آخر الاخبار

تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! تصريحات مفاجئة لرئيس الأركان الأمريكي: هناك قدرات لا نرغب في تقديمها لإسرائيل! مجلس الوزراء يُغرق وزارة الدفاع بالثناء اللفظي ويتجاهل صرف رواتب الجيش واستحقاقات وزارة الدفاع المالية صناعة القرارات الرئاسية في زمن رئيس مجلس القيادة الرئاسي.. قرارات تعيين رغم اعتراض غالبية الرئاسي وقرات يتم تهريبها بسرية .. تفاصيل لجنة المناصرة والتأثير بمحافظة مأرب تعقد ورشة عمل ناقشت دور السلطة المحلية والأحزاب والمنظمات في مناصرة قضايا المرأة رسالة من أمهات وزوجات المختطفين لقيادات جماعة الحوثي : ''نأمل أن نجد آذانا صاغية'' في اجتماع بقصر معاشيق.. قرارات وموجهات جديدة للحكومة اليمنية خلال رمضان فقط.. رابع حادثة وفاة لمختطفين في سجون الإنقلاب الحوثي قضاة محكمة العدل الدولية بالإجماع يوجهون امرا لإسرائيل .. تفاصيل

واشنطن بوست: سلطة أمريكا تتراجع عالميا لهذه الأسرار

الإثنين 22 يناير-كانون الثاني 2018 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 5082

 

قبل عام استخدم دونالد ترامب، الرئيس رقم 45 للولايات المتحدة أول خطاب له لتقديم رؤية معدلة عن القوة العظمى في العالم، أطلق عليها «أمريكا أولا».

وبعد عام تركت هذه الرؤية الولايات المتحدة في عزلة دُولية، مع أن مؤيديه يقولون إنه في عامه الأول من حكمه هزم تنظيم الدَّولة ودفع حلفاء الولايات المتحدة لزيادة النفقات العسكرية على الدفاع وعبّر عن استعداده للخروج من المعاهدات الدُّولية مثل معاهدة التجارة الحرة «نافتا» والاتفاقية النووية مع إيران ومعاهدة باريس للمناخ.

وفي تقويم لمسار السياسة الخارجية الأمريكية بعد عام في البيت الأبيض كتب كل من غريف ويت ومايكل برنباوم في صحيفة «واشنطن بوست» إن الأثر العام لسياسة ترامب الخارجية كانت حسب دبلوماسيين ومحللين من دول مختلفة هو تراجع للقوة الأمريكية وخفض النفقات، بشكل فتح الباب أمام أعداء الولايات المتحدة: روسيا والصين. فالدور الأمريكي في العالم يشهد ومنذ سنوات تراجعاً حيث قامت دول أخرى بتوسيع اقتصادياتها وترسانتها العسكرية وبالضرورة طموحاتها. ومع ذلك فالوضع الآن مختلف كما يقول اللاعبون في السياسة الخارجية، فنحن أمام تحول غير منتظم من دور القائد العالمي الذي يعمل مع شركائه لتشكيل العالم إلى قوة عظمى تركز نظرها على الداخل وتعرف دورها الدُّولي بطريقة ضيقة. فقد أكدت إدارة ترامب مكافحة الإرهاب ومنفعة الاقتصاد الأمريكي في سياستها الخارجية وخففت من أولوياتها التقليدية مثل نشر حقوق الإنسان والديمقراطية والتنمية الدُّولية.

ولقيت استراتيجية ترامب الخارجية حفاوة في إسرائيل والسعودية ولكنها لم تكن شعبية في عدد من الدول كما كشف استطلاع غالوب لمواقف 134 دولة ونشرت نتائجه يوم الخميس عن تراجع دراماتيكي في دعم القيادة الأمريكية في العالم، فمن متوسط النصف الذين دعموا الرئيس باراك أوباما إلى معدل الثلث يدعمون ترامب. ونقلت الصحيفة عن نوربرت روتغين، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني «ما حققه هو أنه أضعف وبشكل مدهش الموقف الأخلاقي الأمريكي» مشيرا إلى أن «أمريكا أولا» جعلت أمريكا ضعيفة في العالم. وبسبب هذا سارع أعداء الولايات المتحدة حول العالم إلى ملء الفراغ الأمريكي حيث كسرت واشنطن التعاون مع الحلفاء في مجال التجارة والمعاهدات الدُّولية الأخرى. ويحاول الأعداء والحلفاء على حد سواء الاستفادة مما يرونه تشوشا في السياسة الخارجية، الفوضوية في بعض الأحيان والناجمة عن تغريدات دونالد ترامب.

وحسب مسؤول أمريكي يعمل في الشرق الأوسط «هناك فراغ الآن» و«ستجد هناك من يحاول التقدم وملأه». فمثلا رأى المشاركون في مؤتمر منظمة التجارة العالمية الذي انعقد في العاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس قيادة صينية تستفيد من الموقف الأمريكي الرافض للتعاون المشترك. فبرغم خطاب الممثل التجاري الأمريكي روبرت إي لايتزر الحاد الذي اتهم فيه الدول الأعضاء باستغلال قوانين المنظمة إلّا أن الرسالة وصلت وهي أن أمريكا ليست معنية بالبحث عن أرضية مشتركة. فقد أكد الوفد الأمريكي المشارك وليس لايتزر في المؤتمر والجلسات الثنائية أنه لن يكون هناك أي بيان مشترك ولا برنامج عمل عام ستوافق عليه الولايات المتحدة حسب مسؤول كان مشاركاً في المفاوضات. وفي المقابل كانت الصين هي التي دعمت التجارة الحرة وعملت على هامش المؤتمر لعقد اتفاقيات مع بقية الدول. وقال مسؤول أوروبي بارز إن الصينيين كانوا في كل مكان.

باكستان

وفي بيان من لايتزر قال إنه كان مستعداً لصفقات إلا أن الاتفاقيات الفقيرة أضعفت النظام التجاري العالمي. وأضاف أنه «من الحمق أن يلوم الأوروبيون الولايات المتحدة على فشل اتفاقيات منظمة التجارة العالمية والتوصل لنتائج في بوينس آيرس»، قائلًا إن الصين لم تحصل على شيء.

والتجارة ليست المجال الوحيد الذي تستفيد منه الصين، فقد استفادت من تردي العلاقات في الأسابيع الماضية واشنطن وباكستان، الدولة النووية التي ظلت علاقتها شائكة مع الولايات المتحدة. فقد غرد ترامب عن «الخداع والكذب» من باكستان وعلقت إدارته ملياري دولار على شكل مساعدات عسكرية لإسلام آباد. ووجدت الصين الفرصة حيث تقدمت للمساعدة، ومن بين ذلك التزام صيني بقيمة 62 مليار دولار للبنى التحتية في المنطقة. وقال مشاهد حسين سيد، رئيس لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ: «الصين هي حليف استراتيجي، أما العلاقات مع الولايات المتحدة فهي تكتيكية». ويعتقد الكثير من الدبلوماسيين أن أمريكا ستظل قوة عظمى، ولكن بطموحات أقل بعد ترامب. وحسب قول رينهارد بوتكوفير، عضو البرلمان الأوروبي إن الولايات المتحدة لم تعد شركة التأمين للنظام العالمي ولم «تشع المنارة على التلة فستترك أثراً». ويبدو هذا واضحاً مع الحلفاء التقليديين لأمريكا مثل الهند وتركيا والمكسيك ودول أمريكا اللاتينية. فقد عزز القادة الهنود من علاقاتهم مع اليابان وأستراليا وإسرائيل ودول أخرى. أما المكسيك فقد زادت من علاقاتها التجارية مع الأرجنتين والبرازيل وأوروبا. فتهديد ترامب ببناء الجدار وترحيل المهاجرين والخروج من معاهدة نافتا تترك آثارها الاقتصادية في المكسيك.

إحباط

وقال المسؤول الألماني روتغين إن عدم القدرة على التكهن بتصرفات ترامب جعل عدداً من القادة الأوروبيين حذرين من لقائه. وقال مستشار كبير لزعيم أوروبي إنهم لا يحاولون تحديد أوقات مع ترامب على هامش القمم: «نتطلع دائماً لفرصة اللقاء مع الرئيس الأمريكي».

وبرغم كل هذا فالكثير من القادة الأوروبيين يحاولون لقاء الرئيس. فقد زارت رئيسة وزراء النرويج واشنطن هذا الشهر، ويحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لقاء ترامب في منتدى دافوس الاقتصادي نهاية الشهر الحالي. ويشعر القادة الأوروبيون بالطمأنينة من انتشار القوات الأمريكية القوي في أوروبا بعد مخاوف من تخلي ترامب عن تعهداته. وحتى الذين تحمسوا لإدارة ترامب يتعجبون من طريقة وقرارات الرئيس. ففي بداية ولاية ترامب شعر المسؤولون المصريون أنهم وجدوا الرئيس الذي يدعمهم، خاصة أنهم سبوا على إدارة باراك أوباما وتركيزها على حقوق الإنسان والديمقراطية. ولكنهم أصيبوا بالإحباط عندما قطع أو علق 300 مليون دولار من المساعدة الأمريكية لمصر ثم جاء إعلانه الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل الشهر الماضي.

ويقول مسؤول أمريكي له علاقة بشؤون الشرق الأوسط «لدينا وضع لم تعد فيه الكلمات كافية». مضيفا إن كلمات الرئيس في الأيام الأولى لحكمه كانت تعني شيئاً «ومديحه السيسى عنى شيئا، وما بين آب /أغسطس وقرار القدس فقد فقدوا الثقة». ولكن سياسات ترامب لقيت قبولاً من السعوديين وقابلوه بحفاوة عندما زار الرياض في أيار/ مايو وشعروا بالفرح لأنه رفض سياسات أوباما التي لم تكن صقورية بالدرجة الكافية من إيران. وفي إسرائيل تحسنت المواقف بشكل كبير من الولايات المتحدة، خاصة أن ترامب دعم رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو.

وتنقل الصحيفة عن نائبة وزير الخارجية الإسرائيلية تسيبي هوتفلي «جلب ترامب تفكيراً جديداً إلى البيت الأبيض» و «يفهم المنطقة أكثر من أولئك الخبراء الذين حذروا من انفجار الشرق الأوسط لو اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم ينفجر». ومع ذلك ففرص السلام ضئيلة وحسب نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم السلطة الوطنية «لن يكون هناك سلام ولا مفاوضات ولا تطبيع والشرق الأوسط على فوهة بركان».

وعلى صعيد محاربة الإسلاميين فقد صعدت إدارة ترامب من حملاتها ضدهم في الصومال وأفغانستان والعراق وسوريا ومنحت القادة العسكرية الحرية لاتخاذ قرارات ميدانية. ففي الصومال قام الجيش الأمريكي بـ 34 غارة جوية عام 2017 قياساً بعام 2016. ولم تتناسب النشاطات العسكرية مع تلك الدبلوماسية فلا يزال منصب السفير في مقديشو شاغراً. والأمر نفسه في أفغانستان فصلاحية قائد القوات الأمريكية جون نيكلسون لا تمتد للسياسة. ولم تركز إدارة ترامب على البعد الدبلوماسي قياساً بما كان عليه الحال في ظل أوباما. ولم يتم تعيين سفير في كابول إلا الشهر الماضي وتم إلغاء منصب المبعوث الخاص. وسافر في حزيران/ يونيو وفد من سفراء الاتحاد الأوروبي البارزين حيث طالبوا بمعلومات من المسؤولين الأمريكيين ورجع أحدهم «في حالة يأس».

وقال الدبلوماسي إنه لم يحصل على معلومات مفيدة حول استراتيجية الإدارة تُجاه إيران أو أفغانستان أو حتى كيفية تفسير تغريداته وحربه الكلامية مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

«أوبزيرفر»: المرحلة المقبلة في سوريا كارثية والأطراف كلها تتحمل المسؤولية

قالت صحيفة «أوبزيرفر» في افتتاحيتها لعدد الأحد إن المرحلة المقبلة في سوريا ستكون تراجيديا صعبة ودموية وقد تكون الأخطر مشيرة إلى أن النزاع في سوريا الذي اندلع نتيجة انتفاضة شعبية عام 2011 ضد نظام بشار الأسد القمعي يشار إليه في العادة بالحرب الأهلية. إلا أن هذا الوصف لا يحمل إلا علاقة ضئيلة بما يحدث الآن، فقد أصبحت سوريا ساحة دُولية للقتال تواجه فيها القوى الدُّولية والإقليمية والمحلية والقوى الإثنية والدينية العابرة للحدود بعضها بعضاً للحصول على التأثير الاستراتيجي والسيطرة على المناطق.

وبعد الكشف عن الخطة الأمريكية الأسبوع الماضي فإن النزاع هذا سيدخل مرحلته الأكثر خطورة. لأن المعركة على سوريا لم تؤد إلى بروز منتصر واضح، برغم مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتهجير 5.4 مليون وتشريد 6.1 مليون في داخل بلادهم. ولم يتوقف الموت ولا الدمار اللذان ينزلان كل يوم. فقد تم اقتلاع عشرات الآلاف من المدنيين في الأسبوع الماضي من منطقة إدلب، شمال سوريا بسبب الغارات الروسية والقصف المدفعي للنظام. وهرب ما مجموعه 200.000 حيث يقول الناشطون ومنظمات الإغاثة إن القصف استهدف بشكل مستمر المستشفيات والمدارس وكذا طرق الإمدادات.

قلة احترام

وتتساءل الصحيفة: من يتحمل مسؤولية الكارثة السورية المستمرة؟ والجواب القصير هو كل الأطراف. مع أن بعضهم مثل فلاديمير بوتين ملام أكثر من غيره. فمنذ تدخله في سوريا عام 2015 لدعم الرئيس بشار الأسد وتأمين قاعدة استراتيجية له على البحر المتوسط فإنه أظهر مثل بشار الأسد قلة احترام لحياة المدنيين. فمن خلال القصف الجوي لمناطق المعارضة السورية، المدن والبلدات كما حدث مع حلب التي حوصرت عام 2016. والتواطؤ الروسي المزعوم في استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي فإن بوتين مثل الأسد ربما كان متورطا في ارتكاب جرائم الحرب. وتضيف الصحيفة إن تحميل الروس والأسد المسؤولية قد يكون أمراً سهلاً، فمحافظة إدلب هي آخر معقل تسيطر عليه هيئة تحرير الشام، وهي جماعة مكونة من قوة متعددة الجنسيات من 14.000 ومرتبطة بالقاعدة.

وكانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة. فوجود هيئة تحرير الشام في إدلب وما يقال عن طموحاتها لا تخدم سوريا كقاعدة لإقامة دولة خلافة على غرار خلافة تنظيم الدولة تعرض حياة المدنيين للخطر. ويبرر النظام سياساته ومنذ بداية الأزمة خاصة «الجوع أو الإستسلام» والتي يقول إنها من أجل اقتلاع الجهاديين الأجانب فيما يقوم هؤلاء الآن في إدلب بالتخفي خلف المدنيين كما فعلوا في الرقة من قبل. ولا يمكن استبعاد المعارضة السياسية الرئيسية عن اللوم التي فشلت بالاتفاق على جبهة موحدة. ولكن الانقسام والخلافات بينها تعكس التحولات في التنافس الذي تشهده المنطقة التي تقوم بدعمها، سواء كانت إيران، تركيا، السعودية أو قطر وكل واحدة منها لديها أجندة تختلف عن الأخرى.

وزار وفد من الجيش السوري الحر واشنطن الأسبوع الماضي حيث طالب بدعم من إدارة دونالد ترامب. ولكن كما ورد في خطاب وزير الخارجية ريكس تيلرسون، الذي ألقاه في كاليفورنيا وأكد فيه استراتيجية ترامب في سوريا التي تقوم على وقف التأثير الإيراني وسحق القاعدة.

 

التسوية السياسية

 

وفي ضوء أولويات الإدارة فالتسوية السياسية ليست واحدة منها. وتتهم الصحيفة تركيا بالمساهمة في البؤس السوري مع أنها تحملت العبء الأكبر للاجئين. فبعد سنوات من التدخل أصبح همُّ الرئيس طيب رجب أردوغان هو قمع أكراد سوريا. وتزعم الصحيفة أن الرئيس التركي يتعامل مع كل الأكراد كإرهابيين سواء كانوا في تركيا أو العراق أو سوريا. وأشارت لاتهامات تركيا الولايات المتحدة بدعم الإرهاب من خلال دعم قوات حماية الشعب الكردية، ومن هنا السيطرة على عفرين القريبة من إدلب.

وتقول إن قائمة الأطراف التي تتحمل اللوم طويلة، فلِمَ مثلاً بدا مجلس الأمن الدُّولي عاجزاً؟ كما قال وزيرالخارجية البريطاني السابق ديفيد ميليباند، الأسبوع الماضي. وظلت الحركة المعادية للحرب صامتة برغم حجم القتل المروع، وربما بسبب تعقيد القضية أو لعدم وضوح الهدف الغربي للاحتجاج. وماذا يفعل الاتحاد الأوروبي في وجه موجة جديدة للمهاجرين؟ وماذا عن العملية السلمية السورية؟ حيث سيتم استئناف المحادثات هذا الأسبوع برعاية الأمم المتحدة مع أن التوقعات منها هي صفر. وفي الوقت نفسه يقوم الحرس الثوري والمرتزِقة الشيعة باستغلال كل فرصة على الأرض. ويقوم بوتين بالتعاون مع طهران والأتراك بالترويج لخطة سلام منافسة تدعم بقاء الأسد في السلطة. وهناك الكثيرون في الغرب يلقون باللوم على الأمريكيين أكثر من أي طرف آخر بسبب عدم تسلمهم القيادة في موضوع سوريا، سواء في فترة أوباما أو الرضا التام بمكائد بوتين. وقد يتغير الوضع هذا في عام 2018 حيث تعهد تيلرسون بوجود عسكري مفتوح في سوريا ومزيد من الدعم للاجئين والنازحين وتوسيع جهود دعم الاستقرار ومبادرته. ودعا الروس للمساعدة في خلق مناطق خفض التوتر في إدلب كما ساعدوا في جنوب – غرب سوريا.

وكل ما يمكن الأمل فيه هو إصلاح البلد قطعة قطعة ومحافظة بعد محافظة في ظل الضغوط الخارجية المتعددة. ولم يحدث أي تحول في الدينامية الحالية فالمرحلة المقبلة التي ألمح إليها تيلرسون ستكون فوضوية. وهي تصميم المناطق الفاصلة والفعلية في سوريا بين الولايات المتحدة وإيران – وعلى الهامش تطلق إسرائيل والسعودية وقطر وحزب الله وحماس وبوتين الأسد وأردوغان والقاعدة والأكراد النار بشكل عشوائي.

 

«نيويورك تايمز»: سوريا أصبحت الآن حرب السيد ترامب

 

ترى صحيفة «نيويورك تايمز» أن سوريا بعد إعلان وزير الخارجية ريكس تيلرسون الأسبوع الماضي أن بقاء القوات الأمريكية فيها أصبح مفتوحاً، فقد أصبحت الحرب هناك حرب الرئيس ترامب. وتشير إلى تصريحاته كمرشح رئاسي وحذر فيها ضد الحروب والمغامرات الخارجية، وليس فقط في سوريا. وبعد عام على رئاسته يقوم بإضافتها إلى قائمة الحروب المستمرة بلا نهاية التي تضم العراق وأفغانستان. وعرفنا كما تقول عن خطط الرئيس ترامب ليس لأنه طلب من الكونغرس تفويضاً وتمويلاً لبقاء القوات في سوريا بل عرفنا عندما وضح وزير الخارجية في خطاب ألقاه بمعهد هوفر التابع لجامعة ستانفورد «ستحتفظ الولايات المتحدة بوجود عسكري في سوريا لمنع ظهور تنظيم الدولة من جديد».

وقال إن الوجود العسكري في سوريا سيظل مشروطاً. و«بعبارات أخرى من دون موعد زمني محدد أو أهداف عامة يقاس عليها النجاح». وكان عدد القوات الأمريكية في سوريا حتى نهاية الشهر الماضي نحو ألفي جندي بزيادة عن 500 جندي في عام 2016- وهم خليط من وحدات هندسية وقوات العمليات الخاصة التي تقوم بتدريب المليشيات المحلية لمواجهة تنظيم الدولة. و»الآن نعرف أن الوجود لا نهائي من سيقول إن العدد لن يزيد أو المهمة لن تزحف أكثر؟». وأضافت أن سوريا هي مشكلة معقدة إلا أن الخطة الحالية لم يتم التفكير بها بشكل جيد وتعتمد على العمل العسكري ومدفوعة بالأماني المعسولة. وبدأت الولايات المتحدة العمل العسكري في سوريا لمواجهة تنظيم الدولة الذي سيطر على مناطق واسعة في العراق وسوريا عام2014. وأدت العمليات العسكرية في ظل أوباما وترامب إلى تحرير 98% من المناطق التي خضعت لتأثير الجهاديين وحررت أكثر من 7.5 مليون نسمة من حكم التنظيم القاسي.

وفي الوقت الذي كان فيه التقدم مهما إلا أن تنظيم الدولة والقاعدة لا يزال كبيراً. فقد تحدث ديفيد ساترفيلد، مساعد وزير الخارجية في الكونغرس الأسبوع الماضي إن الإدارة تريد تجنب أخطاء إدارة باراك أوباما الذي قام بالانسحاب من العراق ليظهر المتطرفون. كما أنه فشل وحلفاؤه الأوروبيون في تحقيق الاستقرار في ليبيا بعد إطاحة معمر القذافي. إلا أن الأهداف في سوريا قد تكون واسعة ويتعذر تحقيقها بشكل يجعل وجود القوات الأمريكية فيها دائما. وكما بدا من تصريحات تيلرسون أن الإدار تريد أن «يعاني تنظيم القاعدة والدولة هزيمة دائمة». و» منع تحول سوريا مرة أخرى لملجأ آمن». وتريد سوريا مستقرة من خلال عملية سياسية من دون الأسد. وترى الصحيفة أن خطة سياسية شاملة تنهي النزاع بين الأسد والمعارضة السورية ضرورية وهو ما حاول أوباما عمله وفشل في تحقيقه نظرا للمقاومة من الأسد والروس والإيرانيين الذين دعموه.

ومن الصعب رؤية الفرق الآن. ودعا تيلرسون لمزيد من الدبلوماسية، ولكنه يريد من الأمم المتحدة لا الولايات المتحدة أن تقود. وهو يأمل بمنع إيران التي أنقذت قواتها نظام الأسد المتداعي من تقوية سيطرتها على سوريا بشكل تهدد إسرائيل. وكانت هزيمة تنظيم الدولة أولوية كما قال تيلرسون، إلا أن واشنطن تريد التأكد الآن من صد إيران. ولا مجادلة بأهمية الحد من نشاطات طهران الخبيثة إلا أن تيلرسون قدم أجندة تقترح رغبة لمواجهة إيران، وربما عسكريا.

وأرسل الأمريكيون رسائل غامضة حول مهمة الـ 2.000 جندي أمريكي لتدريب حلفائهم لمواجهة تنظيم الدولة. أو مساعدتهم على حماية حدود منطقة الحكم الذاتي البارزة في سوريا خاصة أن غالبية المليشيا، 30.000 هم أكراد. وهي رسائل تلقتها تركيا بقلق، وهو ما يثير المخاوف من مواجهة القوات الأمريكية مع تركيا وهي عضو في حلف الناتو. وسأل السيناتور توم أودال ساترفيلد: ما الذي يمنع من تحول هذا إلى حرب لا نهاية لها. ورد ساترفيلد بتعبيرات طنانة. ولكن الشعب الأمريكي يستحق جوابا.