يمني يرفض استلام جثة ابنه من مستشفى بالرياض

الأحد 20 سبتمبر-أيلول 2009 الساعة 08 مساءً / مأرب برس- عن الوطن
عدد القراءات 16716

رفض مقيم يمني استلام جثة ابنه ذي الخمسة والأربعين يوما من أحد المستشفيات الخاصة بالرياض، مؤكدا أن ابنه تعرض للإهمال من الأطباء المعالجين. بعد أن أدخله إلى المستشفى نتيجة إصابته بـ (شرقة) بسيطة، وحالته الصحية كانت جيدة. حيث أوكل محاميا لرفع قضية ضد المستشفى.

وفي تفاصيل الحادثة يقول فاروق بن حسن عبود يمني الجنسية لـ" الوطن " إنه ادخل ابنه "عبدا لله " ذا الـ45 يوما إلى مستشفى عبيد التخصصي بالرياض يوم الجمعة 12/ 1/1430 هـ إثر ضيق بسيط في التنفس نتيجة " الشرقة ". حيث أكد له 3 أطباء بالمستشفى بأن ابنه أثناء شربه للحليب ذهب جزء منه للرئة، وأنه يحتاج إلى عملية شفط للحليب، مؤكدين أنها بسيطة وفورية وسيخرج الطفل في حينها من المستشفى. إلا أنه تفاجأ بعد قيامهم بشفط الحليب بإدخال ابنه في قسم العناية المشددة. بحجة وضعه تحت الملاحظة فقط، مؤكدين له أن الأمر بسيط، وأن صحة الطفل جيدة، وأن هذه إجراءات احترازية، مؤكدا أنه لم يكن لديه خيار غير تصديق كلامهم بحكم عدم فهمه للأمور الطبية.

وأضاف أن ابنه بقي في غرفة العناية المشددة لمدة ستة أيام. بعدها نقل إلى غرفة عادية مع إبقائه مرتبطا بجهاز يقول الأطباء إنه جهاز أكسجين، ومنعوا عن الطفل الحليب بالكامل، وطلبوا من والدته عدم إعطائه أي شيء، وأنه سيتم إطعامه عن طريق الوريد.

وأشار عبود إلى أن ما لفت انتباهه انتشار وخز الإبر في جسد ابنه بشكل كبير جدا يقوم بها تارة الطبيب وتارة الممرضات بحجة البحث عن وريد، ويترك الطفل لساعات طويلة حتى يتورم جسد الطفل الذي لم يتجاوز عمره 45 يوما، وفي كل مرة ينسكب ماء المغذي خارج جسم الطفل، فينزع ويوضع في مكان آخر من جسده الغض. مما تسبب للطفل بتورمات في معظم أجزاء جسده وتسلخات في الجلد بسبب نزع اللواصق من جسمه بطريقة غير صحيحة.

وأكد الأب بأنه طلب من الطبيب المعالج ومن المدير الطبي أن يتم إخراج ابنه إذا لم يكن لديهم علاج له، وفي كل مرة كانوا يؤكدون له أن الأمر تحت السيطرة وأن صحة الطفل تتحسن، وأجهش بالبكاء، وقال " أتمنى ألا يعيش أي أحد في هذه البلاد الطيبة التي احتضنتني منذ أكثر من 20 عاما مدى الألم والحالة النفسية التي كنت أنا ووالدته وأخواته البنات نمر بها في كل يوم، ونحن نرى ابننا الوحيد يموت ببطء أمام أعيننا".

وأكد عبود أنه في آخر أربعة أيام سبقت وفاة ابنهم أكد لهم الطبيب المعالج أنه يوجد علاج لابنهم عبارة عن إبر مضاد حيوي سعر الواحدة منها 3500 ريال، فوافق فورا. إلا أن صحة طفله بدأت تتدهور. حتى دخل في غيبوبة ووافاه الأجل المحتوم.

وأكد الأب رفضه استلام جثة ابنه أو دفنه قبل أن يجري تحقيقا كاملا في أسباب وفاته، مبديا ثقته في عدالة قضيته.

من جانب آخر أكد المحامي سعود الأسعد لـ" الوطن " أن ما حدث يعتبر قضية جنائية في حال ثبت على المستشفى فعل التعدي والتفريط، مشيرا إلى أنه بصفته وكيل المدعي تقدم بشكوى للحاكم الإداري بالرياض، والذي بدوره سيحيلها للجهات ذات الاختصاص لفتح ملف تحقيق في الحادثة، وفي حال ثبتت المسؤولية على المستشفى والأطباء فإنه ستتم إحالة القضية للنظر فيها من الناحية الشرعية، مضيفا أنه بنظره في ملابسات القضية واطلاعه على صورة الطفل يتضح أن هناك تفريطا في حق الطفل. إلا أن الحكم يبقى للجهات الشرعية.

من جانبه أكد مدير مستشفى عبيد التخصصي بالرياض في رده على استفسار " الوطن" حول هذه القضية أن الطفل "عبدالله" ولد في المستشفى بتاريخ 6/ 12/ 2008 م، وأفاد الأطباء والمعالجون في المستشفى بأنه بعد فحصه بعد الولادة تبين وجود تسلخات في الجلد وخاصة في أطراف الأصابع، واعتبرت هذه الحالة على أنها حالة انحلال بشرة فقاعي وبأخذ القصة المرضية التفصيلية للمريض تبين وجود طفلتين أخريين لتلك العائلة عانتا من نفس الأعراض، وتم تشخيص حالتهما على أنها أحد الأمراض الاستقلابية الوراثية التي تؤدي إلى نقص المناعة، وقد توفيت الطفلتان بسبب إصابتهما بصدمة انتانية ناتجة عن نقص المناعة الناتج عن المرض الوراثي الاستقلابي الموجود في العائلة، حيث تم شرح الموضوع لوالد الطفل وطلب منه المتابعة في مركز متخصص بعلاج هذه الأمراض أفاد أنه سيحاول المتابعة بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وقام بإخراج الطفل على مسؤوليته الخاصة قبل إجراء الفحوصات التشخيصية اللازمة وقبل استكمال العلاج.

وأشار إلى أن الطفل أحضر إلى قسم الإسعاف والطوارئ بالمستشفى يوم الجمعة 6/1/2009 م في حالة سيئة جدا بعد أن حدث له شرقة بالحليب أدت إلى زرقة وعسرة تنفسية شديدة، وأجري للطفل العلاج الإسعافي اللازم، وتم إدخاله إلى قسم العناية الحثيثة حيث عانى من التهاب رئوي حاد ناتج عن الشرقة بالحليب، وحيث إن الطفل يعاني من تسلخات شديدة في الجلد ناتجة عن المرض الوراثي الأصلي الذي يعاني منه. فإن حالته لم تتحسن ولم يستجب للمعالجة بالمضادات الحيوية، وبقي بقسم العناية الحثيثة لمدة ستة أيام، وعندما استقر وضعه تم نقله إلى غرفة منفردة لوقايته من العدوى. إلا أن حالته ساءت وفارق الحياة نتيجة الصدمة الانتانية.

*في الصور(الطفل عبد الله تحمله شقيقته قبل دخوله المستشفى بأيام)

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة يمنيون في المهجر