قائمة الأربعين مطلوبا تزرع الفوضى داخل معسكر التمرد في اليمن

السبت 11 نوفمبر-تشرين الثاني 2017 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - العربي الجديد
عدد القراءات 6331

تتحدث مصادر يمنية قريبة من حزب المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس السابق علي عبدالله صالح، عن حالة من التململ تخترق صفوف الحزب بسبب ظهور تيار قوي داخله يضم عددا من القيادات، يدفع باتجاه القطيعة وإعلان فكّ الارتباط رسميا مع الحوثيين.
وتشرح ذات المصادر أنّ هذا التيار الذي نشأ مع سريان الخلافات داخل معسكر التمرّد وخروجها إلى العلن خلال الصائفة الماضية، ازداد قوّة وإلحاحا في الدعوة إلى الابتعاد عن الحوثيين، مع التطورات الأخيرة في الملف اليمني، والتصعيد النوعي الذي حدث مع إطلاق صاروخ مهرّب من إيران على العاصمة السعودية الرياض.
وتعرف قيادات في المؤتمر أنّ الحوثيين تجاوزوا خطّا أحمر لا يمكن للسعودية أن تسمح بتخطّيه وأن المملكة التي تقود التحالف العربي، باتت أكثر عزما من أي وقت مضى على حسم النزاع في اليمن بعد أن أصبح يمثّل تهديدا لأمن الإقليم، ومن ثمّ تدعو ذات القيادات إلى اغتنام ما تعتبره فرصة أخيرة للقفز من مركب الحوثيين قبل غرقه.
وتوقّف متابعون للشأن اليمني، عند القائمة التي أصدرها التحالف العربي مؤخرا بأسماء المطلوبين من كبار قادة التمرّد في اليمن مرفوقة بحوافز مالية لمن يدلي بمعلومات عنهم.
واعتبر هؤلاء أن خلوّ القائمة من أسماء أعضاء في حزب صالح ومن دائرته المقرّبة لم يكن محض صدفة بقدر ما هو عملية مدروسة تتضمّن منح فرصة أخيرة لمن يريدون النأي بأنفسهم عن جماعة الحوثي والتبرّؤ من جرائمها ضدّ اليمنيين وتحرّشها ببلدان الإقليم.
وستساعد القائمة، من هذه الزاوية، على الفرز النهائي بين من حزموا أمرهم على البقاء في صفّ التمرّد ومن اختاروا الابتعاد عنه. ومن هنا فإن الفائدة العملية للقائمة التي ضمّت أربعين مطلوبا هي تكريسها للشرخ والخلاف داخل معسكر التمرّد.
وورد في تقرير لوكالة الأناضول أنّ القائمة التي تصدرها زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، عزّزت من ريبة الجماعة تجاه حليفها صالح، في ظل فتور في علاقة الحليفين، منذ إقامتهما مهرجانات منفردة في صنعاء لاستعراض القوة، أواخر أغسطس الماضي، وخاصة بعد اتهام صالح بالتواصل مع التحالف العربي وتبني مبادرات أحادية للحل السلمي.
وظهر مدى قلق الحوثيين من خلو القائمة من صالح وقادته العسكريين وأعضاء حزبه، حيث هاجمت وسائل إعلام حوثية قائد المؤتمر واعتبرته “خائنا لليمن” لأن اسمه لم يرد في ما سمته “قائمة الشرف”.
وشعر الجناح الذي يتزعمه صالح في حزب المؤتمر الشعبي العام بخطورة الموقف عقب التصنيف السعودي لحلفائه الحوثيين بمفردهم، وأصدر موقفا رافضا للقائمة لكنّه بدا موقفا شكليا ويرجّح أنّ دافعه الخوف من ردّة فعل الحوثيين التي يمكن أن تكون عنيفة هذه المرّة، مع حالة العصبية المفرطة والميل إلى التصعيد الذي طبع سلوكهم في الفترة الأخيرة، بفعل تواتر خسائرهم الميدانية.
وكثف التحالف العربي من غاراته الجوية على المتمردين الحوثيين في ظل أنباء عن سقوط عدد من أبرز قادتهم، جراء الضربات الجوية التي استهدفت تجمعاتهم في محافظة حجة وفي صرواح غربي العاصمة صنعاء.
وتزامن ذلك مع تطورات متسارعة على جبهة نهم الاستراتيجية على البوابة الشرقية لصنعاء، حيث حققت القوات الموالية للشرعية تقدما مهما مع اقتراب المعارك من محيط منطقة مديد مركز مديرية نهم.
ويرى مراقبون أن التطورات الميدانية والسياسية التي شهدها الملف اليمني تنبئ باتخاذ التحالف العربي بقيادة السعودية لقرار الحسم العسكري.
ويشير هؤلاء إلى أن استهداف الحوثيين للعاصمة السعودية الرياض بصاروخ باليستي والكشف عن تورط النظام الإيراني وحزب الله بشكل مباشر في هذه العملية، كان التحول الأخطر في مسار الصراع الذي رفع الحرج عن الرياض وبقية دول التحالف وجعل ذهابها نحو إنهاء الحرب اليمنية أمرا مبررا ومشروعا وفقا للمواثيق الدولية.
وقال وكيل وزارة الإعلام اليمنية نجيب غلاب في تصريح لـ“العرب” إن الحسم العسكري لم يعد خيارا بالإمكان وضعه على طاولة النقاش، بل أصبح أمرا حتميا.
وأشار إلى أن استعادة الدولة من أيدي الجماعة الحوثية الرافضة لكل الحلول السياسية والعاجزة عن الحكم لم يعد تحقيقها أمرا مرتهنا بالشرعية وحسب، بل أصبح مرتبطا بالأمن الإقليمي وأمن البحر الأحمر، والأهم من ذلك مواجهة التمدد الإيراني بعد أن أثبت الحوثيون أنّهم معسكر إيراني خالص ووكيل محلي للحرس الثوري.
وشرع التحالف العربي في اتخاذ عدد من الإجراءات التي تؤكد رغبته في تقصير أمد الانقلاب وإنهاء نفوذ الحوثيين في اليمن.
وأعلن عن إغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية بشكل مؤقت في إطار خطة لتضييق الخناق على إمدادات السلاح القادمة من طهران وحزب الله.