صحفيون وسياسيون يستنكرون حملة الإساءة الرسمية ويدعون لتحديد الوضع القانوني لصحيفة الجيش

السبت 14 أكتوبر-تشرين الأول 2006 الساعة 01 مساءً / مأرب برس / ناس برس
عدد القراءات 3010

أوضح علي الصراري -أحد قيادات الهيئة التنفيذية للمشترك- أن الحملة الرسمية التي سلكها الحزب الحاكم على الشيخ حميد الأحمر "استهداف سياسي طال صوتاً عالياً دافع عن حق الناس في التعبير عن آرائهم شُن على إثرها حملة دعائية بذيئة كان على رأسها العميد علي الشاطر".

وقال الصراري -في لقاء لصحفيين وكتاب للتضامن مع الشيخ حميد الأحمر- "ما يواجهه حميد الأحمر ليس دفاعاً على الشاطر ولا على صحفي تعرض لتهديد، ولكنه إرهاب سياسي وعقاب على المواقف السياسية التي اتخذها في الحملة الانتخابية مع المشترك".

وأضاف "نحن نفتخر بأي صوت يهاجم الفساد والمفسدين، وبمن يتكلم عن حال الشعب، ومن واجبنا ألا نسكت على هذا الإرهاب السياسي".

ودان الصراري أسلوب العقاب "بسبب المواقف السياسية الذي يخالف ما يدعون إليه من التسامح" مشيراً إلى رفض هذا المنطق بقوله "لا نريد من أحد أن يسامحنا لأنا مارسنا حقوقنا".

وأضاف "الحملة الدعائية السياسية التي تمارس من قبل دوائر معينة في الحكم هي بسبب مواقفه المعروفة التي عبر فيها عن انحيازه للتغيير ومارس نقداً قوياً للفساد والمتنفذين وضد استمرار إدارة البلاد بالفوضى".

وانتقد الصراري أداء صحيفة 26 سبتمبر وموقعها الإلكتروني قال عنها أنها دأبت على "معاداة المعارضة والتحريض عليها وتوجيه تهم التخوين عليها وتقوم بنشر بذاءات وسفاهات عليها".

من جهته اعتبر -عبد الرحيم محسن الكاتب المعروف- أن أخطر ما في الحملة الزج بالقوات المسلحة والأمن في القضية والإنابة عنها بدون علمها مؤكداً أن البيان الذي صدر باسم القوات المسلحة ليس له علاقة بها "وصيغ في مطبخ أمني استخباراتي سيء الصيت في التوجيه المعنوي أيضاً".

وأشار محسن أن ما حصل من حملة موجهة على حميد الأحمر "ضريبة مواقفه في أهم محطة من محطات العملية السياسية التي برز فيها كشخصية اصطفائية وطنية، وكانت نكران ومخالفة أن يحصل موقفه خارج الإطار الأسري الذي اعتدناه".

وكشف خالد دلاق -أحد الضحايا الصحفيين لصحيفة 26 سبتمبر- عن اضطهاد رئيس تحريرها لـ(67) صحفي "ما بين مدني وعسكري" تعرضوا خلالها للمضايقات والحبس والتهديد تسببت في تشريد عشرات الأسر.

وأكد دلاق أنه استلم سيارته قبل أسبوعين "وهي معطلة" بعد أن ظلت سنوات عديدة محتجزة لدى إدارة التوجيه المعنوي، مشيراً إلى قول الشاطر له أثناء تسلمها "تظل السيارة عهدة لدى النقابة" رغم امتلاكه لها وعدم تعويضه عن الخسائر المادية والمعنوية التي لحقته وزملائه طوال الفترة الماضية.

وفي ذات السياق ذهب محمد المقالح –المحلل السياسي- إلى التأكيد أن المعركة السياسية الحاصلة جزء من الانتخابات التي أدارها مرشح المؤتمر للرئاسة.

وقال المقالح "أعتقد أن الشاطر أداة صغيرة مثله مثل الذرحاني الذي استخدم في الحملة الانتخابية ضد بن شملان".

وتحدث المقالح أن من يدير المعركة يقوم بتشغيل الأدوات التي يملكها "حتى يبقى بعيداً عن الأنظار، وهنا يجب أن يوجه النقد إلى رئيس الجمهورية".

ونوه المقالح بأن الحملة كانت معدة وتم الترتيب لها مسبقاً، مدللاً على قوله بتضامن الإعلام الرسمي الواسع التي لم يحصل فيها أن تضامنت الصحف الرسمية وكانت أكثر جدية في أي من القضايا مثلما حصل مع هذه الحملة.

وبين المقالح أن لهذه الحملة المسعورة هدفين، أولاها عدم إتاحة المجال لقوى منظمات المجتمع المدني أن يكون لها تأثير وقاعدة شعبية واسعة، وثانيها "أن الأحمر سجل سابقة تعتبر في منظومة النظام سابقة خطيرة" مسجلاً تقديره البالغ للأحمر "الذي كسر هذا البعد".

وانتقد المقالح واقعة التسجيل الصوتي لمكالمة الشاطر مع الأحمر واصفاً إياها "أنها واقعة غير أخلاقية" موضحاً أن السلطات اليمنية تقوم بتسجيل المكالمات وتنتهك الدستور بوثيقة رسمية لا يعتمدها القضاء.

واستغرب المقالح من تزوير سبتمبر لقصيدة نسبت للشاعر محمد أحمد منصور الذي نفى صلته بها، مشيراً أنه لا يمكن أن يجرؤ أحد على نشرها سواء كان الشاطر أو منصور "ما لم يكن هناك خط أخضر أو أحمر من رئيس الجمهورية".

على صعيد متصل ذكر سعيد ثابت -وكيل أول نقابة الصحفيين اليمنيين- عن بدء مجلس النقابة بمناقشة وضع صحيفة 26 سبتمبر لتحديد موقفها من الواقع الصحفي.

وقال سعيد "إذا كانت عسكرية يجب أن تحترم القانون العسكري وألا تتدخل في السياسة أو تكون مع طرف ضد آخر، أو أن تكون مدنية وهنا يجب عليها أن تحترم القانون المدني".

وأعلن سعيد أن ملفات انتهاكات حقوق الصحفيين "مفتوحة ولن نغلقها ونحن أنصار الحرية ومحملين أمانة الدفاع عن زملائنا الآخرين الذين انتهكت حقوقهم".

وعدد سعيد قضايا الانتهاكات والإساءات التي طالت كثيراً من أعضاء الأسرة الصحفية ولا زالت قضاياهم معلقة حتى الآن، أمثال "حافظ البكاري، رحمة حجيرة، جمال عامر، أحمد الشفي، نبيل سبيع، نائف حسان، محمد العديني، عابد المهذري، هاجع الجحافي" وغيرهم ممن لم يبت القضاء فيما تعرضوا له خارج إطار القانون والدستور.

حضر اللقاء عشرات الصحفيين والكتاب والسياسيين من ألوان الطيف السياسي الذين أعلنوا تضامنهم مع الشيخ حميد الأحمر والوقوف إلى جانبه ضد حملة الإساءة الرسمية.