دبلوماسيون: الرئيس يعلم ان الكثير من حلول المشاكل الاقتصادية تمر عبر بوابتي الخليج والولايات المتحدة.

الثلاثاء 26 سبتمبر-أيلول 2006 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس / ميدل ايست اونلاين
عدد القراءات 2548

  بعد الفوز الكاسح الذي حققه الرئيس اليمين علي عبدالله صالح في الانتخابات، وهو الاهم في التاريخ الديمقراطي اليمني، يسعى الرئيس صالح مع بداية ولايته الرئاسية الجديدة الى تحقيق قفزة نوعية في العلاقات السياسية والاقتصادية والشراكة الامنية مع واشنطن ودول الخليج بشكل خاص.

وبحسب دبلوماسيون يمنيون فإن من اولويات صالح خلال الفترة المقبلة هو السعي الى تجديد وتعزيز عقد الشراكة مع واشنطن من ناحية ودول الخليج من ناحية اخرى.

ويفسر هؤلاء حرص صالح على تقوية علاقاته مع الولايات المتحدة ودول الخليج خلال الفترة القادمة بشكل استثنائي ومثمر بجملة من الاهداف والعوامل أهمها مواجهة التحديات الاقتصادية التي تعاني منها اليمن، والحصول على الدعم اللازم لمواصلة عملية التنمية الاقتصادية.

وفي هذا السياق سعى صالح خلال الفترة السابقة الى معالجة كل العوامل التي حجبت الدعم الاقتصادي الاميركي عن اليمن خلال السنوات السابقة.

ويتوقع دبلوماسي يمني ان تستأنف الولايات المتحدة دعمها الاقتصادي لليمن مع بداية الفترة الرئاسية الجديدة للرئيس صالح لتحقيق جملة من الاهداف الاستراتيجية أهمها تحقيق نتائج مثمرة في اطار الشراكة الامنية المتميزة بين صالح وواشنطن في محاربة الارهاب.

ولعل ما يزيد من احتمال زيادة الدعم الاميركي لليمن خلال الفترة القادمة هو حالة الرضا التي ابدتها واشنطن من سير الانتخابات الاخيرة بشكل ديمقراطي محايد يمثل استثنائية ديمقراطية على مستوى دول الجزيرة العربية.

وفي هذا السياق قال الرئيس الاميركي جورج بوش في تعليقه على الانتخابات الاخيرة "ان الديمقراطية اليمنية رائعة وسندعمها."

وكان الرئيس الأمريكي أشار في خطاب له أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى اليمن بأنها الدولة التي تجرى فيها انتخابات ديمقراطية في إطار التعددية السياسية.

من جهته قال ديفيد فولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية "ان واشنطن راقبت الانتخابات اليمنية باهتمام كبير وبالتأكيد اننا نقر على حقيقة ان الاقتراع جرى بطريقة سلمية ومنتظمة دون أي ترهيب ولقد لاحظنا ان موسم الحملات الذي سبق الانتخابات كان مفتوحا وحرا نسبياً جرت فيه نقاشات حيوية وتتميز بتغطية اعلامية متوازنة ومشاركة جيدة من الناخبين في المهرجانات الانتخابية."

وذكر فولي ان المؤسسة الوطنية للحزب الديمقراطي والاتحاد الاوروبي ومنظمات غير حكومية دولية راقبوا عملية الانتخابات اليمنية وأن مبادرة الشراكة الامريكية الشرق اوسطية ساهمت في مساعدة المؤسسة الوطنية للحزب الديمقراطي في توظيف الف يمني وعدد صغير من دول عربية لمراقبة هذه الانتخابات.

ولابد من الإشارة إلى أن الغرب، ولاسيما الولايات المتحدة، يتخذ موقفا متوازنا حيال اليمن كنتيجة لمستوى التعاون الذي ابداه صالح في الشراكة الامنية مع هذه الدول بالاضافة الى ان وجود صالح شكل عاملا طاردا للحركات الارهابية من اليمن بحيث لم تشهد السنوات الاخيرة أي حوادث ارهابية لها علاقة باليمن بالاضافة الى ان صالح استطاع ان يطوق بقايا الفلول الارهابية بقبضة حديدية. وتعطي الولايات المتحدة وأوروبا إلى السلطات اليمنية الفرصة لتسوية المشاكل الداخلية كما يحلو لها دون تدخل كما درجت العادة في قضايا تتعلق بدول عربية اخرى.

ويتهم الإسلاميون الرئيس الحالي علي عبد الله صالح بالإفراط باللعب مع الولايات المتحدة، والمضي بعيدا جدا في طريق التصدي المشترك للإرهاب.

ومن المعروف أيضا أن علي عبد الله صالح يدافع في أحيان كثيرة عن الأحزاب الدينية، ويحميها مما تتعرض له من جانب الغرب، ولعل هذا الاسلوب الذي ينتهجه صالح هدفه الاساسي هو السيطرة على جميع التيارات الدينية بحيث لا تسعى هذه التيارات الى القيام بأي اعمال ارهابية تستهدف واشنطن او المصالح الغربية في البلد والمنطقة المحيطة في اليمن وبحيث لا تخرج هذه التيارات عن معايير الوسطية والاعتدال وتسعى الى الاعتقاد بافكار ارهابية متزمتة من شأنها ان تجر الويلات على اليمن من خلال تعكير علاقاتها مع الدول الكبرى وخصوصا واشنطن.

وفي ذات الوقت الذي يسعى فيه صالح الى تطوير علاقاته مع واشنطن بصورة استثنائية فإنه يواصل جهوده لتحقيق التقارب الجغرافي والسياسي والاقتصادي والامني الكامل مع دول الخليج من خلال مواصلة خطوات تأهيل اليمن للانضمام الى مجلس التعاون الخليجي.

ومما يزيد من التقارب اليمني الخليجي خلال الفترة القادمة هو ان هذه الفترة تشهد نقلة نوعية في العلاقات بين اليمن ودول الخليج وخصوصا السعودية. وفي هذا السياق قال السفير السعودي في صنعاء علي بن محمد الحمدان ان العلاقات السعودية اليمنية علاقات تاريخية وعميقة وتشهد يوما بعد يوم مزيدا من التقدم والتطور وفتح ابواب جديدة للتعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة.

ويؤكد الملك السعودي وولي عهده دوما على خصوصية العلاقات السعودية اليمنية.

وافاد السفير الحمدان بانه تم وضع الاليات المناسبة لتطوير وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف الجوانب وعلى رأسها مجلس التنسيق السعودي اليمنى بهدف تحقيق الشراكة الكاملة بين البلدين على اساس من تبادل المصالح والمنافع.

ولفت الى ان العلاقات الثنائية بين المملكة واليمن ازدادت متانة وقوة بعد توقيع معاهدة جدة الحدودية في العام 2000م حيث شكل هذا التاريخ حدا فاصلا لمشكلات الحدود بين البلدين.

لعل العامل الامني له دوره الكبير في اضفاء المزيد من التقارب بين اليمن ودول الخليج خصوصا خلال الفترة القادمة مع ازدياد التحديات الارهابية على منطقة الخليج حيث جددت بريطانيا تحذير رعاياها الراغبين زيارة دول الخليج العربية، بما فيها السعودية والامارات والكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان، من وجود تهديد مرتفع للارهاب هناك