أشاد الرئيس اليمني الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، بقرار الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، فتح باب التداول السلمي للسلطة في اليمن. ووصف ناصر محمد القرار بالجريء والشجاع. واقترح الرئيس اليمني الأسبق على الرئيس صالح، تشكيل حكومة وحدة وطنية لتهيئة الساحة السياسية اليمنية لانتخابات حرة ونزيهة.

وقال ناصر محمد، إن هذا القرار إذا ما نفذ بالفعل سيدخل علي عبد الله صالح التاريخ من أوسع أبوابه، وسوف يسجل له مكانه عظيمة ليس على مستوى اليمن فحسب، ولكن على مستوى المنطقة العربية كاملة. وجاءت تصريحات علي ناصر، أثناء وجوده في بيروت لرعاية ندوة عن قضايا الإصلاح والتنمية الاقتصادية والاجتماعية في اليمن، تنظمها منظمة (الاسكوا) التابعة للأمم المتحدة، بالتعاون مع المركز العربي للدراسات الاستراتيجية. وشارك في الندوة سياسيون يمنيون من مختلف الأطياف والأحزاب السياسية. واضاف ناصر محمد، أن الخروج من السلطة ليس نهاية العالم، مشيرا إلى أنه نفسه مر بهذه التجربة، حيث أنه خارج السلطة منذ عشرين عاما ولم يؤثر ذلك على سير حياته، بل أعطاه وقتا كافيا لكتابة مذكراته ومتابعة سير التطورات في بلاده. وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عن مدى استعداده لترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية اليمنية، التي سيفتح باب الترشيح لها خلال أيام، رفض ناصر محمد نفي أو تأكيد امكانية خوضه الانتخابات قائلا: إن الأيام القليلة المقبلة ستجعل الرؤية أكثر وضوحا على الساحة السياسية اليمنية فور فتح باب الترشيح. من جانبه شكك القيادي في الحزب الاشتراكي اليمني علي محمد الصراري في جدية الرئيس صالح ترك السلطة قائلا، إن ما أعلنه الرئيس اليمني ليس سوى استمرار لما أسماه بالمسرحية السياسية، وإن العبرة بالنهاية. ورأى الصراري أن الرئيس صالح قد يكون أراد بمثل هذا القرار افتعال أزمة مرشح كي يحول نفسه إلى مرشح إجماع وطني، وهو الأمر الذي قد لا يتم وفقا لما يريده الرئيس ولا بد للمعارضة أن تنافس بقوة بغض النظر عمن يكون مرشح الحزب الحاكم.

وعلقت مرشحة الرئاسة اليمنية رشيدة القيلي، على ما أعلنه الرئيس صالح بالقول، «إن هناك شيئا ما يدور في ذهنه»، معربة عن حيرتها في تفسير قراراته. وأضافت «أنا لا يسعني إلا أن أفترض صدق الرئيس وسوف ننتظر لنرى النتائج عند فتح باب الترشيح رسميا». وفي السياق ذاته شدد البرلماني من كتلة المؤتمر الشعبي العام صخر الوجيه على أهمية أن «لا تنشغل المعارضة اليمنية بخيارات الحزب الحاكم ورئيسه»، دعا المعارضة للانشغال بتحديد خيارها بدلا من ذلك.

وقال محمد السعدي رئيس دائرة التخطيط في الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح، إن إعلان صالح «دليل جديته، وحرصه على إكساب التجربة الديمقراطية اليمنية موقعا متقدما في المنطقة، كنموذج ضمن الظروف الحالية التي تبحث فيها منطقتنا العربية عن نماذج جادة تحل إشكاليات التخلف السياسي وتبنى أنظمة ديمقراطية تعددية».وقال علي اليزيدي نائب أمين عام التنظيم الوحدوي الناصري إن «هذا التكرار من الرئيس علي عبد الله صالح يؤكد جديته، ويستحق الإشادة بهذا الموقف».