تخريج أول دفعة دبلوم موسيقى في اليمن: أصوات الأنغام تطغى على الرصاص

الإثنين 23 أكتوبر-تشرين الأول 2017 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - القدس العربي
عدد القراءات 1917

 بينما ما تزال في الأجواء أصوات انفجارات قصف طائرات التحالف، كان إلياس ( 10سنوات) وهو نازح من محافظة تعز مع صامويل (15 سنة) وهو لاجئ صومالي من مواليد ارتيريا، يعزفان على الغيتار لحن أغنية «أنت عمري»، خلال حفل تخريج أول دفعة دبلوم موسيقي في اليمن أمس في فندق سبأ في صنعاء.
أحد عشر طالباً اقفلوا آذانهم عن سماع دوي الحرب والانفجارات وفتحوا قلوبهم ليتعلموا كيف يحبون الحياة والتعايش؛ فكان التحاقهم بالبيت اليمني للموسيقى والفنون ضمن أول دفعة دبلوم موسيقى في اليمن لمدة سنة وشهرين تأهلوا خلالها في العزف على آلات: بيانو، عود، غيتار، وكمان.يقول مدير البيت الفنان فؤاد الشرجبي لـ «القدس العربي»: رغم الظروف الصعبة فتحنا نافذة للأمل نتطلع من خلالها لنشر المحبة والسلام من خلال فن هادف ورسالة سامية في مواجهة الحرب في اليمن.
«ومثل هذا الإنجاز هو للذات اليمنية في مواجهة كل الظروف الصعبة التي نعيشها بدءاً من الحرب ومروراً بانقطاع الرواتب الحكومية واختفاء السلع الغذائية وتوقف الدراسة في معظم المدارس؛ فكان التحدي أكبر من خلال الفن».أضاف فؤاد.
وتخرج من أصل 16 طالباً التحقوا في البرنامج 11 طالباً؛ أربعة منهم عازفو بيانو وأربعة عازفو غيتار واثنان عازفا كمان وواحد عازف عود.
وأوضح الشرجبي أن «الطلاب الخريجين أصبحوا الآن فنانين محترفين، وقد استطاعوا، من خلال هذا البرنامج، أن يثبتوا إمكانية تجاوز الصعاب مهما كانت الظروف المحيطة.وقال إن تنفيذ الدبلوم كان حلما للبيت اليمني من زمان إلا أن الحرب كانت حافزاً كبيراً لتنفيذه في مواجهة الظروف الصعبة التي نعيشها جراء حرب داخلية وخارجية».
وأعربت إحدى الخريجات عن سعادتها بالتخرج ضمن أول دفعة دبلوم موسيقى في اليمن، وقالت عازفة البيانو أبرار الحناني (18 سنة): أنا سعيدة ليس لتخرجي بدبلوم موسيقى؛ وإنما، أيضاً، لكوني درست الموسيقى خلال فترة حرب وتخرجت وبلدي في حاجة ماسة لمن يُسهم في نشر ثقافة السلام.
«اليمن اليوم في حاجة ماسة لصوت السلام، واعتقد – من وجهة نظري – أنه لا صوت يمثل ثقافة السلام سوى صوت الموسيقى»، أضافت أبرار.
وقدم الخريجون في الحفل، الذي حضره عدد من ممثلي المنظمات الدولية الإنسانية في صنعاء، عدداً من المقطوعات الموسيقية اليمنية والعربية والأجنبية، بالإضافة لمقطوعات غنائية متنوعة المقامات والألوان تخللتها فقرة من الفلكلور الشعبي اليمني لفرقة من فرق الرقص الشعبي.
الجدير بالإشارة لتفاعل الجمهور الذي حضر الحفل وتأثره الشديد في أجواء الاحتفال الموسيقي التي غابت كثيراً عن حياة المدينة منذ اشتعال الحرب في آذار/ مارس 2015م؛ ولهذا كان تأثره كبيراً حد أن بعضهم ذرف الدموع وهو يسمع النغم الجميل والصوت الرخيم في واقع ساد فيه صوت الرصاص.
ويشهد البلد حرباً بين القوات الموالية للرئيس عبدربه منصور مسنوداً بتحالف تقوده السعودية من جهة ومسلحي الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح من جهة أخرى.وتسبب الصراع الدائر بانهيار لاقتصاد البلاد وتدهورٍ شديدٍ في الأوضاع الإنسانية والمعيشية والصحية في هذا البلد الأفقر في الشرق الأوسط.
والبيت اليمني للموسيقى والفنون، الذي تأسس عام 2007م، هو مؤسسة ثقافية غير ربحية تُعنى بنشر الوعي الموسيقي من خلال تعليم الموسيقى ورصد وتوثيق الاغنية الشعبية وإعادة إحياء أغاني ألعاب الأطفال وإعداد دراسات متخصصة لرواد الأغنية الشعبية وإصدار مجموعة من الكتب والاصدارات المتخصصة، وتنفيذ دورات فنية وبرامج موسيقية لكل من الهواة والراغبين في التعلم الموسيقى.