ذعر ونوم في العراء وسير على الأقدام وطعام أرسل الى مقاتلي حزب الله

الخميس 17 أغسطس-آب 2006 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس / متابعات
عدد القراءات 3626

جنود نجو من الحرب وعادوا إسرائيل حاملين معهم قصصا وروايات حول ما شهادوه هناك. يتحدثون بذعر وكأنهم لا زالوا في أرض المعركة، تحدثوا عن الخوف كيف كان يطادرهم. يقول أحدهم :" كنا نمضي سيرا على الأقدام لكن كنا نشعر أن جنود حزب الله يلاحقوننا في كل مكان، كنا نضطر للنوم في العراء تحت تهديد نيران مقاتلي حزب الله" . جندي آخر يتحدث عن الجوع، وثالث يروي تفاصيل نقص العتاد حتى منظار الرؤية الليلي لم يكن بحوزة غالبية الجنود. بينما قال آخرون :" كنا نسير ونحن رافعي روؤسنا لكن ما أن تقدمنا ودخلنا بدأ الخوف يتسلل إلى قلوبنا وخرجنا ورؤوسنا في الأرض بسبب الإخفاق والفشل". تلك مشاهد لخصها جنود عادوا من أرض المعركة، حاملين معهم الكثير من التفاصيل. وحسب قولهم فان ما شاهده هناك يعجز الكلام عن وصفه. أما الصحف الإسرائيلية فقد تسابقت لإجراء مقابلات مع الجنود العائدين من المعركة. وتركزت أسئلة مراسلي تلك الصحف على المعاناة التي لاقاها الجنود هناك.

أحد الجنود يقول لصحيفة يديعوت أحرنوت" لم تكن هناك خطة واضحة، أين سنذهب وماذا سنفعل. كان هناك تغيير في الأوامر بشكل جنوني. ذهبنا إلى قرية ومن ثم غيروا الأمر بالتوجه إلى قرية أخرى. كل مرة نجد مسلكا ونستعد للدخول إلى المنطقة التي أمرنا بالتواجد فيها فيقومون بتغيير الأوامر. في إحدى المرات أرسلنا إلى منطقة لمدة ساعتين مشيا على الأقدام تحت خطر صواريخ حزب الله ، ثم قرروا أن نذهب إلى مكان آخر، وقد وضعونا في أوضاع خطرة كنا بالغنى عن التعرض إليها". ويقول أحد جنود الاحتياط" منينا بالكثير من الفشل وماذا يعني دخول دبابة الى منطقة معينة دون ان يعلم طاقمها بوجود قوات اسرائيلية وتبادر الى قصف منزل تواجد فيه جنود ".

احد الجنود طلب معرفة عدد جنود حزب الله القتلى رد عليه قائد المنطقة الشمالية ان الحديث يتعلق بمخربين وليس جنودا الامر الذي أغضب جنديا آخرا بادر بالقول " حسنا يوجد لديهم اسلحة جديدة في حين يوجد لدينا دبابات بلغت من العمر عشر سنوات دون ان نجري عليها اي تطوير ومهمتهم واضحة جدا وهي ضربنا وهم يعرفون كيف ينفذوها بشكل جيد جدا لذلك لاتقل انهم ليسوا جنودا انهم جنود لانك حين تقول انهم ليسوا كذلك فانت تنفذ مهمات لا يمكن القيام بها أمام جنود في هذه الحالة وعلى ما يبدو هذا هو حقيقة الامر ".

ويقول أحد الجنود " كانت الطائرات تلقي الطعام أحيانا في مناطق يسيطر عليها حزب الله، أرسلوا للعدو صواريخ من نوع متطور- صواريخ أغذية".

وقال آخر " بدل أن نركز في المهمة الملقاة على عاتقنا تركز تفكيرنا في البحث عن غذاء بعد مرور يومين دون تزويدنا بالطعام ، هذا استهتار بحياتنا لسنا مهمين لأحد". وقال جندي آخر" سرنا 17 كم على الأقدام وكنا نحمل جرحى، وقد فقد أحد الجنود وعيه من شدة الجوع، كان يجب إسناد الجنود الذين سقطوا من شدة الجوع . . وأضاف" في إحدى المرات منعنا في الثواني الأخيرة من المواجهات وإطلاق النار على قواتنا بسبب نقص في التنسيق بين القوات العاملة على الأرض . وقد التقينا عدة مرات مع قواتنا ولم نعرف أنهم في المنطقة."

وقال ضابط" من المفضل معرفة ما الذي حدث هناك، قبل أن نواجه جيشا حقيقيا. ما فاجأني أكثر من كل شيء هو الشعور أنه لا يوجد يد توجه. كأننا نسينا أسس القتال الأساسية وحاربنا دون براعة ودون قوة ودون تصميم. أحد المسعفين دخل إلى الجنوب اللبناني دون المواد الأساسية لعلاج الجرحى ويقول أن جنودا أصيبوا إصابات متوسطة وطفيفة بقوا في ساحة المعركة 36 ساعة قبل أن يتم إخلاؤهم إلى المستشفيات."هذا يبين أن حياة الإنسان في الوحدات البرية أقل أهمية، بدل شراء معدات لجنود المشاة يفضل الجيش شراء طائرة لسلاح الجو، أعتقد أن على رئيس هيئة الأركان،وليس للجنة تحقيق، أن يعطي أجوبة ، بل ويحاسب نفسه ويقوم بحسابات شخصية وأخلاقية،.... كيف يشعر مع أسماء القتلى التي تنشر في الصحف، موت كان يمكنه منعه ".