وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي يناقشوا موضوع كراهية الإسلام

الأربعاء 21 يونيو-حزيران 2006 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - (اف ب):
عدد القراءات 2701

دعا وزير الخارجية اليمني ابوبكر القربي الدول الاسلامية الى «الدفاع عن نفسها إزاء الهجمات التي تتعرض لها الدول العربية والإسلامية « والى «اظهار الوجه الحقيقي للاسلام اي التسامح«. بيد ان العديد من الدول الاسلامية، الواعية رأت بعد اعتداءات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة اصبح التفريق صعبا في اعين الراي العام والحكومات الغربية بين المناضلين من اجل الاستقلال وبين الارهابيين، وعليه يجب ان يتم وضع تعريف واضح للارهاب.

جاء هذا في سياق اجتماع وزراء خارجية الدول الاعضاء في منظمة المؤتمر الاسلامي المجتمعين في باكو عاصمة أذربيجان حتى الاربعاء على موضوع كراهية الاسلام (اسلاموفوبيا) في العالم ولا سيما في الغرب وذلك بعد ان كان تركيزهم ينصب أساسا سابقا على النزاع الفلسطيني الاسرائيلي والحرب في العراق.  

وفي خضم ازمة الرسوم المسيئة للنبي محمد عملت منظمة المؤتمر الاسلامي على التصدي لهذه الظاهرة التي يقول الامين العام للمنظمة اكمل الدين احسان اوجلى: إنها «تنمو في اوروبا بالتوازي مع تصاعد النزعات السياسية العنصرية اليمينية المتطرفة«. وأوضحت وثيقة مقدمة الى اجتماع باكو ان ظاهرة كراهية الاسلام (اسلاموفوبيا) «انتشرت في الدوائر الهامة في مجالات الاعلام والتربية والفنون وهي ميادين خصبة للترويج لمشاعر عداء صريح للاسلام«. ووصف الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الظاهرة بانها «خوف مرضي« من الدين الاسلامي قائم على «حالة جهل تام بالاسلام« يتم نشرها في أوساط الرأي العام الغربي على خلفية «التناف« بين الاسلام والمسيحية« منذ انتشار الاسلام في القرن السابع. وانحى اوغلى باللائمة على «المثقفين« الذين لا ينفكون يتنبأون بـ «صدام الحضارات الحتمي« وعلى الماضي «الاستعماري« للعديد من الدول الغربية معربا عن قلقه من «تصاعد تيارات اليمين المتطرف في اوروبا«. وفي قاعة الجلسات الواقعة على بحر قزوين في العاصمة الاذرية تكرر تطرق المتدخلين في الاجتماع الوزاري الاسلامي لظاهرة «الاسلاموفوبيا«. وكان اول المتطرقين للموضوع الرئيس الاذري الهام علييف في خطابه في افتتاح الاجتماع الذي انتقد فيه «الدول التي سعت الى اقران الاسلام بالارهاب« مشددا «نحن لا يمكن ان نقبل بذلك«. من جانبه قال عضو في الوفد السنغالي «ان ديننا (الاسلام) يتعرض لتهجم وتحقير متزايد« مؤكدا ان «اعداء الاسلام لا يزالون موجودين«. وقال مسؤول في الوفد اللبناني: «يجب الا يتم الخلط بين الارهاب الذي ندينه وبين حق الشعوب في تقرير مصيرها«. واقترح الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي على الدول الاسلامية سلسلة من الاجراءات لوقف ظاهرة كراهية الاسلام بينها حشد جهود المنظمات غير الحكومية الاسلامية العاملة في اوروبا وتعزيز التعاون مع مجلس اوروبا ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا. وشدد اوغلى بالتوازي مع ذلك على ضرورة تبني «استراتيجية اعلامية جديدة« لاظهار «الوجه الحقيقي للاسلام«. كما اعرب عن امله في ان يصار الى بث برامج تلفزيونية تستهدف الراي العام في الدول الغربية وذلك انطلاقا من ان وسائل الاعلام الغربية «قامت بدور بالغ الاهمية في تشكيل فهم سيء للاسلام والمسلمين في اوروبا«. كما دعا اوجلى الى تكثيف الحوار مع الاحزاب السياسية واصحاب القرار والمنظمات غير الحكومية بشأن مضامين البرامج المدرسية في الغرب التي قال: انها تتضمن «صورة مشوهة« عن الاسلام «تمرر من جيل الى جيل«. لكن الامين العام للمنظمة لم يشر في المقابل في وثيقته الى اي اجراءات بهدف اشاعة فهم افضل في العالم الاسلامي، للعقليات الغربية او لدوائر القضاء في الدول الاوروبية او الولايات .