التعليم في مأرب خلال خمس سنوات

الثلاثاء 09 مارس - آذار 2010 الساعة 06 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3089

تظهر ورقة العمل التي أعدها أ. عبدالله الهديبي نائب مدير مكتب التربية مأرب عن الأوضاع التعليمية في المحافظة، مدى تدني جودة التعليم في مأرب بكافة المراحل، وحصر أسباب تراجع العملية إلى التشتت السكاني، ووعورة التضاريس مضافاً إلى ذلك ما تسببه ظاهرة الثأر من تأثيرات على تلقي العلم في مدارس مأرب، على الرغم من انتشار المدارس إلى أغلب مديريات المحافظة، حيث يوجد (454) مدرسة، لتتصدر مأرب المدينة 80 مدرسة وأتت في مؤخرة القائمة مديرية رغوان بـ(10) مدارس.

ومن الاختلالات التي تعصف بالتعليم في مأرب - بحسب الهديبي - ضعف الإدارة المدرسية، وتدني مستوى معلمي الصفوف الأولى من (1-3)، وأشار التقرير إلى وجود 700 إدارة مدرسية في مأرب منها 644 إدارة للذكور، 56 للإناث، وأفرد مساحة لا بأس فيها لمناقشة ظاهرة الغش التي كانت نتاجاً للخلل في الإدارة واعادها إلى عدم توفر الإدارة القوية، وغياب المعلم في أكثر من مديرية، وتأخر الكتاب المدرسي.

وأوضح تزايد أعداد الملتحقين بمدارس التعليم من الأساسي إلى الثانوي قياساً بالأعوام السابقة، بلغت أعداد الملتحقين (58099) في مأرب منهم 32899 طالب، و25200 طالبة، ويفهم من الرقمين السابقين تقارب نسب الألتحاق بين الجنس بالتعليم، ما يعني وجود إرادة مجتمعية تشجع التوجه للعلم.

لكن المعضلة الحقيقية التي تواجه العملية التعليمية في مأرب ظاهرة تسرب الطلاب والطالبات من المدارس وبأعداد كبيرة ومن كلا الجنسين، مثلاً نسبة التسرب في أول أساسي 21.7٪ وتقل في ثاني أساسي إلى 7.5٪ من جملة الملتحقين بالمدارس، وتتضاعف نسبة التسرب في سادس ابتدائي، حيث تصل إلى 14.2٪، وتقل في مرحلة التعليم الثانوي بشكل ملحوظ وبالذات في احصائيات مكتب التربية من 2005 إلى 2010م، لكن التقرير لم يحدد أسباب التسرب.

وتطرقت ورقة الهديبي لمؤشرات التعليم في مأرب من 2005 إلى 2010م لكافة المراحل الدراسية، ففي العام الدراسي 2005-2006 كان عدد الطلاب في مدارس مأرب الأساسية (45545) طالب وطالبة وفي العام 2006-2007(46671) طالب وطالبة، وزاد في العام الحالي أعداد الطلاب إلى (51137) طالب وطالبة، وأيضاً في المرحلة الثانوية ففي العام 2006-2005 كان العدد (7260) طالب وطالبة وفي العام الحالي ارتفع إلى (8128) طالب وطالبة.

ولاحظ معد الورقة جملة من المشاكل التي يعاني منها التعليم في مأرب واحتصار لا حصر متوسط عدد التلاميذ في الشعبة (كثافة الفصل) قليلاً جداً، وعزا ذلك إلى تشتت قرى وعزل مأرب، وما للعادات القبلية كالثأر من تأثير على إحجام بعض الأسر عن إرسال أبنائها إلى مدارس بعيدة.

وتبين الورقة تراجع الاعتماد على كوادر تعليمية من خارج المحافظة حيث بلغت النسبة 69٪ لأبناء مأرب، و31٪ من بقية المحافظات.

وأشارت الإحصائيات التي تضمنها التقرير إلى أن نسبة الإناث في الإدارة المدرسية والمعلمات والمساعدات فهن لا يزدن على (1119) امرأة بنسبة 22٪ موزعات على 56 إدارة مدرسية بنسبة 8٪، والمعلمات (1056) بنسبة 28٪، والمساعدات 7 بنسبة 2٪، ويأتي التوزيع بحسب المؤهل في تقسيماته الثلاث فعدد المعلمات من حملة الشهادات الجامعية (229) معلمة بنسبة 17.11٪، وحملة الدبلوم (32) معلمة بنسبة 3.5٪، و(795) معلمة بنسبة 38.02٪ للثانوية وما يعادها.

وذكرت ورقة العمل أن معظم المعلمات من حملة الشهادات العلمية التطبيقية وفي المقدمة (35) معلمة كيمياء، ولا نجد لأقسام المحاسبة والصحافة والعلوم السياسية والاثار أي حامل من بين الفتيات.

اختتم نائب مدير عام تربية مأرب ورقته بجملة توصيات يجب الالتزام بها وتهيئة الظروف والبيئات لها وأجملها في عدة نقاط منها تبني مشروع لإعادة توزيع القوى العاملة والإدارة المدرسية والمبنى المدرسي وفق الاحتياج، وتأهيل المعلمين من حملة الثانوية العامة والدبلوم، وإقامة مشروع لتنمية المهارات الإدارية، ودعم الأنشطة المدرسية.

كما أوصى بضرورة توفير التجهيزات المدرسية (أثاث، الكراسي، الإذاعات)، ودعم مشروع تفعيل علاقة المدرسة بالمجتمع، والتركيز على دعم المشاريع المتعلقة بتعليم الفتاة.

ووجهت ورقة عمل التربية توصيات إلى الحكومة بتوفير درجات وظيفية، ومنح العلاوات والترقيات وفقاً للأداء، وتفعيل التوجيه الفني والإداري لتقييم الأداء، ومثلها السلطة المحلية التي دعاها إلى تخصيص نسبة من موازنتها لتفعيل الأنشطة، وأيضاً لتفعيل الإشراف والمتابعة.

ولأن المجتمع هو المعني بالعملية التعليمية، شددت الورقة على أن يقوم المجتمع المدني في مأرب بتغيير نظرة المجتمع للعملية التعليمية، وتفعيل دور مجالس الآباء.

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة المنتديات الحوارية