حروب المناصب تعود للواجهة.. الحوثيون ينفذون انقلاباً مسلحاً على أحد وزراء المخلوع بصنعاء

السبت 30 سبتمبر-أيلول 2017 الساعة 10 مساءً / مأرب برس - متابعات خاصة
عدد القراءات 5639

عاد صراع التعيينات بين حليفي الانقلاب (مليشيات الحوثي والمخلوع صالح)، إلى الواجهة من جديد، أقدمت عناصر حوثية مسلحة على اقتحام مكتب وزير الصحة في حكومة الانقلاب غير المعترف بها محمد بن حفيظ (من حزب المخلوع)، واشتبكت مع مرافقيه وأشهرت السلاح في وجهه وأجبرته على الهروب بعد أن صادرت الختم الرسمي.

وذكرت مصادر في وزارة الصحة الخاضعة لسيطرة الانقلابيين بصنعاء أن القيادي الحوثي المدعو عبدالسلام المداني، اقتحم برفقة مسلحين من ميليشياتهم، السبت، افتتاح مؤتمر طبي في صنعاء بحضور وزير الصحة في حكومة الانقلاب من حزب المخلوع.

وأفادت المصادر، أن مشادات حادة نشبت بين ما يسمى وزير الصحة بن حفيظ، والقيادي الحوثي المداني، الذي يصر بالقوة على أنه نائب لوزير الصحة، بعد أن تمت إقالته من منصب وكيل الوزارة في وقت سابق ولم يصدر له أي قرار لاحقا، وكادت تتطور هذه المشادات إلى عراك بالأيدي قبل أن ينسحب بن حفيظ ويعلن إلغاء المؤتمر.

وأكدت المصادر، أن القيادي الحوثي المداني، قام بعدها مع مسلحيه، باقتحام مكتب وزير الصحة وهو من حزب المخلوع، عقب هذه المشادة وصادر الختم الرسمي للوزارة.

وقال الوزير "بن حفيظ" أكد الحادثة وأكد أن الحوثيون كانوا يحاولون اعتقاله، مطالباً حكومة الانقلاب باتخاذ اللازم تجاه هذا التصرف.

وأوضح في مذكرة وجهها إلى رئيس حكومة المليشيات "بن حبتور" إن كلاً من عبدالسلام المداني ونشوان العطاب، وعبدالعزيز الديلمي، بالمرافقين المدججين بالسلاح اقتحمت مكتبه، بطلب من عبد الغني المداني وقام المدعو "نشوان العطاب" بمحاولة إشهار المسدس في وجهي لولا تدخل مدير مكتبي وامسك بالمسدس، مؤكداً أنهم اشتبكوا مع مدير مكتبه أن ألفاظهم كلها كانت أنهم لن يغادروا المكتب.

وأضاف "أوحى بأن الامر مبيت ومرتب له من قبل، الأمر الذي دفعني للخروج من الوزارة وهم رفضوا الخروج من المكتب وقيامهم بممارسة مهام الوزير بقوة السلاح".

من جهتهم، أعلن موظفو وزارة الصحة بصنعاء في بيان لهم، الإضراب الشامل وإغلاق كافة مكاتب الوزارة احتجاجا على اقتحام القيادي الحوثي المداني للمؤتمر الطبي والوزارة والاعتداء على بن حفيظ (الوزير) والتهجم على الموظفين.. مطالبين بضبط العناصر المعتدية وإيقاف هذه الممارسات التي وصفوها بـ"البلطجية".

وهذه ليست المرة الأولى التي تشهد فيها وزارة الصحة الخاضعة للانقلابيين في صنعاء، أعمال من هذا النوع، حيث سبق أن اقتحم القيادي الحوثي ناصر العرجلي مع مسلحيه، في نهاية يوليو/تموز الماضي، مركز عمليات الطوارئ الإقليمي في صنعاء والممول من منظمات أممية، ومنع افتتاحه من قبل مديري الصحة العالمية والغذاء العالمي واليونيسف، بدعوى أنه وكيل الوزارة.

وتعيش المؤسسات الحكومية الخاضعة لسيطرة الانقلابيين، فوضى وعبث في التعيينات وصراع النفوذ بين حليفي الانقلاب، حيث تشهد الخلافات بينهم تطورات متسارعة رغم محاولات التهدئة التي فشلت حتى الآن في وضع حد لمنع المعركة المؤجلة، والتي اندلعت شرارتها بمعارك مسلحة وسط صنعاء نهاية أغسطس/آب الماضي، وسقط فيها قتلى وجرحى من الطرفين.