الشيخ خالد العواضي: انزلاق المشائخ في الفساد واغترارهم بثوب (السلطانية) وراء تشويه سمعة القبائل

الأربعاء 22 ديسمبر-كانون الأول 2010 الساعة 05 مساءً / مأرب برس - خاص
عدد القراءات 10396

رفض الشيخ خالد احمد عبدربه العواضي الهجمة الشرسة التي تنال من مفردة " الشيخ والقبيلة" ويشنها بلا هواده قطاع كبير من المثقفين من خلال وسائل الإعلام المختلفة ووصف اساليب الهجوم بانها تمثل خطرا كبيرا يهدد اللحمة الإجتماعية، لأنه سوف يدفع القبائل نحو المزيد من التمترس والغلو والتطرف كرد فعل طبيعي ودفاعي للحفاظ على كيانها ضد هذا الإستهداف العلني.

وبين خالد العواضي نجل احد ابرز مناضلي الثورة اليمنية ،في حوار له مع جمهور "منتديات مأرب"، دور القبائل وافرادها في ثورتي سبتمبر واكتوبر وتواجدها الدائم في الصفوف الامامية.

مرجعاً الصورة المشوهة اليوم للمشائخ والقبيلة الى الفساد المالي والادراي الذي تورط فيه المشائخ اسوة بمن في جميع مفاصل الكيان اليمني ووصوله مرحلة الفساد المنظم والذي انتقل ليصيب الاخلاق في مقتل، مشيرا ان الفساد وصل الى غالبية المستويات والافراد سواء كانوا اعلاميين او قضاة او ادباء او مفكرين او رجال اعمال او قيادات عسكرية وامنية.

وعن مقتل الرئيس ابراهيم الحمدي اوضح العواضي مغزى اتهام المشائخ والقبائل بقتل الرئيس الحمدي بقوله "الذين قتلوه هم رفاق سلاحه من العسكر وهذه الرواية متداولة.. ويعلمها الجميع وقد تم إلباس هذه التهمة للقبائل والمشائخ بغرض التشويه بأنهم العقبة الكؤود ضد أي مشروع لقيام دولة النظام والقانون".

مضيفاً " المشائخ قبلوا بدورهم تحمل التهمه كعامل نفسي يرون فيه رد إعتبار لمكانتهم أمام الأخرين الذين نظروا للخروج بأنه هروب وجبن ، كما رأى المشائخ أن في تحمل جريمة قتل الحمدي رسالة لكل من يحاول إستهدافهم ، الخلاصة لبسوا المشائخ والقبائل (السلطانية) بحسب المثل المصري".

مبيناً " لقد إستجابت معظم قبائل اليمن ومشائخها لدعوة الحمدي والذين خرجوا الى المملكة العربية السعودية من المشائخ يعدون بالعشرات، والذي أفزعهم هو حجم الدعاية الذي بثتها وسائل المخابرات الغربية عن الرجل بأنه شيوعي ماركسي وسوف يذبح االمشائخ".

تآمر على القبائل

وعن توظيف القبائل بعد مرحلة الحمدي، قال العواضي؛ "ظل النظام الذي تلى مرحلة الحمدي يحتفظ بالقبائل ككرت قوي (كما هي عادته) لمواجهة الخطر التقليدي القادم من الجنوب ، وعندما زال هذا الخطر بحسم حرب 94م لصالحه"، مضيفا..، "كان التخلص من القبائل أمر لابد منه فقام بإطلاق إيديهم ليفسدوا كيفما شاءوا بل وتقدم لهم التسهيلات ، ويتم التغاضي عن شكاوى الناس منهم بل وعن إصرار تم توجيه هذا الفساد نحو نهب ممتلكات الناس لاسيما في المدن ، كل هذا التآمر من أجل خلق صوت جماعي متذمر من القبائل الذين أفسدوا على الناس حياتهم لبسوهم (السلطانية)مرة أخرى".

تجاهل تاريخ المناضلين

وعن التجاهل الذي يكتنف تاريخ والده الثائر احمد عبدربه العواضي قال : ان اسباب كثيرة وراء ذلك منها غياب كثير من وثائق مرحلة الثورة وعدم التمكن من الاطلاع عليها ولم يبرى ساحة الدولة من ذلك التجاهل بقوله: " كان من االمفترض أن يتم تبني هذه المسألة بشكل رسمي من قبل الدولة ، ليس لتاريخ المناضل أحمد عبدربه العواضي فقط بل لتاريخ الثورة اليمنية بشكل عام ولجميع المناضلين الذين شاركوا وساهموا في هذه الثورة، بشكل منصف وعادل وبعيد عن التحيز القبلي أو المناطقي أو المذهبي أو الحزبي".

ورأى العواضي سببا اضافياً بقوله "السبب الأهم هو أن العقلية التي أزالت صورة شريك الوحدة من صورة رفع علم الوحدة اليمنية بعنجهية سافرة ،هكذا عقلية لا يمكن معها إبراز أي صورة ناصعة لأي مناضل يمني".

وراى العواضي ان التجربة الديمقراطية في البلاد لم تأخذ فترتها الزمنية لتنضج بعد رافضا الحكم عليها حالياً.

اتفهم موقف ياسر..

وحول موقفه من الشيخ ياسر العواضي الذي ترشح امامه في انتخابات المجالس المحلية 2006 بمحافظة البيضاء، قال خالد العواضي.. "الشيخ ياسر العواضي كان أمام أمرين أحلاهما مر فهو إما أن ينصاع للضغوط الفوقية ليقف ضدي في تلك الإنتخابات بكل تفاني وجدية وإما أن يرفض ويجلس الى جواري في البيت (خليك في البيت) وأنا حقيقة أتفهم موقفه كما أفهم أن إستهداف قبيلة اّل عواض بتمزيقها وإثارة الخلافات والصراعات بين أبنائها هو المقصود من خلال الإصرار أن يكون الشيخ ياسر هو الذي يقف ضدي وليس غيره".

نفي سياسي

وافصح العواضي ان السبب وراء إبعاد الشيخ حسين العجي العواضي الى الخارج كان سياسيا بقوله "السبب الحقيقي لإبعاده أسباب سياسية بحته وإن تم صبغها بصبغة قبلية ، حيث أن الشيخ حسين العجي العواضي يتميز بروح قيادية عالية وزعامة كارزمية من الطراز الأول "، وبرر ذلك بقوله "هذه الصفات يخشاها معظم الحكام عبر تاريخ الإنسانية بل ويستهدفون أرواح أصحابها.. لذا عندما شعر الشيخ حسين العجي العواضي والمقربين منه بمحاولات لتصفيته جسديا بدعوى المشاكل القبلية إضافة إلى كونه أحد الذين قاتلوا الى جانب الحزب الإشتراكي اليمني عام 1994 لذلك كله كان خارج الوطن هو أفضل الخيارات المتاحة له".. رافضا في الوقت نفسه ان يكون رأيه حول الشيخ حسين العجي يستهدف احد من خصومه بقدر ماهو رد على سؤال احد اعضاء المنتدى".

وحول رؤيته الحالية لادراة البلاد قال العواضي: "أعتقد أنه لا توجد أي إدارة للبلد بمعناها الصحيح حتى ولو كانت إدارة فاشلة فإن نتائجها بالضرورة ستكون أفضل من الفوضى التامة التي نعيشها والتي تقودنا جميعا نحو الهاوية".

اتحاد قبلي ..والتفات نحو الجنوب

وفي الوقت الذي تحدث فيه العواضي عن الفكر الحوثي ومواجهته بالفكر الا انه رأى ضرورة التعامل معه بحزم اذا ماتخذ من القوة سبيلا لفرض افكاره وقال.." الذي حصل مؤخرا أن جماعة الحوثي بدأت تنشر أفكارها بالقوة وبالتهديد ، فأخذت تجتاح االقرى والمديريات وتجبر أهاليها على إعتناق الفكر الحوثي بل وتصل إلى حد القتل لمن يخالفها أو يعارضها في هذه الحالة أصبح مواجهة القوة بالفكر نوعا من السذاجة أو الضعف ، وكان لابد أن تواجه قوة الإرهاب الحوثي قوة حقيقية من قبل الدولة لحفظ أمن المجتمع"

مقترحا ردع ذلك التمدد باتحاد شعبي ".. بما أن الدولة تبدو عاجزة حاليا يصبح لا بد من وجود إتحاد قبلي وشعبي كبير لردع البغاة وحفظ الإجماع اليمني من التمزق الذي لاتخفى أثاره".

وحول قضية المحافظات الجنوبية قال العواضي " القضية الجنوبية تختلف عن قضية الحوثي وصعده ، فالقضية لها مطالب حقوقية تراكمت بعد حرب 94م وغذاها الفساد حتى طفح الكيل لديهم وأما المطالبة بالإنفصال فهي لا تزال الى الآن عبارة عن ضغط للإلتفات اليهم لحل المشكلة التي إن إستمر تجاهلها فربما تتحول المطالبة بالإنفصال من مجرد أداة للضغط إلى حقيقة".

رابط المقابلة على منتديات مأرب هنــــــــــا