السعودية وتونس في ثاني قمة عربية في تاريخ كأس العالم

الأربعاء 14 يونيو-حزيران 2006 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس / دواس العقيلي
عدد القراءات 3368

تتجه الانظار الي استاد اليانز ارينا في ميونيخ حيث تقام ثاني مواجهة عربية ـ عربية في نهائيات كأس العالم لكرة القدم وتجمع منتخبي السعودية وتونس اليوم في الجولة الاولي من منافسات المجموعة الثامنة لمونديال المانيا 2006.

فبعد 12 عاما علي المواجهة الاولي بين السعودية والمغرب، اوقعت القرعة السعودية بالذات مع تونس في مجموعة واحدة الي جانب اسبانيا واوكرانيا.

ويختلف المشهد تماما بالنسبة الي السعودية، فمشاركتها في مونديال الولايات المتحدة عام 1994 كانت الاولي لها في هذا المحفل العالمي، فخاضت غماره بحماسة كبيرة ونجحت في تحقيق فوزين علي بلجيكا بهدف شهير لسعيد العويران ثم علي المغرب 2-1، فيما خسرت امام هولندا 1-2، لكنها حجزت بطاقتها الي الدور الثاني قبل ان تخسر امام السويد 1-3.

وسجل المهاجم المخضرم سامي الجابر هدفا في مرمي المغرب من ركلة جزاء في المباراة المذكورة، وقد يشارك ضد تونس ايضا وهو في الخامسة والثلاثين من عمره.

ويحق للسعوديين اعتبار المواجهة العربية مع تونس فأل خير عليهم قياسا علي ما حققوه امام المغرب، لكن ذكريات مباراتهم الافتتاحية ضد المانيا باهدافها الثمانية في مونديال كوريا الجنوبية واليابان عام 2002 ما تزال امامهم، لذلك فان التفاؤل يشوبه الحذر الشديد.

وانتظر المنتخب السعودي اربع سنوات اختلفت فيها تشكيلته كثيرا وتنقلت ادارته الفنية بين اكثر من مدرب الي ان رست علي البرازيلي ماركوس باكيتا، وحان الوقت امامه لاستعادة الهيبة التي اهتزت كثيرا في مونديال 2002 التي تعد مشاركته فيه الاسوأ في تاريخه ومحو الصورة الهزيلة التي ظهر بها بتلقيه ثلاث هزائم هي امام المانيا (صفر-8) والكاميرون (صفر-1) وجمهورية ايرلندا (صفر-3).

وبقي تسعة لاعبين فقط من تشكيلة 2002 هم الحارس محمد الدعيع والمدافعون احمد الدوخي ورضا تكر وعبد العزيز الخثران وحسين عبد الغني، ولاعبو الوسط نواف التمياط ومحمد الشلهوب ومحمد نور والمهاجم سامي الجابر.

وهناك لاعبان لم يشاركا اساسيين هما الحارس مبروك زايد ولاعب الوسط عمر الغامدي.

ويعيش لاعبان فقط هذا المزيج من الذكريات والمشاعر بين فرحة 1994 وخيبة 2002 هما الدعيع والجابر.

ولتفادي الاخطاء التي حصلت في اعداد الاخضر لمونديال 2002، وفر الاتحاد السعودي خطة شاملة لتهيئته الي نهائيات المانيا 2006، فخاض 13 مباراة دولية متدرجة المستوي اهمها في المعسكرين اللذين سبقا انطلاق المنافسات حيث فاز علي توغو 1-صفر وخسر امام تشيكيا صفر-2 وتركيا رابعة النسخة الماضية صفر-1، وكان خسر امام بلجيكا 1-2 قبل ذلك، ثم فاز علي فريق منطقة باد ناوهايم حيث كان يستعد قبل توجهه الي ميونيخ 51-صفر، وعلي احتياطيي فرانكفورت 8-صفر.

واعلن باكيتا في اكثر من مناسبة عن جهوزية المنتخب فنيا وبدنيا وقال المنتخب جاهز تماما لخوض غمار المونديال وهدفنا ليس فقط المشاركة انما المنافسة علي احدي بطاقتي التأهل الي الدور الثاني .

وعن تأثير المباراة الافتتاحية للمنتخب السعودي في المونديال السابق علي اللاعبين امام تونس قال باكيتا لا شك بان اللاعبين السعوديين عانوا كثيرا من الناحية النفسية عام 2002 وهم لن ينسوا ذلك ابدا لكن تصميمهم كان واضحا علي تقديم الافضل هذه المرة وقد عملنا كثيرا علي تهيئتهم بدنيا ونفسيا ليكونوا جاهزين تماما للمباراة الاولي .

واعتبر باكيتا ان غياب هداف المنتخب التونسي سيلفا دوس سانتوس بسبب الاصابة لن يؤثر علي خطته للمباراة الاولي ، مشيرا الي انه فكر بجميع الاحتمالات وان تشكيلته لمواجهة تونس واضحة مع احتفاظه ببعض الاوراق السرية لاستخداهما في الوقت المناسب .

وبدا واضحا اعتماد باكيتا علي تشكيلة شبه ثابتة في المباريات الودية الاخيرة نواتها محمد الدعيع او مبروك زايد في حراسة المرمي، احمد الدوخي ورضا تكر وحمد المنتشري وعبد العزيز الخثران (حسين عبد الغني) في الوسط، وسعود كريري ومحمد نور وخالد عزيز وعمر الغامدي (محمد الشلهوب) ونواف التمياط في الوسط، وياسر القحطاني (سامي الجابر) في الهجوم.

 

تونس تبحث عن انجاز

قد يكون المنتخب التونسي بطل افريقيا علي ارضه عام 2004 افتقد احد اخطر لاعبيه باصابة سيلفا دوس سانتوس، لكنه يملك من اللاعبين ما يجعله قادرا علي تقديم مباراة كبيرة يستهل بها مشواره في النهائيات حيث يسعي ايضا الي الفوز املا في خطف احدي بطاقتي المجموعة الي الدور الثاني.

وتتأهل تونس الي المونديال للمرة الرابعة ايضا كما هي حال السعودية، لكنها المشاركة الثالثة علي التوالي، فيما كانت مشاركتها الاولي عام 1978، ولم تتمكن من تخطي الدور الاول حتي الان.

وكان سانتوس تعرض للاصابة في ركبته خلال مباراة اعدادية لتونس ضد فريق محلي في مدينة شفاينفورت الالمانية ضم في صفوفه لاعبين بافاريين، حيث اضطر سانتوس الي مغادرة الملعب في الدقيقة 30 بعدما شعر بالام في ركبته لم يتعافي منها قبل المواجهة المرتقبة مع السعودية.

كما تلقي المنتخب التونسي ضربة ثانية باصابة مدافع تولوز الفرنسي مهدي مرياح الذي سيغيب عن البطولة نهائيا لاصابته في ساقه اليسري حيث تم استبداله بمهاجم ستراسبورغ الفرنسي هيكل قمامدية حسب ما اكد الاتحاد الدولي (فيفا).

وسبق ان حل شوقي بن سعدي بدلا من عصام جمعة للسبب عينه ايضا.

وباسثناء هاجس الاصابات، فان المنتخب التونسي يمر بحالة فنية مستقرة تحت اشراف المدرب الفرنسي روجيه لومير الذي قاده الي الانجاز الافريقي للمرة الاولي في تاريخه قبل عامين.

وينظر لومير الي المونديال نظرة التحدي لانه كان فشل فشلا ذريعا مع منتخب بلاده عام 2002 حيث دخل مرشحا بقوة للاحتفاظ بلقبه لكنه خرج من الدور الاول.

ويعول لومير علي نخبة من الاسماء اللامعة في المنتخب التونس الذي وصف بأنه الافضل في تاريخ الكرة التونسية وابرزهم الحارس المخضرم علي بومنيجل (40 عاما) وراضي الجعايدي وحاتم الطرابلسي وكريم حقي وجوهر المناري وعادل الشاذلي وزياد الجزيري ورياض البوعزيزي.

واكد قيس الغضبان ان الاستعدادات تتواصل في ظروف جدية وبلغت مرحلتها الاخيرة مضيفا انه بعد ان اقتصر الاستعداد في سويسرا علي الجانب البدني تركز هنا في المانيا علي الجوانب الفنية والتكتيكية.

واكد علي اهمية ان يكون المنتخب جاهزا امام السعودية، مشيرا الي ان معنويات اللاعبين عالية.

واضاف ان المنتخب تعود علي تنويع خططه الفنية باعتماد التصور التنظيمي والتكتيكي للمدرب الفرنسي روجيه لومير وان ذلك لا يتاثر بالتغييرات علي مستوي اسماء اللاعبين.

من جهته، أوضح مدافع بولتون الانكليزي الجعايدي ان المنتخب جاهز لمباراة السعودية مضيفا دون التقليل من قيمة المنتخب السعودي فان ملاقاته في المباراة الاولي وتحقيق نتيجة ايجابية سيساعدنا علي دخول المونديال بنسق تصاعدي قبل ملاقاة اسبانيا واوكرانيا.

وشدد الجعايدي علي ان المنتخب التونسي قادر علي المضي قدما في المونديال ، مضيفا يجب ان يؤمن اللاعبون بحظوظهم في هذا المونديال وان يلعبوا بروح التضامن والثقة في النفس من اجل ان يظهر الفريق بمستوي مشرف .

واكد انه سيسعي الي تقديم اداء يترجم خبرته الطويلة سواء في البطولة التونسية او الانكليزية مشيرا الي ان ذلك بقدر ما يحمله مزيدا من المسؤولية فانه يعطيه في الوقت ذاته ثقة اضافية للظهور بوجه جيد.

اما لاعب وسط رينغرز الاسكتلندي حامد النموشي فقال الاجواء داخل المجموعة ايجابية جدا وان الجميع يسعي للخروج بنقاط الفوز ضد السعودية التي تحسن اداؤها كثيرا في السنوات الماضية مستفيدا من خبرة الفنيين البرازيليين الذين طبعوا الي حد كبير اداء الكرة السعودية .