لم يدر بخلد العامل بمحل مجوهرات (الحبيشي) بسوق عدن الدولي بمديرية الشيخ عثمان ان الشخصين اللذين دخلا مساء السبت 4 نوفمبر 2006م الى المحل بغية شراء 3 كيلوجرامات من الذهب، سيكونان نصابين.

وقدرت عملية النصب للمجوهرات التي تمكن النصابان من سرقتها بالاحتيال على عامل المحل بـ 11 مليون ريال يمني، بعد ان فشلا قبل ذلك في محل لبيع الذهب بمركز عدن مول التجاري السياحي بكريتر والتقطت صور لهما عبر الكاميرات التي تتوزع داخل المركز خلال تجوالهما فيه.

«الأيام» تنفرد بنشر تفاصيل عملية النصب من أحد مصادرها الذي يرويها لحظة بلحظة.

بداية عملية النصب

مساء يوم السبت 4 نوفمبر 2006م وبعد صلاة المغرب قدم شخصان من جنسية لم يكشف النقاب عنها بعد لكنهما يتحدثان العربية بصورة ركيكة الى محل مجوهرات (الحبيشي) الواقع بسوق عدن الدولي بمديرية الشيخ عثمان واثناء وجودهما في المحل طلبوا من عامله ويدعى فضل عبدالرب العبادي بحضور عاملين آخرين معه كمية من الذهب تزيد عن 3 كيلوجرامات واشترط الشخصان منه ان يكون كل كيلوجرام ذهب على شكل حلقة (سلسلة) لا يتعدى طولها مترا واحدا، واشترطا عليه ان يكون طلبهما بينهم الثلاثة فقط.

ووعد العامل الشخصين بتجهيز طلبهما خلال يومين بعد قيامهما بتسليم بائع المجوهرات مبلغ (عربون) قدره 1600 دولار ثم سلمهما سندا بالمبلغ المستلم وبالمقابل عرفاه باسميهما ورقمي هاتفيهما.

ذلك ما افاد به «الأيام» العامل فضل العبادي الذي اضاف قائلاً:«واثناء ذلك شاهد احدهما في معروضات المجوهرات بالمحل سبيكة ذهبية (تمبلة) على شكل عين سحرية فطلبها وأخذها وأخبرته بقيمتها 13800 ريال يمني وقال بانحاسبك لما نرجع للطلبية».

وقائع اليوم الثاني

ويروي العبادي وقائع اليوم الثاني قائلاً: «حضر الشخصان الى المحل في اليوم الثاني الذي صادف الاحد 5 نوفمبر صباحاً وكنت في المحل ومعي صاحبه عبدالله الحبيشي وفارس العبادي وهيثم العبادي وكان بحوزة الشخصين حقيبة صغيرة التي يتعارف عليها بـ(الدبلوماسية) ووضعوها في المحل كأمانة، وقالا سنذهب للتجوال في الاسواق على ان يعودا الساعة السابعة مساء.. وفعلا وصلا في الوقت المحدد بعد صلاة العشاء وقمت بإخراج الطلبية لهما وهي الثلاثة كيلوجرامات من الذهب عيار 21 ووزنت لهما كل سلسلة على حدة بلغت الواحدة كيلوجراما واحدا وبطول متر واحد وتأكد الشخصان من الوزن والمواصفات المطلوبة لكنهما اثناء وجودهما كانت بحوزتهما حقيبة كبيرة بلون بني وضعاها فوق طاولة عرض المجوهرات، عندها اخرجت لهما حقيبتهما الموضوعة لدينا كأمانة فأخذ الشخصان السلاسل الذهبية ووضع الاثنان كل سلسلة في ظرف كبير وادخلا كل الظروف الثلاثة في الحقيبة التي كانت لدى المحل.. وبينما كنت احسب حساب للمجوهرات التي طلبوها بكلفة قدرها 11 مليون ريال يمني لا ادري كيف قام الشخصان بتغيير الظروف وفوجئت بهما يقولان ضع عندك الحقيبة والذهب وسنعود بعد قليل لتسليم الفلوس كاملاً.. حينها كنت اظن ان الذهب في الحقيبة دون علم بتغيير الظروف وخرجا من المحل ومعهما الحقيبة الكبيرة التي دخلا بها المحل».

الشكوك تساور العبادي

ويواصل العامل العبادي روايته لما حدث بعد خروج النصابين من المحل قائلاً: «بعد خروجهما بخمس دقائق ساورتني الشكوك فقمت بمحاولة فتح الحقيبة دون فائدة حتى قمنا بكسرها داخل المحل.. وكانت المفاجأة حيث وجدنا داخل الحقيبة أكياسا بداخلها قطع من المعدن والرصاص الذي يستخدم لترصيص اطارات السيارات وزنها 3 كيلوجرامات، فسارعنا مباشرة لإبلاغ مركز شرطة الشيخ عثمان بما حدث من نصب وسرقة للمحل».

اتصال هاتفي بعد النصب

ويفيد بهذا الصدد العامل العبادي: «اتصل احدهما بي بعد الحادث بنصف ساعة وسألني متى يغلق المحل للوصول قبل اغلاقه لتسديد بقية المبلغ.. ثم عاود الاتصال في اليوم التالي وقال احدهما لا تتعب حالك ولا تبلغ الشرطة لانك لن تجدنا نهائياً لان احدنا في عدن والآخر طلع سفينة متوجهاً الى جيبوتي لبيع الذهب هناك ومع السلامة انت ما تعرفنا».واضاف العبادي ان سلاسل الذهب مختومة عليها عيار (21) العمدة. النصابان فشلا في عدن مول

وعلمت «الأيام» ان النصابين كانا قبل وصولهما الى محل مجوهرات الحبيشي للنصب قد توجها الى مركز عدن مول التجاري السياحي بمديرية صيرة للغرض ذاته وقدما طلبهما لمحل مجوهرات ففشلا في الاحتيال عليه لعدم توفر الطلب وتمكنا من نيله في سوق عدن الدولي بالشيخ عثمان.

ومازالت الاجهزة الامنية تجري تحـرياتها لضبطه الرجلين حتى كتابة هذا التقرير