قصة الفتاة اليمنية التي هزت ضمير العالم

السبت 28 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 11 صباحاً / مأرب برس - العربية
عدد القراءات 2567

تعافت الشابة سعيدة أحمد بغيلي، التي تصدرت صورها وسائل الإعلام الدولية عندما كان وزنها لا يزيد عن تسعة كلغ، كعنوان بارز للأزمة الإنسانية في اليمن الناجمة عن إشعال ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح للحرب وانقلابها على السلطة الشرعية، غير أن الحكاية لم تنتهِ بعد.
سعيدة (18 عاما)، تنحدر من مديرية التحيتا، إحدى مناطق تهامة، في محافظة الحديدة (غرب)، والتي يطلق عليها سلة اليمن الغذائية، أصبح أبناؤها يموتون جوعا، بعد ثلاثة أعوام من فرض ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية سيطرتهم عليها، لتجسد بمأساتها المخيفة عنوانا وخلاصة لما يحمله مشروع الانقلاب لليمنيين.
بعد عام على تلقيها العلاج من سوء التغذية، عادت الحياة إليها من جديد، وبات وزنها الآن 36 كلغ، لكن المئات غيرها لم يحظوا بالفرصة التي نالتها، وماتوا بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، وآلاف بانتظار ذات المصير، مع استمرار الميليشيات الانقلابية في حربها ضد اليمنيين.
سعيدة بغيلي، هي واحدة من بين 17 مليون يمني (60% من إجمالي السكان)، يعانون انعدام الأمن الغذائي، منهم 9.8 مليون مهددون بخطر المجاعة والموت جوعا، في واحدة من أكبر الأزمات الإنسانية في العالم حسب توصيف الأمم المتحدة، فيما تقول منظمة اليونيسف إن نحو 1.7 مليون طفل دون الخامسة من العمر يعانون سوء التغذية الحاد والمتوسط.
ووفق تقديرات أممية، فإن أكثر من 16% من إجمالي المهددين بخطر الموت جوعا، هم في الحديدة (ثالث أكبر المحافظات اليمنية من حيث السكان)، خاصة تهامة.
تهامة.. للمأساة وجوه متعددة
أصبحت صور المجاعة وسوء التغذية المتداولة عالميا لسكان تهامة من النساء والأطفال والشيوخ والشباب، تعبيرا صارخا عن حجم المأساة التي انتشرت كالوباء، نتيجة لانعدام الغذاء والدواء منذ انقلاب ميليشيات الحوثي، ضمن وجوه متعددة للمأساة، وآخرها مصادرة ونهب المساعدات الإغاثية الدولية المقدمة للمواطنين هناك.
ويؤكد الناشط عبدالله ساحلي، أن معظم الأسر في تهامة لا تجد ما تأكله، وتحتاج إلى تدخلات إغاثية وصحية عاجلة، مشيراً إلى أن الميليشيات تفرض حصاراً خانقاً على المواطنين في تهامة بصورة غير مباشرة، حيث توقفت الكثير من المزارع بسبب انعدام المشتقات النفطية وبيعها بالسوق السوداء بأسعار باهظة.
أرض غنية يموت أهلها من الجوع
حولت ميليشيات الحوثي سكان الحديدة وتهامة إلى "جياع" في أرضهم الغنية، حيث تستحوذ وحدها على كل العائدات، بينها على سبيل المثال 15 مليار ريال شهريا، من ميناء الحديدة فقط، لكن لا نصيب في زمن الحوثيين لأبناء المحافظة منها، فهي لقياداتهم وحروبهم ضد اليمنيين.
وأوضح الصحافي حسن أبو الغيث، أن الإمكانيات المتوفرة في السهل التهامي لم تشفع لأبنائها من الفقر والمجاعة، محملا ميليشيات الحوثي المسؤولية الكاملة عما وصلت إليه تهامة من معاناة جعلت أبناءها لا يجدون ما يسد رمقهم من الغذاء.

"جياع يموتون في أرضهم الغنية".. تلك هي خلاصة الوضع الإنساني القائم منذ انقلاب ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح على السلطة، حيث ينتظر المواطنون في بقية المناطق الخاضعة لسيطرتهم بفارغ الصبر الخلاص من هذا الكابوس الذي حول حياتهم إلى جحيم بسياسة التركيع والتجويع، لتعود إليهم جميعا الحياة كما استعادتها سعيدة بغيلي!

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن