خلافات واسعة تمنع الإحتفال بعيد الوحدة بين أبناء الجالية اليمنية الأمريكية .. وصراع بين صور الرئيس صالح وعلي سالم البيض

السبت 09 مايو 2009 الساعة 11 صباحاً / مارب برس-واشنطن - خاص
عدد القراءات 8024
 
 

تفجرت خلافات واسعة بين أبناء الجالية اليمنية الأمريكية,إثر رغبة احدى المؤسسات في إحياء ذكرى الوحدة اليمنية باحتفالية كان من المفروض إقامتها نهاية الشهر الجاري,مما دفع إدارة المؤسسة إلى إلغاء الفكرة بشكل قاطع,استجابة لرغبة أبناء الجالية الذين أكدوا بعد سلسلة من الإجتماعات أن الإحتفال في ظل ازمة الوطن الخطيرة يعتبر طعنة إضافية في جسد الوحدة الوطنية الممزق,وشقا إضافيا لوحدة الجالية الهشة,والتي تأثرت كثيرا باحداث الوطن خاصة القضية الجنوبية .

الحراك الجنوبي كان السبب الرئيسي في حجب الإحتفال,والسعي للملمة بوادر الانشقاق الكبير بين أبناء الجالية اليمنية الواحدة(شمالي وجنوبي)هدف لا بد من تحقيقه,كما أن غياب ما يسمى مؤسسات الجالية عن المشاركة ولو ببيان ورقي في أزمات البلاد المتتالية,مثل نقطة نقاش طويلة أوصلت الجميع الى ضرورة الحضور في كل أحداث الداخل خيرها وشرها,أما الإحتفال فقط وفي هذه الظروف فسيمثل حسب رؤية أبناء الجالية فشلا إضافيا لكيانات الجالية العاجزة عن تسجيل أي موقف يعكس بوضوح مواقف الجالية من أحداث الداخل.

المؤسسة التي دعت أبناء الجالية للحوار حول الحفل وكيف يمكن إنجاحه,عبرت عن صدمتها من ردة الفعل الغير متوقعة,وأكدت أنها سعت لأحياء الذكرى باعتبارها حدثا وطنيا خالصا,يهم جميع اليمنيين أينما كانوا,خاصة الأطفال الذين تم التركيز عليهم من خلال فقرات هامة تعرفهم بوطنهم الأصلي بأسلوب خالي من التسويق والمجاملة والتطبيل لأي من القوى السياسية في الداخل,لكنها تفهمت الوضع وآثرت السير مع مطالب المهاجرين الذين أبدوا في أحاديثهم وعيا عكس مخاوفهم على الوطن وأبنائه .

ونقل مراسل مأرب برس أن أبناء الجالية خلال الحوار تطرقوا لعدة قضايا أهمها وجوب حضورهم بصورة منظمة في مشاكل الداخل عبر إستغلال قوة الجالية ومكان تواجدها في فرض الحلول الوطنية الناجحة على السلطة والقوى الأخرى,كما تناولوا بشكل واسع أحد أبرز المشاكل التي برزت في الفترة الأخيرة والمتمثلة في الشماليين والجنوبيين,داعين الجميع الى الترفع عن تلك الظاهرة الواجب إزالتها عبر التنسيق المسبق والمشترك بين أبناء الجالية جميعا بصفتهم يمنيين أولا وأخيرا ,وذلك ما دفع الحاضرين إلى إدانة الإحتفالات التي أقيمت في السنوات الماضية لأنها شهدت غيابا كاملا لأبناء الجنوب وحضرها عدد قليل من أبناء الشمال الذين كانوا ضحية لأصحاب المزايدات والراغبين في الوصول والحصول على مكافآت حكومية ,ولم يمانع الكثير من إقامة احتفال يشمل اليمنيين جميعا ويعكس تآخيهم ووحدة أرواحهم وأرضهم وكلمتهم,وما عدى ذلك فهو حسب قولهم تكريسا للأنفصال وتمزيقا لجسد الوطن بأنسانه وأرضه.

 مسألة صورة الرئيس أخذت وقتا طويلا وصبغت النقاش بالحدة والصراحة,أمام تبرير البعض باحترام رمز البلاد ووضع صورته في أي فعالية ستتم,حسم البعض الآخر وجوب رفع صورة صانع الوحدة الأول الرئيس/علي سالم البيض,اعترافا بموقفه العظيم,ليتفق الجميع بعد ذلك على منع اي صورة من الحضور والإكتفاء فقط برفع علم اليمن في كل المناسبات التي تخص الجالية ,كما توافقوا على ضرورة الإبتعاد عن كلمات النفاق والمجاملة والإتجاه نحو تمجيد الوطن وزرع حبه في قلوب الجميع,واجمعوا أيضا على ضرورة التواصل مع أبناء اليمن من الجنوبيين عبر تشكيل لجنة تواصل ستبدأ مهمتها بعد صدور بيان عن أوضاع الداخل موجه بالتحديد الى اخوانهم في جنوب الوطن اليمني الكبير,ناقلا إليهم رؤية إخوانهم من أبناء الشمال في المهجر الأمريكي,والذين التقوا والألم حاضرا في وجوههم بسبب غياب اخوانهم ابناء الجنوب عن تلك الإجتماعات ,متمنين أن يحتفل الجميع في العام القادم ,احتفالا بوحدة وطنية حقيقية أساسها العدل والمساواة والقانون وكرامة وعز اليمن أرضا وإنسانا.

الجدير بالذكر أن العديد من أبناء الجالية تحدثوا عن واقعهم الإغترابي وانتشار معضلة الطامحين في الوصول على حسابهم,مؤكدين أن أحدا لا يمثلهم كما أن المؤسسات القائمة أشبه بالكهوف والدكاكين وسنكتفي بنقل مقتطفات هامة من حديث البعض.

المهندس/عارف المدحجي أحد أبرز الناشطين في الجالية وقف بقوة ضد الحفل قائلا أنه من العار أن نحتفل ووطننا يعاني وأخواننا في الجنوب يحتاجون لموقف صادق من قبلنا داعيا أبناء الشمال الخروج الى الشوارع تضامنا مع ابناء الجنوب من اجل الحفاظ على الوحدة وحمل النظام القائم وأحزاب المعارضة المسؤولية الكاملة تجاه ما يعانيه الوطن.

رجل الأعمال فايز الجهمي وصف الاحتفالات بأنها مخجلة ولا تعبر عن الجالية نهائيا,والقائمين عليها يسعون فقط للظهور والتقاط الصور ,ومن الأفضل أن يتم استثمار الأموال التي تصرف على الإحتفالات العبثية في شراء مقر للجالية يمثلها ويجمعها مبديا استغرابه تصميم البعض على الظهور رغم رفض الجالية وبعدها عنهم.

الناشط المعروف /محمد حسن الرياشي عبر عن ألمه وأسفه لما يشهده الوطن من أزمات,مستغربا سعي البعض لأقامة حفل رغم جراح الوطن الكثيرة,وأبدى دهشته من تجاهل الجالية لمشكلة صعدة التي أدمت القلوب وسقط بسببها عشرات الآلاف بين قتيل وجريح,وعبر عن تأييده لحراك الجنوب معتبرا أنه يمثل خلاصا أكيدا للوطن من الفساد والفوضى والجهل وسيخلق واقعا جديدا لوطن يفتخر به الجميع

إقراء أيضاً
اكثر خبر قراءة يمنيون في المهجر