صيحة الديك الفرنسي تبطل سحر راقصي السامبا وتفقدهم لقبهم

الأحد 02 يوليو-تموز 2006 الساعة 12 مساءً / مأرب برس
عدد القراءات 3413

جددت فرنسا فوزها على البرازيل وافقدتها لقبها بعد أن تغلبت عليها 1-صفر مساء أمس السبت 1-7-2006 في فرانكفورت حاجزة بطاقتها الى نصف نهائي كأس العالم 2006 التي تستضيفها المانيا. وعلى الرغم من البداية الصعبة لمنتخب الديوك في البطولة، إلا أن زيدان ورفاقه "العواجيز" قدموا مباراة في غاية الروعة مؤكدين رغبتهم الكبيرة في انهاء مسيرتهم في الملاعب الدولية بإنجاز تاريخي.وسجل تييري هنري هدف المباراة الوحيد (57). وفشلت البرازيل في الثأر من فرنسا التي الحقت بها هزيمة قاسية في المباراة النهائية للنسخة التي استضافتها على ارضها عام 1998 بنتيجة ثلاثة اهداف نظيفة. وكانت مباراة اليوم بين المنتخبين الرابعة لهما في تاريخ نهائيات كأس العالم، ففضلا عن نهائي 1998، التقيا للمرة الاولى في نصف نهائي مونديال السويد عام 1958 وفازت حينها البرازيل 5-2، وكانت المرة الثانية في ربع نهائي مونديال مكسيكو 1986 وانتهت لمصلحة فرنسا بركلات الترجيح اثر تعادلهما 1-1 في الوقتين الاصلي والاضافي. ورفعت فرنسا رصيدها في المواجهات المباشرة مع البرازيل الى اربعة انتصارات مقابل خمس هزائم، فيما تعادلتا اربع مرات. وبعد خروج البرازيل فقدت البطولة اي منتخب من خارج القارة الاوروبية التي لم يخرج اللقب من اي من منتخباتها في النسخات التي اقيمت فيها الا مرة واحدة وكان من نصيب البرازيل بالتحديد عام 1958.

واجرى مدرب البرازيل كارلوس البرتو باريرا تبديلا في تشكيلته حين اشرك جونينيو وجيلبرتو سيلفا بدلا من ادريانو وايمرسون على التوالي، فتقدم رونالدينيو بالتالي لمساندة رونالدو في الهجوم في حين ابقى مدرب فرنسا ريمون دومينيك على تشكيلته السابقة.

تفاصيل المباراة

وجاء اداء المنتخبين عاديا في الشوط الاول وخاليا من الفرص فلم يرق المستوى الى الدرجة المطلوبة خصوصا من جانب المنتخب البرازيلي الذي لم يصنع اي فرصة حقيقية، حتى انه لم يهدد مرمى الحارس فابيان بارتيز الذي بقي في مأمن طوال الوقت. وافتقد البرازيليون الدقة في التمريرات وامعنوا في الاحتفاظ بالكرة فخسروها بسهولة امام لاعبين عرفوا كيف يسيطرون على منطقة الوسط بقيادة زين الدين زيدان وباتريك فييرا وكلود ماكيليلي. ولم تصل الكرة الى رونالدو الا فيما ندر، بينما كان رونالدينيو محاصرا فمرر في الدقائق الاولى بعض الكرات الجيدة قبل ان تغيب فعاليته فكان الاداء الهجومي البرازيلي عقيما. وتفوق الفرنسيون في السيطرة على الكرة وبناء الهجمات خصوصا عبر الاجنحة، وكانوا الطرف الافضل في ربع الساعة الاخير رغم عدم حصولهم على فرص خطرة للتسجيل. وحقق المنتخب الفرنسي المطلوب في بداية الشوط الثاني بضغط مكثف وتألق واضح من زيدان ورفاقه فسجلوا هدف الفوز عبر هنري وحافظوا عليه حتى النهاية. وحاول البرازيليون الضغط على مرمى فابيان بارتيز للتسجيل لكنهم كانوا بعيدين تماما عن مستواهم فلم يستحقوا بالتالي الابتعاد اكثر من ربع النهائي في هذه البطولة، علما بأنهم لم يقنعوا فيها رغم تحقيقهم ثلاثة انتصارات في الدور الاول، وفوز سهل على غانا 3-صفر من اداء جيد في الدور الثاني. ووجد البرازيليون صعوبة في اختراق المنطقة الفرنسية في النصف الثاني من الشوط بسبب تمريراتهم الخاطئة وانقضاض منافسيهم على حامل الكرة ما اجبرهم على فقدانها مرات كثيرة. في المقابل كانت المحاولات الفرنسية تزداد خطورة، خصوصا في التمريرات العرضية لكن دون ان تهدد مرمى الحارس ديدا بشكل مباشر باستثناء كرة من ركلة حرة نفذها زين الدين زيدان ارتقى لها اريك ابيدال واكملها فوق المرمى (39). وكادت هجمة مرتدة سريعة للفرنسيين تؤدي الى انفراد باتريك فييرا بالمرمى عندما تخطى زيدان لاعبين في منتصف الملعب ومررها اليه، لكن المدافع جوان عرقله ونال بطاقة صفراء ومنح منتخبه ركلة حرة سددها هنري بالحائط البشري في الدقيقة الاخيرة من الشوط الأول. وبدأ الشوط الثاني بايقاع مرتفع مع فرصة فرنسية في الثواني الاولى اثر ركلة حرة نفذها زيدان فارتقى فييرا للكرة واكملها برأسه على يمين المرمى. واخترق الفرنسيون من الجهة اليمنى ووصلت كرة الى هنري فحضرها بكعبه الى فييرا امام المرمى لكن جوان كان في المكان المناسب لابعادها (53). وتحرك زيدان جيدا وقدم بعضاًَ من لمساته السحرية التي قدمها في نهائيات مونديال 1998، فكانت مؤثرة جدا في تمرير الكرة وفي الركلات الثابتة. ورفع زيدان كرة من الجهة اليسرى من ركلة حرة وجدت هنري الخالي تماما من الرقابة فوضعها ببراعة بقدمه في الشباك هدفا اولا للديوك (57). وافلت مرمى البرازيل من هدف ثاني عندما قام فرانك ريبيري بمجهود من الجهة اليسرى ومررها امام المرمى مباشرة ارتطمت بجوان وكادت تخدع ديدا وتهز شباكه لكنها تابعت طريقها الى ركنية في الجهة المقابلة (61). ودفع كارلوس البرتو باريرا بادريانو بدلا من جونينيو لتفعيل الناحية الهجومية الغائبة تماما عن المجريات. واندفع المنتخب البرازيلي الى الهجوم بحثا عن التسجيل، لكن هجماته بقيت عقيمة وانتهى مفعولها عند اقدام المدافعين، فيما كانت الهجمات الفرنسية المرتدة مزجعة جدا خصوصا مع تقديم زيدان افضل عروضه منذ فترة طويلة. ونزل سيسينيو وروبينيو مكان كافو وكاكا على التوالي لمحاولة انقاذ الموقف، فحصل روبينيو على اولى فرصه اثر تمريرة من رونالدينيو لكنه سددها على يسار المرمى (81). وسدد رونالدو كرة على يسار المرمى (85)، ثم حصل على ركلة حرة على مشارف المنطقة انبرى لها رونالدينيو ووضعها عالية قليلا عن المرمى قبل دقيقة واحدة من الوقت الاصلي. انطلاقة سريعة وكرة من زيدان الى لويس ساها بديل هنري لكن ديدا اوقف مفعولها في الدقيقة الاولى من الوقت بدل الضائع، تدخل بعدها بثوان بارتيز لابعاد كرة من رونالدو، ثم مرر سيسينيو كرة من الجهة اليمنى كاد روبينيو يضعها في المرمى لكنها تابعت طريقها الى خارج الملعب.وتلتقي فرنسا مع البرتغال في دور نصف النهائي مساء الاربعاء المقبل في ميونيخ، فيما تجمع مباراة نصف النهائي الثانية المانيا مع ايطاليا الثلاثاء المقبل في دورتموند.