معلومات عن مرض انفلونزا الخنازير

الإثنين 27 إبريل-نيسان 2009 الساعة 08 مساءً / مأرب برس- متابعات
عدد القراءات 9680

هو شكل من أشكال الانفلونزا القريب من الانفلونزا العادية، ينتقل إلى الإنسان نتيجة الإصابة بفيروس انفلونزا الخنازير المعروف اختصارا بـ SIV . ويصاب بعدوى هذا المرض الناس الذين لديهم اتصال بالخنازير، على الرغم من ان هناك من يصاب بالعدوى من أناس آخرين ليس لهم اتصال بها.

وهناك ثلاثة أنواع لهذه الفيروسات هي H1N1 و H3N2 و H1N2 وهي منتشرة في مختلف أنحاء العالم. وأكثر ما ينتشر النوع الأول في الولايات المتحدة الأميركية. أما H3N2 ، فأكثر ما ينتشر في الصين وفيتنام.

ويقول خبراء الصحة ان الخنازير يمكن ان تحمل فيروسات الانفلونزا البشرية، التي يمكن أن تتحد مع فيروس H5N1 مما يسهل انتقالها بين البشر. ويمثل فيروس H3N2 شكلا اكثر تعقيدا من فيروس H2N2 ، الذي انتشر في هونغ كونغ في عامي 1968و1969 وأدى إلى وفاة أكثر من 750 ألف شخص. وقد اكتشف الباحثون فيروس H5N1 في الخنازير في الصين. وفي عام 2005 تم اكتشاف ان نصف الخنازير في اندونيسيا تقريبا مصابة بفيروس H5N1 ، لكن من دون ان تظهر عليها أية أعراض. أنفلونزا الخنازير مرض معد، يصيب الخنازير في مختلف مراحل حياتها، هو مرض فيروسي يسببه فيروس من نوع أ، وأما أعراضه الرئيسية فهي: ارتفاع درجة الحرارة، السعال، فقدان مفاجئ للشهية، فقدان التركيز، تصلب المفاصل، التقيؤ، صعوبات في التنفس وافرازات أنفية أو التهابات في القصبات الهوائية، وأخيرا الاغماء الذي يفضي إلى الموت. وبحسب الخبراء ترتبط بعض حالات الإصابة بالفيروس باضطرابات في التكاثر كتعرض الخنازير للإجهاض مثلا.

تصل نسبة انتشار المرض إلى 100 في المائة عند حدوث عدوى بفيروس انفلونزا الخنازير، فيما تظل نسبة الوفيات ضعيفة على العموم، غير أن للمرض انعكاسات اقتصادية كبيرة مرتبطة بفقدان الخنازير للوزن.

تحدث العدوى لدى ملامسة الافرازات التي تحتوي على الفيروس أو الدخول إلى المساحات الملوثة بالفيروسات التي تلفظها الخنازير عند السعال.

هل ينتقل فيروس انفلونزاالخنازير إلى الإنسان؟

يطلق على هذا الفيروس ذي المصدر الحيواني تسمية H1N1 ويمكن أن يؤدي إلى حدوث وباء، إذا ما أصاب الإنسان، بحسب تحذيرات منظمة الصحة العالمية، ذلك أن معظم الحالات التي رصدت في المكسيك هي حالات عدوى انتقلت من الإنسان إلى الإنسان كما اكدت وزارة الصحة المكسيكية، وأما المرض فيستهدف بحسب المنظمة، الشباب البالغين، الذين يتمتعون بصحة جيدة.

هل هو نوع جديد من انفلونزا الخنازير؟

تقول منظمة الصحة العالمية ان فيروس انفلونزا الخنازير يتغير باستمرار، مثلما يحصل بالنسبة لفيروس الانفلونزا التي تصيب الإنسان، غير أن الخنازير تحتوي على مستقبلات حساسة للفيروس على مستوى أجهزتها التنفسية، وعليه فإن الخنازير بمنزلة بؤر، تساعد وتؤدي إلى ظهور أنواع جديدة من الفيروسات المسببة للانفلونزا عن طريق عمليات الدمج الوراثي في حالة العدوى. وبحسب المنظمة العالمية، فانه لم يتم لحد الساعة التعرف على مستوى الطفرة التي أصابت الفيروس، ذلك انه لأول مرة يتحدث الخبراء عن نوعين من فيروسات انفلونزا الخنازير ونوع آخر يسبب المرض ذاته عند الإنسان، بالإضافة إلى نوع ثالث يسبب انفلونزا الطيور.

هل تحدث الإصابة عند تناول لحم الخنزير؟

تقول وزارة الزراعة الفرنسية ان الإصابة بانفلونزا الخنازير لا تحدث عند تناول لحوم الخنازير، ولكنها تنتقل عن طريق الجو ومن إنسان إلى آخر، حيث يؤكد المركز الأميركي لرقابة الأمراض أن طهو اللحم في درجة حرارة 71 درجة مئوية، يكفي للقضاء على كل الفيروسات والبكتيريا.

هل يوجد لقاح ضد هذا المرض؟

نعم يوجد لقاح ضد المرض بالنسبة للخنازير، ولكن الإجابة هي نعم ولا إذا ما تعلق الأمر بالإنسان. وبحسب السلطات المكسيكية انتج هذا اللقاح باستعمال نوع سابق ومعروف من الفيروس، حيث يعمل هذا اللقاح على إضعاف الفيروس وإفقاده فعاليته، غير أن إنتاج لقاح جديد يرتبط بتحديد نوع الفيروس المسبب للمرض، وهو ما يتطلب مزيدا من الوقت، وفق منظمة الصحة العالمية.

في انتظار ذلك، تقول المنظمة ان لقاح «التاميفلو» فعال ضد هذا الفيروس، فيما أشارت السلطات الأميركية إلى فعالية لقاح ريلانزا «زاناميفير» الى جانب التاميفلو، غير انها أكدت ان استعمال اللقاح الموسمي المستعمل في مكافحة الانفلونزا التي تصيب الإنسان، لن يحمي من الإصابة بانفلونزا الخنازير.

لماذا أعلنت المنظمة العالمية للصحةحالة الطوارئ؟

أعلنت المنظمة العالمية للصحة حالة الطوارئ، لأن الوضعية تتطور بسرعة وقد تصبح كارثية، بحسب المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية. وعليه وجهت المنظمة توصية لجميع الدول، تدعوها من خلالها إلى اتخاذ إجراءات مكثفة لمراقبة أي حالة مرضية غير معروفة أو يشتبه بإصابتها بانفلونزا أو التهاب رئوي حاد.

ما مدى خطورة هذا المرض على الإنسان ؟

أعراض الإصابة بمرض انفلونزا الخنازير مشابهة لأعراض الانفلونزا العادية، لكنها قد تتطور إلى التهاب حاد في الرئة، يفضي إلى الموت، وبسبب التشابه بين النوعين من الانفلونزا، فان اكتشاف حالات الإصابة بانفلونزا الخنازير عادة ما يحدث بالصدفة. وقد لا يتم اكتشاف الحالات ذات الأعراض الطفيفة، أو التي لا أعراض لها. ولذلك، فان مدى التأثير الحقيقي لهذا المرض على الإنسان لا يزال غير معروف.

كيف يصاب الناس بالعدوى ؟

يصاب الناس بالعدوى من الخنازير المصابة بالمرض، وسجلت حالات إصابة لأناس لم يتصلوا بخنازير ولم يتواجدوا في بيئة فيها خنازير. وحدثت حالات عدوى من بشر إلى بشر، لكنها ظلت مقتصرة على الاتصالات الوثيقة وضمن مجموعة مغلقة من البشر.

ما الدول التي سجلت فيها حالات عدوى؟

الولايات المتحدة الأميركية، شمال وجنوب أميركا وبريطانيا والسويد وإيطاليا وكينيا والصين واليابان وأجزاء أخرى من شرق آسيا.

ما مخاطر انتشار المرض؟

المشكلة أن الناس الذين لا اتصال لهم بالخنازير ليسوا محصنين من المرض، ولذلك من الصعب التنبؤ بالمخاطر الناجمة عن انتقال هذا الفيروس بين البشر، ويمكن لهذا الفيروس أن يصبح أكثر خطورة باتحاده مع فيروسات الأنفلونزا البشرية.

ما الأدوية المتاحة لمعالجة المرض؟

الأدوية المضادة لفيروس الأنفلونزا العادية متاحة في الكثير من الدول وهي فعالة في معالجته، وكذلك الحال بالنسبة لأنفلونزا الخنازير ، بل ان حالات كثيرة شفيت دون الحاجة الى علاج. ولكن بعض فيروسات الأنفلونزا تطور القدرة على مقاومة الأدوية وبالتالي تحد من فعالية العلاج .فالفيروسات التي يتم الحصول عليها من حالات البشر الذين أصيبوا أخيراً بالمرض في الولايات المتحدة الأميركية كانت حساسة تجاه بعض الأدوية، لكنها تقاوم أدوية أخرى.

ولا تزال المعلومات غير مكتملة للتوصية بنوع معين من أنواع الأدوية المضادة لفيروس انفلونزا الخنازير ولا تزال ثمة حاجة للمزيد من الأبحاث في هذا الشأن.

فوبـــيـا عـالمـيــة

إلى ذلك، هرعت حكومات في شتى أنحاء العالم أمس للتحري عن معلومات بخصوص انتشار انفلونزا الخنازير، كما بدأت دول أخرى بإجراء فحوص طبية في المطارات.

وتم الحجر الصحي على مواطن اسرائيلي في احدى مستشفيات تل ابيب بعد الاشتباه بإصابته بالفيروس الجديد كونه كان قادماً من المكسيك، واتخذت السلطات الاسرائيلية سلسلة اجراءات لتوعية المواطنين.

وفي لندن، ادخل مضيف جوي في شركة الطيران بريتيش ايرويز عائد من مكسيكو المستشفى لاصابته بأعراض انفلونزا. وفي بوغوتا اجريت فحوص طبية لخمسة مسافرين قادمين من المكسيك وبدت عليهم عوارض الانفلونزا، في حين اوصت اسبانيا المسافرين الى المكسيك بالتزام الحذر، بينما اعلنت فرنسا عن اقامة مركز للازمة مهمته نشر التوصيات للفرنسيين المقيمين في المكسيك او الذين ينوون التوجه اليها، وأفيد عن الاشتباه بحالتين مصابتين.

كما سارعت دول في انحاء آسيا اضطرت لمكافحة فيروسين قاتلين هما انفلونزا الطيور من سلالة «اتش 5 ان 1»، والتهاب الجهاز التنفسي الحاد «سارز» في السنوات الاخيرة الى التحرك، واعلنت انها ستتشدد في تطبيق اجراءات الحجر الصحي على القادمين من اميركا الشمالية، وبدأ مسؤولو المطارات وغيرها من نقاط التفتيش الحدودية في هونغ كونغ وماليزيا وكوريا الجنوبية واليابان واندونيسيا وتايوان بفحص المسافرين لبيان ما اذا كانوا مصابين بأعراض تشبه الانفلونزا، وتم توزيع اقنعة واقية على المواطنين.

وفي موسكو، اعلنت السلطات اجراءات طوارىء لمنع تسلل الفيروس إلى البلاد، ودعت رعاياها إلى عدم السفر إلى أي دولة أميركية، كما أبدت استعدادها للانضمام إلى الجهود الدولية لإيجاد علاج. وفي مصر، اتخذت السلطات عدداً من الإجراءات الإحترازية لمواجهة أنفلونزا الخنازير والعمل على منع دخولها إلى الأراضي المصرية، حيث تم تشديد الإجراءات على الموانىء والمنافذ لملاحظة القادمين والمسافرين وعزل الحالات المصابة والتأكد من سلامة المشتبه في إصابتهم، في الوقت الذي تم فيه إعلان أقصى درجات الطوارئ في الوزارات المختلفة خشية تحور أنفلونزا الطيور وانتقاله بين البشر، ودعت وزرارة الصحة إلى اجتماع طارئ، وتقرر نقل مزارع الخنازير إلى خارج المناطق المأهولة، وكذلك فصل مزارع الخنازير عن مزارع الدواجن والطيور لمنع تفاقم الوضع وتحول انفلونزا الطيور التي تكتشف في مصر إلى وباء عام.

اتـــهـــام

يشير البعض بأصابع الاتهام الى شركة سميث فيلد فودز Smithfield Foods المكسيكية، التي تعتبر أكبر شركات انتاج لحم الخنزير في العالم، بالمسؤولية عن انتشار مرض انفلونزا الخنازير. فهذه الشركة تملك شركة اخرى تدعى غرانجاس كارول Granjas Carrol تقوم بتربية 950 الف رأس خنزير سنويا. ويقول مواطنون مكسيكيون انهم يعتقدون ان انتشار الفيروس جاء بسبب التلوث الناجم عن مزارع تربية الخنازير في المنطقة، ويقولون ان هذه المزارع لوثت البيئة ومصادر المياه، الأمر الذي أدى الى انتشار المرض.