آخر الاخبار

رئيس مقاومة صنعاء الشيخ منصور الحنق يوجه مطالب عاجلة للمجلس الرئاسي بخصوص جرحى الجيش الوطني .. والمقاومة تكرم 500 جريح تفاصيل يوم دامي على الحوثيين في الضالع وجثث قتلاهم لاتزال مرمية.. مصادر تروي ما حدث في باب غلق بمنطقة العود اليمن تبتعث ثلاثة من الحفاظ لتمثيل اليمن في المسابقة الدولية لحفظ القرآن الكريم وتلاوته بجيبوتي قصة موت جديدة تخرج من سجون الحوثيين.. مختطف في ذمار يموت تحت التعذيب ومنظمة حقوقية تنشر التفاصيل واحصائية صادمة حملة إلكترونية لإحياء أربعينية مدير دائرة التصنيع الحربي اللواء مهندس حسن بن جلال تعطل كافة أنظمة السداد الالكتروني شركة الاتصالات اليمنية تليمن ويمن نت.. تفاصيل الاسباب قائد الأسطول الأمريكي يتحدث عن السبب الذي يجعل موعد انجاز مهمة القضاء على خطر الحوثيين بالبحر الأحمر غير معروفا حتى الآن؟ القيادي الحوثي يوسف المداني يعترف : كل عمليات التفجير لمنازل خصوم المسيرة تتم بتوجيهات عبدالملك الحوثي وهو من يحدد موعد التفجير- فيديو بخسارته من الإمارات 3-0.. هل تضاءلت فرص المنتخب اليمني في المنافسة؟ الحكومة تعد لمشروع لائحة جديدة تنظم أوزان نقل البضائع على الشاحنات

كيف أشعل صالح فتيل الحرب؟

السبت 28 مايو 2011 الساعة 05 مساءً / مأرب برس- خاص
عدد القراءات 37168
 
احد مقاتلي قبيلة حاشد- الصورة عن الشرق الأوسط
 

يبدو صالح كبندق يطلق التهديدات والرصاص، هو الآن يسعى لمحاربة اليمن، ويريد عبر اعتدائه على منزل/ الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر إجهاض الثورة السلمية، متجاهلاً بأن المعتصمين في الساحات يرون بأن ما يحدث ليس له علاقة مباشرة بثورتهم.

لا يتوانى علي صالح عن سفك دماء اليمنيين فقد اعتاد على ذلك طوال فترة حكمه، فبقاؤه في الكرسي خلال ثلاثة وثلاثين عاماً كان ثمنه الحرب على المواطن والوطن.. مزيداً من التفاصيل فيما يلي:

تقرير /عمر العمقي

في العاشر من مايو الجاري تم نقل قذائف مدفعية من مخازن الحرس الجمهوري المقابل لمبنى مصلحة الجوازات بصنعاء إلى معسكر الحرس بجبل نقم.

لم يسبق لصالح الذي لطالما رفض بشدة تشييد عمائر سكنية طوابقها تزيد عن 13 طابقاً وذلك لأسباب أمنية، لم يسبق له اتخاذ قرار يسمح بنقل القذائف المدفعية إلى المعسكرات المطلة على العاصمة صنعاء لكي لا تكون سبباً في إزهاق روحه.

لكن الرئيس الذي يدعوه شعبه للرحيل عن السلطة قرر ارتكاب جرائم إبادة جماعية بعد أن أخفقت كل حِيَله وذرائعه في إجهاض الثورة الشعبية التي أذهلت العالم بسلميتها.

"خمسة وخميسة !"

لم يتمكن الجنرال/ عبداللطيف الزياني – الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي – من الإيفاء بوعده الذي قطعه على نفسه في مساء الأربعاء 18 مايو الجاري، "لن يعود إلى صنعاء".. قالها الزياني بعد أن رفض علي صالح التوقيع على المبادرة بنسختها الخامسة.

لكن يبدو أن الزياني أُرغم عنوةً على العودة إلى صنعاء، لكن من أرغم الزياني لم يتمكن من إرغام صالح على التوقيع في نهار الثاني والعشرين من مايو، وهو ذات النهار الذي تعرض فيه الزياني لحصار خانق من قِبَل مسلحين بزي مدني أثناء وجوده في السفارة الإماراتية برفض صالح التوقيع على المبادرة بنسختها الخامسة وحصار الزياني لمدة خمس ساعات.. في الزيارة الخامسة لصنعاء قرر وزراء الخليج الخمسة – قطر منسحبة – تعليق " بحروفها الخمسة " المبادرة ، ليتجه صالح نحو إشعال فتيل الحرب.

"آخرة المحنِّش للحنش!"

صالح والذي اعتاد على توجيه خطاب سياسي في ذكرى عيد الوحدة ، هو ذاته الذي عجز عنإلقاء ذلك الخطاب في العام 1994م واستبدله بكلمة مقتضبة أعلن فيها الحرب على شريكه في تحقيق الوحدة، ولعل التاريخ يعيد نفسه، ففي هذا الحدث التاريخي حالت الثورة الشعبية دون إلقاء ذلك الخطاب السياسي، فعمد صالح الذي وصف نفسه كمن يرقص على رؤوس الأفاعي، عمد عشية ذكرى الوحدة اليمنية وفي كلمة مقتضبة إلى إعلان الحرب ضد شعبه، متناسياً المثل الدارج "آخرة المحنَّش للحنش"، فإذا كان قد وصف شعبه بأنه مجموعة من الأفاعي فحريٌ بتلك الحنشان – باللكنة العامية – أن تقضي عليه.

"الحرب" لغة لا تغب عن فم صالح

إعلان صالح الحرب في مساء الأحد الماضي، دفع الشيخ/ صادق الأحمر إلى الوقوف بحزم وشجاعة "إذا كان هو – يقصد الرئيس – يهددنا بالحرب الأهلية فنحن أهلها" قالها زعيم قبيلة حاشد.

جاء تصريح الشيخ/ صادق الأحمر لقناة سهيل بعد أقل من ساعتين من إعلان صالح الحرب، وكان ذلك التصريح يهدف إلى وضع حد لمهزلة علي صالح الذي عمد إلى تضليل الرأي العالمي بحرب ضروس ستنشب نيرانها في اليمن في حال رحيله عن السلطة..

لغة الحرب والعنف وتمزق اليمن لم تغب عن فم علي صالح طيلة حكمه، وصارت تلك اللغة التهديدية كاستراتيجية يضمن بها البقاء على كرسي السلطة.

ولكن اليمنيين أدركوا مؤخراً كم كانوا ساذجين أمام تلك الخطابات التي كانوا يصفقون لها بحرارة، واقتنعوا أخيراً بأن اليمن من دون صالح هي الملاذ الآمن لهم ولأحلامهم وطموحاتهم.

علي مسيلمة الكذاب

تلك الثقة التي كانت تسكن صدور اليمنيين تجاه رئيسهم سلبت تماماً، ولم يعد لها مثقال ذرة في كيانهم المفعم خجلاً من تصديقه فيما مضى من الدهر.

" حرام اني كنت أصدق الرئيس في كل ما يتحاكى به حتى لو قال إنه نبي لاصدِّقه ما ذلحين لو تشرق ويقول لي أن هيه شمس ما أصدق" قالها ناصر عيضة – 45 عاماً..

عيضة وهو مواطن بسيط لا يفقه شيئاً في السياسة – حد قوله – والمتحمس بقوة للثورة الشعبية التي دفعته للانتقال من جبال حجة الشامخة نحو ساحة التغيير، لم يكن فقدان تلك الثقة منحصرة على العامة من أمثاله ، بل امتدت نحو النخبة من اليمنيين، وتتجلى حقيقة ذلك من خلال التسمية التي أطلقها الشيخ/ صادق الأحمر على الرئيس، ففي حديثه لقناة الجزيرة مساء الخميس قال الشيخ/صادق:" هو علي مسيلمة الكذاب مش علي عبدالله صالح".

بانعدام الثقة في نفوس اليمنيين تجاه علي صالح، انتزعت من صدورهم مخاوف الحرب الأهلية والانفصال والحوثي والقاعدة، لكن من يعرفون صالح جيداً يدركون كم لدى هذا الرجل من حماقة من المحال الإحاطة بها..

ذلك التخوفة الذي كان يعتري النخبة من حديث صالح كان يضاهيه تكذيب وسخرية عارمة تعم اليمنيين الذين تخلوا عن بنادقهم وجعلوا من الدولة المدنية قبلة لهم..

فمحاولات صالح إشعال فتيل الحرب الأهلية من خلال مهاجمة ساحات الحرية والتغيير باءت بالفشل، ولم تفلح نحو جر المعتصمين نحو العنف.

كذلك لم تفلح محاولاته الاستفزازية في دفع القوات المؤيدة للثورة نحو تحقيق مراده..

هذه وتلك وغيرها من الذرائع والحيل حالت دون تمكن الشاويش علي – بحسب التسمية التي أطلقها الرئيس المخلوع – حسني مبارك – من إشعال فتيل الحرب.

ومع كل ذلك لم يتوانَ صالح من صنع حماقات لم تدر بمخيلة اليمنيين أجمع..

حماقات مخجلة

يمتلك صالح قدرة فائقة في صنع الحماقات، حماقات تدفع اليمنيين للشعور بالخزي والعار تجاه المجتمع الدولي، " يا عيباه.. أيش ايقل علينا العالم لوما يشوف أن معانا رئيس هكذا"، قالتها أشجان، الخجل الذي اعترى الشابة أشجان، كان عقب نشر وسائل الإعلام العربية والأجنبية الأحداث التي وقعت في نهار الثاني والعشرين من مايو الجاري فمع شروق شمس الأحد الفائت انتشرت مجاميع مسلحة بزي مدني، "بلاطجة" في مختلف الشوارع الرئيسية وفي وسط وأطراف العاصمة كانت المهمة الأولى لتلك الكائنات هي الحيلولة دون وصول اليمنيين إلى شارع الستين للاحتفاء بالعيد الوطني.

"طلّعوا لي روحي ولا شارع إلا وهو مقطوع" قالها محسن – سائق دراجة نارية – وهو يصف ما قام به البلاطجة من قطع للطرق وإرعاب للمارة.

وفي منتصف النهار نفذ البلاطجة مهمتهم التالية بإقامتهم لمسرحية هزيلة وبطريقة كوميدية ، حيث عمد العشرات الذين لم تخلُ أياديهم من البنادق أو الصمول – عِصي غليظة- إلى نصب خيمة قبالة البوابة الرئيسية لنادي ضباط الشرطة، والقيام بالعمل على محاصرة البوابة للحؤول دون خروج صالح للتوقيع على المبادرة.

ومع أن صالح لم يدخل من تلك البوابة عند حضوره الاجتماع اللجنة الدائمة للحزب الحاكم، إلا أنهم سرعان ما انفضُّوا عقب خروج صالح من البوابة الخلفية والتقاط كاميرا قناة اليمن صوراً تذكارية لهم.

في تلك الأثناء وتحديداً عند الساعة الـ11 والنصف قام عدد من البلاطجة بالاعتداء على موكب الزياني والوفد المرافق له، وتم تهشيم زجاج سيارة أحد الدبلوماسيين.

لحظات.. ويصل الدكتور/ عبداللطيف الزياني إلى مبنى السفارة الإماراتية وبرفقته سفراء أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي والإمارات، ليقوم بعدها البلاطجة بمحاصرة مبنى السفارة والحيلولة دون دخول أو خروج أي شخص.

وبعد صلاة العصر انتقل مجموعة من البلاطجة نحو السفارة القطرية الواقعة أمام فندق موفنبيك، وقاموا برشقها بالحجارة وإشعال الإطارات حولها، وفي لحظة جنونية قام أحد البلاطجة بدفع أحد الإطارات الكبيرة الملتهبة بالنار نحو الشارع المنحدر إلى سوق نقم مما تسبب في ارتطام "غنية الآنسي" بأحد الجدران وحرق جسدها بألسنة اللهب المشتعلة من الإطار – التاير – لتلقى حتفها على الفور.

استفزاز

ما حدث الأحد الفائت ، كان "بروفة" لما تلا من أيام الأسبوع الماضي، والتي سعى صالح من خلالها إلى إشعال فتيل الحرب الأهلية، ففي ظهيرة الاثنين 23 مايو الجاري عمدت كتائب أمنية تابعة لشرطة النجدة للتمركز في مدرسة الرماح بمنطقة الحصبة، المسافة بين مدرسة الرماح ومعسكر النجدة لا تتجاوز العشرة متر،فكلاهما (المدرسة والنجدة ) يقعان على الشارع الرئيسي الواصل بين جولة الحباري وجولة الساعة ، وانتقال هذه الكتائب الأمنية كان بمثابة استفزاز لحراسة منزل الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر.

وبحسب حاكم الأحمر فإنه هرع مع زملائه إلى المدرسة للحيولة دون تمركز تلك القوة الأمنية بداخلها:" قلنا لهم ما يصلحش تقلبوا المدرسة معسكر وانتم عارفين من الناحية الأمنية أن في هذا قلق لنا، فرجعوا إلى موقعكم رجاءً "، حينها وجدنا من بعض الضباط تفاهم- والكلام لحاكم الأحمر- في حين حاول البعض الآخر تفجير الموقف ويضيف قائلاً:" قام ضابط بإطلاق النار في الهواء وسمعنا طلقات نارية من بعيد – يعتقد بأنهم بلاطجة- فقام اصحابنا واطلقوا النار في الهواء، ثم أصيب واحد من المرافقين وأخرى وقعت في السيارة ، فتم الرد دفاع عن النفس".

جغرافيا الحرب

حتى تلك اللحظة لم تصوب حراسة منزل الشيخ/ عبدالله الأحمر باتجاه جنود النجدة ، وكان الهدف حينها الرد على البلاطجة المنتشرين في أماكن متفرقة. خلال أقل من ربع ساعة انتقلت المواجهة بين جنود الأمن وحراسة الشيخ التي تلقت رصاصات منهم، في تلك الأثناء سارع المواطنون المتواجدون في فرزة وسوق الحصبة لإخلاء المكان هروباً من الرصاصات الطائشة.

قبيل العصر وصلت تعزيزات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وكذلك من الطرف الآخر فازدادت حدة المواجهات حدةً.

من يعرف حي الحصبة جيداً يدرك بأن عدد المنافذ المطلة على شارع الجامعة العربية هي خمسة منافذ وهي كالتالي:

1- المنفذ الوقع بين مدرسة الرماح ومصلحة أراضي وعقارات الدولة.

2- المنفذ الواقع بين مصلحة الأراضي ووزارة الصناعة والتجارة.

3- المنفذ الواقع بين وزارة الصناعة والجدار الشرقي لسوق الحصبة.

4- المنفذ الغربي لسوق الحصبة.

5- المنفذ السكني – فتحة بيت الحباري – المقابل لمستشفى الحصبة.

هذه المنافذ الخمسة كانت هي الطرق التي يستخدمها حراسات بيت الأحمر للمضي قُدماً نحو الطرف الآخر المتقدم من أربعة منافذ هي كالتالي:

1- منفذ مدرسة الرماح.

2- منفذ جولة الحباري.

3- المنفذ الواقع بين مبنى وكالة سبأ ووزارة السياحة.

4- منفذ المعهد البيطري.

وهذه المنافذ استخدمتها الوحدات الأمنية والعسكرية للعدوان على بيت الأحمر، في حين تمركزت قوات من الحرس الجمهوري في مشروع مبنى وكالة سبأ.

لم تقتصر المواجهات يوم الاثنين على الجزء الجنوبي من منطقة الحصبة بل امتدت نحو الجزء الشمالي، وتحديداً من جولة الساعة وجولة سبأ لكنها انتهت عند السابعة من مساء يوم الاثنين استجابة للجنة الوساطة المكلفة رئاسياً.

انسحاب

بعد نجاح لجنة الوساطة برئاسة اللواء/ غالب القمش – رئيس جهاز الأمن السياسي – المخابرات – في وقف إطلاق النار انسحبت الوحدات الأمنية والعسكرية من مواقعها لتحل بديلاً عنها مجموعة من أفراد الشرطة العسكرية والتي تمركزت في جولة الحباري وقبالة مستشفى الشرطة المجاور لجولة سبأ.

عند حوالي التاسعة من ليل الاثنين مررت برفقة الزميل أحمد الزرقة ، وبدت لنا الحصبة المسكونة بالخوف موحشة لانعدام المارة في شوارعها، وكانت أبواب وزارة الصناعة والسياحة ووكالة الأنباء اليمنية سبأ ومصلحة أراضي وعقار الدولة ومعهد التوجيه والإرشاد مؤصدة ، وحراساتها تقبع داخل مبانيها.

وقبالة مصلحة الأراضي كان هنالك طقم عسكري – أمن مركزي – خاوياً وسلاحه الرشاش باتجاه قرية الدجاج حيث يقع البيت القديم لصالح .

رعب !

الرعب لم يعترني فقط ، بل امتد نحو أولئك الجنود المرابطين في جولة الحباري، فبمجرد اقترابنا أطلق الجنود أعيرة نارية باتجاهنا وصرخوا "طفي نور السيارة يا سواق"..

أطفأنا النور وتوقفنا دقائق، ثم سمحوا لنا بالتقدم والمرور مع بقاء نور السيارة مُطفأ في ظهيرة اليوم التالي عدت برفقة الزميل أحمد الزرقة لتفقد المكان غير أن قذيفة "هاون" كانت كفيلة بقرارنا..

وسطاء أم وقود حرب؟

لم يدر بمخيلة أحد بأن حماقة وتهور هذا النظام الآيل للسقوط ستدفعه نحو الاعتداء على منزل الرجل الذي أفنى حياته وهو يقوّم أخطاء صالح وزلاته، وليس ذلك فحسب بل إنه وقف إلى جواره في انتخابات 2006م معارضاً لقرار حزبه.

لم يتوقع أحد بأن يفكر علي صالح في إشعال الحرب الأهلية التي لطالما هدد بها من دار شيخ قبيلته، لكن صالح عجزت الأمهات أن يلدن مثله، وأن ينجبن شخصاً متناقضاً ومراوغاً ولئيماً حتى الثمالة مثل علي صالح، لكنه صالح الذي يغدر بوسطائه ويحاول قتلهم، ولعلكم تتذكرون ما تعرضت له الوساطة المرسلة إلى اللواء/ علي محسن الأحمر، وما حدث لوسطاء الخليج وسفراء أميركا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي.

كل ذلك لم يحل دون قيامه باستهداف مبعوثيه إلى الشيخ/صادق الأحمر.

استراحة محارب

فبعد أن وافق الشيخ/ صادق الأحمر على وقف إطلاق النار استجابةً للوساطة الرئاسية ، لم يتوانَ صالح في جعلهم وقوداً لحربه.

وقف إطلاق النار الذي أعلنته لجنة الوساطة الرئاسية مساء الاثنين تم خرقه من قبل صالح مع شروق شمس يوم الثلاثاء، وبدت تلك الهدنة كاستراحة محارب وفرصة لإعادة تنظيم مليشيات صالح لصفوفها خاصة بعد أن أعلن العديد من منتسبي النجدة انضمامهم للدفاع عن العدوان الذي يتعرض له منزل الشيخ/الأحمر.

بحسب أحد الحاضرين فإن لجنة الوساطة اتصلت بصالح وطلبت منه إيقاف إطلاق النار وفقاً للاتفاق المبرم ليلة الأحد، لكن صالح وبعنجهية قال مخاطباً اللواء/ غالب القمش:" الآن قل لصادق الأحمر واخوته يحضروا للقصر الجمهوري".

لم يغلق اللواء القمش تلفونه بعد، وإذا بصاروخ يخر على رؤوسهم.

الغضب يعتري شيخ مشائخ سنحان الشيخ/ إسماعيل أبو حورية، ويسارع للاتصال بصالح ويسمعه ما شاء من الكلام(....) وبنبرة عالية:" المرة الأولة رسلتني واسطة إلى عند علي محسن وقاموا اصحابك يرمونا بالرصاص وهذه المرة صاروخ(...) تشتي تقتلني وجهاً لوجه يا علي صالح مش هكذا بالغدر".

قبل منتصب ليل الثلاثاء قرر اللواء/غالب القمش وأعضاء لجنة الوساطة إيقاف الوساطة، وأعلنوا وقوفهم إلى جانب الشيخ/صادق الأحمر، محملين الرئيس المسؤولية.

وبلغة صارمة وصريحة يقول رئيس جهاز المخابرات اللواء/غالب القمش: إذا وقعت الحرب في اليمن فإن المسؤول الأول والأخير عنها هو علي عبدالله صالح".

وعودة لما جاء في السطور الأولى فإن صالح قد استعد مبكراً لإشعال فتيل هذه الحرب الأهلية التي قام بنقل ذخائرها وصواريخها وقذائفها نحو أعلى قمة جبل نقم المطل على العاصمة صنعاء.

هاشم الأحمر القائد الميداني للحرب

كم أنا مشفق على هذا الرجل القوي من غدر الزمن، فكيانه المحاط بالبساطة وقلبه المليء بالنظرة الإيجابية والحسنة تجاه الآخر وثقته في القريب، تجعلني أشعر بالخوف عليه من أقداره التي يجد نفسه دوماً في قلبها دونما تخطيط أو ترتيب مسبق!.

شاهد هاشم الاحمر يقود مواجهات الحصبة هنـــــــــــــا

فعلى النقيض من أشقائه – باستثناء صادق- التحق بالدراسة العسكرية في باكستان ، لكنه لم يكتفِ بشهادة تزين جدران منزله بل التحق نحو العمل ميدانياً بالسلك العسكري تولى قيادة الحراسة الشخصية لوالده الشيخ/عبدالله بن حسين الأحمر وبعد وفاته التحق بالحراسة الشخصية لرئيس الجمهورية.

لم يسبق لأحد من أشقائه وأن عمل بجوار صالح، لكن ذلك لم يشفع لصالح نفسه في استمالة الشاب نحو الانضمام لحزب المؤتمر، فعلى الرغم من قرب هاشم الأحمر من الرئيس صالح إلا أن الأخير عجز في ضمه لحزبه الحاكم.

في أواخر العام 2009م تعرفت جيداً على الشيخ هاشم الأحمر ورافقته في حملته الانتخابية لعضوية مجلس النواب.. في تلك اللحظة كان هاشم في موقف لا يُحسد عليه، فهو يقاتل بالنيابة عن أشقائه وغادة وخباثة الرئيس صالح. فهاشم والذي رشح نفسه لعضوية البرلمان في الدائرة الانتخابية التي كانت من نصيب والده طيلة ما مضى من عمر ديمقراطية يمن ما بعد الوحدة ، وجد نفسه وجهاً لوجه أمام صالح الذي قام بدفع جليدان محمود جليدان لمنافسته ممثلاً عن حزب المؤتمر.

كان ذلك امتحاناً عسيراً خاضه الشاب الثلاثيني ، ففشله في الانتخابات يعني كسر زعامة بيت الأحمر المتمثلة في قيادتها لحاشد، وبالتالي شق وحدة صفها الذي تستمد منه قوَّتها على مدى نصف قرن.

ومع أن العقيد/ هاشم الأحمر أخبر صالح بأنه سيرشح نفسه في الانتخابات التكميلية مستقلاً بعد أن رفض النزول باسم المؤتمر إلا أن صالح دفع بجليدان ليس لهدف ديمقراطي وإنما لتصفية حسابات والعمل على دك أسرة بيت الأحمر.

شاءت الأقدار لهاشم النجاح ونال عضوية البرلمان، ولكني أجهل ما تخبئ الأقدار للفتى الذي دفعه صالح ذات يوم لقيادة الجيش الشعبي بصعدة، وهاهي تدفعه لقيادة حرب ضروس ضد صالح الذي كان يتولى حمايته من قبل!.

وتاهت الملايين!

لم تكن مواجهات الحصبة عفوية أو مفتعلة من حراسة بيت الشيخ/ عبدالله كما يروج لها النظام.

فانقطاع التيار الكهربائي من مساء الأحد وحتى ليلة أمس الأول الخميس، وتشويش شبكة الاتصالات اللاسلكية "الجوال"، والعمل دون وصول المكالمات من دولة قطر خلال يوم الاثنين وقطع الهاتف الثابت عن منزل الشيخ عبدالله الأحمر وتوزيع الأسلحة على بلاطجته والزج بهم عنوة في الصراع عبر الاعتداء على منازلهم بالأعيرة النارية من قبل مليشيات صالح، بعد أن امتنعوا عن إطلاق الرصاص باتجاه حراسة بيت الأحمر، إضافة إلى قصف الأحياء السكنية في مديريات الثورة وشعوب وآزال بالعاصمة صنعاء من مواقع في جبل نقم.. وغير ذلك من الأسباب التي لم أتمكن من الإحاطة بها بعد، كل ذلك وغيره من الشواهد والدلائل تؤكد بأن علي صالح لا يرغب في نقل السلطة سلمياً ويسعى إلى جرّ البلاد نحو دائرة العنف.

لكن أبلغ رد هو ما حدث يوم أمس الجمعة، فبعد أن ذكرت وسائله الإعلامية أن الملايين في طريقهم إلى صنعاء لحضور صلاة جمعة النظام والقانون ، عادت لتقول بأن تلك الملايين التي تاهت في الطريق ستصلي في محافظاتها .. ورويداً رويداً نقلت وسائل الإعلام الرسمية بياناً لوزارة الداخلية يحذر من التجمع في ميدان السبعين وشارع الستين!.

  كيف تم قصف وتدمير منزل الرئيس؟

يتمتع العقيد / هاشم بن عبدالله بن حسين الأحمر بعقلية فذة، وأثبت بأنه عسكري من الطراز الرفيع، لقد تمكن هذا الشاب من دفع صالح إلى تدمير منزله القديم الكائن في قرية الدجاج من دون أن يطلق هو وأتباعه رصاصة واحدة، ففي مساء الثلاثاء تمكنت عناصر تابعة للأحمر من الدخول إلى منزل علي صالح لكنها سرعان ما انسحبت خلسةٍ.

لم يتمكن أحد من معرفة انسحابهم ، وسارع صالح إلى إصدار توجيهاته بدك وتدمير منزله وقصفه بالصواريخ وقذائف المدفعية من جبل نقم.

وحينما بدأت عملية قصف منزل الرئيس/ صالح كان أتباع الأحمر في الخارج يحدقون بأعينهم باستمتاع.

لعلكم تتذكرون كلمة صالح الشهيرة :" يريدون دك المعبد وأنا أقول عليا وعلى أعدائي"، وهاهو يدك بيته بنفسه ومن وصفهم بأعدائه يضحكون سخرية من صنيعه!.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة سوبر نيوز