”الحوثي“ يستثمر مقتل ”الصماد“ ويشهر ”المشاط“ في وجه ”المؤتمر“ كـ”جلاد متطرف“ لتقليم ما تبقى من أظافر ”صالح“

الثلاثاء 24 إبريل-نيسان 2018 الساعة 08 مساءً / مأرب برس ـ خاص
عدد القراءات 6167

عيّنت جماعة الحوثي مهدي المشاط رئيسًا لما يسمى ”المجلس السياسي الأعلى”، خلفا لـ”صالح الصماد“ الذي قتل في غارة جوية للتحالف، الأمر الذي اعتبره مراقبون استثمار لمقتل الصماد، وتوجه لتقليم ما تبقى من وجود لأنصار الرئيس السابق ”علي صالح“.

وقال المحلل السياسي والمتخصص في الشأن الإيراني ”عدنان هاشم“، ان ”مقتل الصماد مجرد خدش في سطح الجماعة، ستستثمره في الانتقام والمزيد من التجنيد“.

واعتبر هاشم في منشور بصفحته على ”فيسبوك“ تابعه ”مأرب برس“، تعيين "مهدي المشاط" يأتي في ذلك السياق، وكـ”توجه على ما يبدو لتقليم ما تبقى من وجود أنصار صالح المتواجدين في مناطق سيطرة الجماعة“.

وأضاف: ”بعكس الصماد لا يميل أنصار صالح إلى المشاط الذين يعتبرهم خطراً داهماً“، مشيرا الى انه ـ اي المشاط ـ فعلياً هو ”ذراع التنفيذ الحوثية لأوامر السلطات الموازية، ملتزم بتوجيهات وأوامر القيادة حرفياً، ما يعني مرحلة صدامية ضد الجميع لتبقى الجماعة وحدها“.

من جانبه، اعتبر مصدر مسؤول في حزب المؤتمر الشعبي العام في صنعاء إن تعيينّ "المشاط" انتكاسة للجماعة وسيغلق أي حوار بين الحزب وجماعة الحوثي بعد مقتل "صالح الصماد".

وقال المصدر مفضلا عدم الكشف عن هويته، ان "المشاط" والمتشددين الأخرين المتسببين بزيادة التوترات بين الحوثيين و"علي عبدالله صالح" حتى وصلت إلى مقتله في ديسمبر/كانون الأول الماضي.

ويحظى المشاط بدعم القيادي محمد علي الحوثي ابن عم زعيم الجماعة وبدعم عمه عبد الكريم الحوثي، وهو رجل الظل القوي الذي ينسب إليه أنه الحاكم الفعلي لصنعاء وقيادات الميليشيا في المناطق التي تسيطر عليها، إذ يبدو أن هذا الثلاثي الحوثي هو المستفيد الأول من قتله، خاصة وأنه من رجال القبائل الذين تضعهم الميليشيا في مرتبة أدنى لجهة عدم انتمائه للسلالة الحوثية.


ووفقا للمعلومات القليلة عن الرجل فهو مهدي محمد حسين المشاط، ينحدر من محافظة صعدة – معقل جماعة الحوثي- عيّن في وقت سابق كعضو في “المجلس السياسي الأعلى”، وكان يعد الرجل الثاني بعد الصماد في الجناح السياسي للجماعة، إلى جانب عمله كمدير لمكتب زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي.

وجاء تعيينه في عضوية المجلس السياسي الأعلى في مايو/ أيار الماضي، خلفًا للقيادي الحوثي يوسف الفيشي بعد تفاقم الخلافات بين أجنحة الجماعة.

ويرتبط المشاط بزعيم الحوثيين بعلاقة مصاهرة، ويمثل خزنة أسرار زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، وخلال السنوات الماضية كان حلقة الوصل بين الجناح السياسي والحوثي، وبعض التيارات داخل الجماعة، وهو ضمن الصف الأول فيها ممن تلقوا تدريبات مكثفة على يد خبراء من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

ورغم المعلومات الشحيحة التي يعرفها اليمنيون عنه، لكنهم يتذكرون أنه أحد القادة الميدانيين الذين خاضوا حروبًا ضد السلفيين في منطقة دماج بصعدة، قبل ترحيلهم منها في العام 2013.

وخلال مشاورات الكويت كان المشاط عضو وفد الحوثيين، وذكرت مصادر سياسية إن المشاط خلال مشاورات الكويت كانت تتلخص مهمته في نقل الأخبار ومستجدات المشاورات إلى زعيم الحوثيين وبعض القادة في حزب الله وإيران.

ويعد المشاط مع عبدالله الحاكم وعبدالكريم الحوثي ومحمد علي الحوثي، أقطاب الدائرة الضيقة لصنع القرار في جماعة الحوثي، في ما يخص التحركات العسكرية والتعيينات والتنقلات وإدارة شؤون المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة.