه المهمة، ومهرها لم يكن آلاف الدولارات كما ذكر بل كان رقما بسيطا. ومهرها دفع إلى يد أبيها مباشرة عندما سافر أفغانستان . لقد أتيت إلى اليمن وطلبتها لأسامة من أهلها ورحبوا بأسامة صهرا لهم وتم تجهيزها والسفر برفقة بعض اقربائها، ووالدها جاء متأخرا إلى أفغانستان، وتم العقد بها في أفغانستان وسجل ذلك الحفل في الفيديو.

ويضيف " أم حمزة كانت الاقرب إلى قلبه لأنها كانت متعلمة ومدركة جدا ومثقفة وكانت تشاركه الرأي في كثير من الأمور".

أسامة لم يكن "جنسيا"

وردا على ما يقال من أن بن لادن كان "رجلا مزواجا "، يقول أبو الفداء " بن لادن لم يكن رجلا مزواجا كما يشاع عنه، ولم يكن رجلا جنسيا، ولم يعهد أنه طلق إلا أم علي لأنها رفضت السفر معه، ولو كان مزواجا لما كانت لديه نساء متقدمات في السن مثل أم حمزة وأم خالد وهما في سن اليأس وليستا من نساء المتعة، حيث كل واحدة منهما تتجاوز الخمسين ولم يعد فيهما ما يرغب الرجال بالنساء، وعندما أرسلني إلى اليمن قال لي اختر لي واحدة يغلب دينها وخلقها على ما تريد من الدنيا ولم يسأل عن صفاتها الجسدية". 

ويستطرد " كان بن لادن يصبر على أن يبقى فترة بعيدا عن زوجاته دون اتصال بهن ودون إرسال رسائل، وعندما كان يسافر ويقيم في منطقة لأسبوع كان يرسل في طلب واحدة منهن لتقيم معه، وفي حياته اليومية كان يقيم كل يوم عند واحدة منهن ويعدل بين جميع نسائه بحميمية".

وشكك "أبو الفداء" بصحة الحوار الذي أجرته وسائل اعلام عربية مع زوجة بن لادن "أمل السادة" التي نقلت عنها قولها "لم نكن في منزل واحد و إنما كل زوجة في بيت مستقل بها، زوجتان في مدينة قندهار، لكل واحدة منزلها، والزوجة الثالثة لها منزل في كابول والرابعة في جبل تورا بورا، و كان يأتي إلي في الاسبوع مرة واحدة. ولا تجتمع زوجاته إلا مرة واحدة كل شهر أو شهرين عندما يأتي إلينا أو يرسل أحد أبنائه ليأخذنا معه إلى منزل إحدانا".

ويقول لـ"العربية.نت": هذا غير صحيح أبدا. لقد قرأت هذه المقابلة عندما كنت معتقلا في سجن يمني بعيد عودتي لليمن بعد أحداث سبتمبر حيث بقيت معتقلا سنتين ونصف السنة. كان حميميا وحنونا مع زوجاته، وفي بيته لكل واحدة غرفة مع مطبخ وحوش من الطين. البيت مؤلف من غرف عديدة بحيث تسكن كل زوجة في غرفة مع حمام ومطبخ وعريشة في الحوش ثم يجمع البيت كله حوش كبير. كنت و زوجتي نعيش مع أسامة وزوجاته الأربع في المجمع رقم 6 وهو داخل قندهار، وبقية رفاقنا كانوا في مجمع كبير خارج قندهار مؤلف من أربعين أسرة".

لم يقم علاقة مع غربيات

وحول ما أثير في مواقع إخبارية غربية أن أسامة بن لادن كانت على علاقة مع شاعرة من أصل سوداني ويتطلع لإقامة علاقة مع مغنية غربية، يقول "أبو الفداء" لـ"العربية.نت": " تناقشت مع أسامة حوله هذه القصص وقال لي لم أقابل في عمري امرأة من هؤلاء، وأنا أقول لكم إنه لم يكن له علاقات على هذا الشكل وكان رجلا كثير الاستحياء كثيرا، وهذه معلومات كلها غير صحيحة مثل تلك القصة عن امرأة يوغسلافية قالت إنها كانت على علاقة مع صدام وتبين أنها كاذبة ، وأسامة لم يكن على علاقة هؤلاء النساء".

وكان موقع " سكوتس مان" الاسكتلندي أشار في وقت سابق من هذا العام إلى بن لادن مغرما بالمغنية الأمريكية ويتني هوستون ، ونقل عن امرأة تدعى قالت كولا بوف، وهي شاعرة وكاتبة سودانية تزعم أنها كانت لها علاقة وثيقة مع بن لادن،" لقد قال لي أسامة أن ويتني هوستون هي أجمل فتاة شاهدا، وأنه كان مستعدا أن يعطيها منزلا فاخرا في العاصمة السودانية الخرطوم". وأضافت الكاتبة التي تحمل اسما مستعارا:" لم يهتم بحقيقة زواج ويتني من بوبي راون، وإنه طلب أن يتم قتل زوجها من أجل أن تكون ويتني أحد زوجاته فقد كان معجبا جدا بويتني واعتقد أنها مسلمة حقيقية لكن الثقافة الأمريكية وزوجها نجحا في غسل دماغها". 

الحياة اليومية لـ"بن لادن"

ثم يتحدث "أبو الفداء" عن الحياة اليومية لـ"بن لادن" قائلا : كان ينام مبكرا ويصحو مبكرا ليقرأ القرآن ويصلي الفجر، ثم يدخل ويطوف على أزواجه ويخرج للإفطار مع رفاقه، ويبدأ بعد ذلك الجلوس في العريشة وهي مظلة من النخيل، وتبدأ المواعيد من الضيوف، ثم يخرج لتفقد أوضاع المقاتلين والمرضى منهم، وجلسة العشاء كانت عبارة عن جلسة بسيطة مع مريديه.

ويضيف " كان بن لادن يتناول طعام الفطور المكون من زيت الزيتون والزعتر، وأما الغداء فيتألف من الرز مع اللحم واذا لم يتوفر يأخذ القليل من اللبن ولم تكن حياته مكلفة، وهو لا يحب الاشياء المركبة او المصنعة والمعلبة مفضلا الطعام الطبيعي ".

ويشير إلى أنه حسب أدبيات القاعدة لايجوز أن تتجاوز تكلفة تأسيس البيت لكل فرد في هذا التنظيم 100 دولار أمريكي، لكل غرفة مخصصة للزوجة من جهاز الطبخ وبرميل ماء وفراش صغير لكل ولد، "والهدف من ذلك كان إيجاد حياة بسيطة حتى يسهل التنقل والترحال "- حسب تعبيره.

وعن علاقته بن لادن بأبنائه، يجيب أبو الفداء : لم يكن متزمتا في تعامله مع أولاده بل كان ديناميكيا جدا ومرنا مع أولاده وترك لهم حرية التعبير واتخاذ القرار بالسفر مثل أبنائه عمر وعبد الرحمن ، وكان يعطيهم المشورة ويتركهم لقرارهم في النهاية، ويتمع بسعة صدر كبيرة. 

وأما لباس نساء أعضاء القاعدة فكان "غطاء يستر الوجه والرأس وكل الجسم وهو الشادر، وأما العربيات فتأقلمن مع الوضع الأفغاني وحافظن على حجابهن مثل زوجات أسامة وارتدين البالطو والجلباب وحجابهن ساتر للعينين والوجه يتيح حرية الرؤية والحركة للعينين، لأنه هناك غطاء يعيق الرؤية وحركة العينيين".

نساء مقاتلات في القاعدة 

ويشير أبو الفداء إلى أن النساء "أصبحن مقاتلات في تنظيم القاعدة"، موضحا : المرأة رافد أساسي في عمل تنظيم القاعدة وكان بعضهن يتلقين أدبيات عسكرية للدفاع عن النفس، ولكن لم يشتركن في القتال مباشرة، وإنما كنا شريكات في الإدارة والعمل على أجهزة إلكتروينة مثلا". 

وسألت "العربية.نت" أبو الفداء حول علاقة أسامة بن لادن بوسائل الاعلام وكيف كان يتابعها في الوقت الذي كانت فيه حركة طالبان تمنع الصحون اللاقطة، فيجيب : كان لديه خصوصية بدعم من الملا محمد عمر زعيم طالبان الذي أتاح له متابعة أحداث العالم على الانترنت والصحون اللاقطة التي كانت ممنوعة في أفغانستان حتى على الوزراء، وكان يتابع البرامج الإخبارية والسياسية ويستمع للراديو أيضا.

وفي موضوع آخر، يقول أبو الفداء أن أسامة كان يحن إلى والدته كثيرا، ولكنه في مرحلة متقدمة " تحرر من القطرية والقومية ودرب نفسه أن يكون عالميا ولا يهمه إلا قيادة الدولة الاسلامية".

وحول ما أشيع من مرض أسامة بن لادن وخاصة الفشل الكلوي لديه، يقول : لم يكن لديه فشلا كلويا لأني سافرت معه ورأيته يصعد الجبال ويمشي كثيرا وهو في أتم صحة ، فقد صعد جبال تورا بورا على الاقدام في الوقت الذي ضربت فيه كول في صنعاء، وذأكر كيف تركنا السيارة أسفل الجبل ومشينا معا من اسفل الجبال إلى اعلاها".

"لم يكن فقيها" ؟

وبخصوص ما صرحت به زوجة الشيخ عبد الله عزام، الزعيم الروحي لـما يسمى "بالافغان العرب" في افغانستان، في حديثها للشرق الأوسط، إن بن لادن لم يكن شيخا او فقيها بل كان تلميذا لعزام وثقافته محدودة ، يعلّق "ابو الفداء " : صعب على زوجة عبد الله عزام أن تقيم رجلا مثل بن لادن الذي كان عضوا بارزا في مجلس شورى عزام ورئيس مكتب الخدمات العائد له وكان مقربا إليه وهو الذي رأى في أسامة شخصا مناسبا ليخلفه، ولم كن أسامة متخصصا في العلوم الشرعية مثله، ولكن كانت لديه ثقافة دينية وإدارية واقتصادية أهلته لأن يكون رجلا إداريا وشرعيا . صحيح لم يكن فقيها لأن الفقيه يستوعب كل العلوم الشرعية.

وأما بخصوص قولها إن ابرز اخطاء بن لادن هي تورط القاعدة في اغتيال أسد بانشير احمد شاه مسعود، قبل يومين من هجمات سبتمبر، يقول أبو الفداء: أسد بنشير كان مجاهدا ضد السوفييت، ولكنه عاد وسفك دماء الأفغان بعد خروج السوفييت وترك 60 ألف أرملة، و تحول سلاحه ضد إخوانه وصار حليفا للغرب رسميا عام 1999، وتآمر على طالبان التي كانت شريكه في الجهاد ونحن عندنا الإنسان الذي يتخلى عن مبادئه لا كرامة له ولا يشفع له ماضيه".

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن