مأرب برس يفتح ملف الصراع بين محافظ الضالع والعميد الصيادي .. خوازيق الشرعية في الجنوب هوامير الاستحواذ والنفوذ

الإثنين 18 سبتمبر-أيلول 2017 الساعة 03 مساءً / مأرب برس - تقارير.
عدد القراءات 5593


الصراع الذي يحدث بين محافظ الضالع فضل الجعدي والعميد عبدالكريم الصيادي قائد اللواء 30مدرع الذي يتخذ من المؤسسة الاقتصادية وسط مدينة قعطبة مقرا له هو صراع لا علاقة له باعادة مؤسسات الدولة لعملها بل صراع استحواذ ونفوذ.

البداية عندما اتهم محافظ محافظة الضالع فضل الجعدي العميد عبدالكريم الصيادي قائد اللواء 30مدرع بالاستحواذ على عائدات سوق القات المركزي والضرائب بمديرية قعطبة.


وهو الامر والتهمة التي لم يطيقها العميد الصيادي،،وكانت جولات الزيارات لرئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر هي مهمات في جدول المحافظ الجعدي والعميد الصيادي كل واحد منهم يذهب بطلبات ومطالب تعزز من نفوذهم لا لاعادة مؤسسات الدولة لعملها.

صناعة نفوذ الاشتراكي

لدى محافظ الضالع فضل الجعدي العديد من المداخل في تقييم اداءه التي تثبت انه ليس رجل دولة بل نموذج لرجل الحزب الديكتاتور الاقصائي..وخلال اكثر من عامين على تعيينه، لا تكاد انجازاته تذكر فيما يتعلق بمقومات الدولة القائده والثابتة،كعودة المكاتب التنفيذية للوزارات لعملها،وتحريك المجالس المحلية ،ومتابعة اداء الوحدات التنفيذية في المديريات، و العمل على جمع الايرادات المالية المحلية للبنك المركزي ،
بل مارس المحافظ الجعدي مهامة كرجل حزبي بامتياز حيث قام بتعيين 5مدراء كمدراء عموما للخمس المديريات(الضالع وجحاف والازارق والحصين الشعيب)وكل المعينين اشتراكي-حراك،ثم قام بتغيير 25مديرا عاما في المكاتب التنفيذية بالمحافظة كلهم من الحزب الاشتراكي مخالفا للقوانين واللوائح المحلية المعمول بها في تغيير مدراء المكاتب،واصدر 73قرار لتغيير 73 مديرا في الوحدات التنفيذية في المديريات كلهم من الحزب الاشتراكي اليمني ومخالفا لمعايير وقواعد وقوانين ولوائح التغييرات الادارية.


عنصرية مقيتة

لم تعلم مديريات قعطبة ان خدمة عامة قدمها لها محافظ الضالع فضل الجعدي منذتعيينه ،سوى اثارة وافتعال المشكلات لاستحواذه على عملية توزيع غذاء برنامج الغذاء العالمي الذي استحقته المديرية رغم تدخل المحافظ في انقاص حصة المديرية رغم كثافتها السكانية ومساوئتها بحصة باقل المديريات سكانا،وعرقلة عمل المكتب التنسيقي للاغاثة بقعطبة والذي ضغط لتغييره لاشراك الحزب الاشتراكي فيه رغم انه مؤسسة اهلية لا تخضع للحزبية وتدخلات السلطة، وهدد بحرمان قعطبة من الاغاثة ، فيما استثنت المنسقية العليا لللعمل الانساني مديرية قعطبة من اعمالها ومشاريعها الانسانية واستهدافها لمديريات الحصين والازارق وجحاف والضالع بعد لقاء جمع المحافظ الجعدي بمثلي منظمات الامم المتحدة .

لدى المحافظ الجعدي العديد من الممارسات التي تثبت تعامله ليس كرجل دولة بل كرجل بعنصرية وحزبية مقيته، منها ايضا حرمان المديرية من التيار الكهربائي الذي توقف في سناح والحصين .

فيما المقاومة الشعبية كلفت نفسها استكمال عملية التحرير في المديرية انتقلت الى جبهات الصد للمليشيات الانقلابية في جبهتي مريس وحمك شمال وغرب الضالع، يصر المحافظ الجعدي على نقل مرضه لتشويش عمل الجبهات مستغلا منصبه الرسمي يريد ان يكون الاشتراكي شريكا في المغنم لا المغرم،فهم في المغرم هاربون ،يريدون فقط تقاسم الغنيمة مالم فهم مسعري حرب في اشعال الخلافات والصراعات والنيل من الجبهة الداخلية للشرعية والمقاومة الشعبية.


خازوق اقصاء المقاومة

لم يكن العميد عبدالكريم الصيادي قائد اللواء 30مدرع له اي دور في عملية تحرير مديرية قعطبة من المليشيات الانقلابية في 8اغسطس 2015م ،هكذا افاد مصدر عسكري في المقاومة الشعبية ،، واكد ان المقاومة الشعبية بقعطبة خاضت عملية التحرير ،وانتقلت لعملية صد المليشيات الانقلابية في جبهتي حمك ومريس كسياج امني لمحافظة الضالع واقليم عدن باكمله.

وحين صدور قرار رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي قرار دمج المقاومة الشعبية في الجيش الوطني ،وكان اللواء 30مدرع هو المكلف بالدمج بحكم ارتباطه بالمنطقة وتندرج في اطار المنطقة جبهة حمك التي تتواجد فيها المقاومة الشعبية.

تفاجاءت المقاومة الشعبية بقعطبة وجبهة حمك قيام العميد الصيادي باسقاط اسماء رجالها من كشوفات الترقيم والدمج،واستبدالهم بعناصر لا علاقة لهم بالمقاومة بل من المتفرجين في المنازل ،والاغلب منهم له ارتباطات بالانقلابيين ، وهذا ما اثار غصب المقاومة الشعبية المرابطة في جبهة حمك و التي خرجت محتجة وبعثت رسالة احتجاجية لمسئؤلي الشرعية.

ثم اتجه العميد الصيادي الى السيطرة والاستحواذ على الموارد المحلية حيث فرض مبلغ 200الف على كل محطة تدخل قاطرة مشتقات نفطية في المديرية ،ثم احكم سيطرته على ايرادات سوق القات المركزي بقعطبة قبل نقله الى سناح، وتاسيس نقطة على خط قعطبة سوق الليل لجباية الاموال من القواطر والعربات.

وبعد ان تمكن العميد الصيادي من توجيه ضربة للمقاومة الشعبية خلال اسقاط اسماء رجالها من كشوفات الترقيم ،توجه الى شن حرب ضروس على قائد المقاومة الشعبية في

المناطق الوسطى الشيخ شايف ناجي سنان،والعمل على تهميشه ،وفرض سيطرته على الاطار الجغرافي الذي يدخل في اطار مشيخ الشيخ شايف ناجي سنان،حيث داهمت قوة عسكرية تابعة للواء 30مدرع في اغسطس الماضي مبنى ادارة امن الفاخر لفرض مدير جديد للقسم يدعى علي القحيف رغم انتمائه للجيش وليس للامن في وزارة الداخلية ،
بديلا للعميد صالح علي الجبري المعين بقرار رسمي،وجرت مواجهات بين الطرفين سقط على اثرها اربعة جرحى من افراد امن قسم الفاخر المربطين في القسم ،ولاقت هذه الحادثة استياء شعبي واسع.

تمكن العميد عبدالكريم الصيادي قائد اللواء 30مدرع من بناء امبراطورية مالية عبر استقطاع مبالغ مالية من رواتب المجندين والعسكريين والمحسوبين على اللواء والتي بلغت نسب متفاوته وطائلة عند الصرف شهريا.

وعلى ما يبدوا ان المحافظ فصل الجعدي هو الاخر لديه امبرطورية مالية خاصة فميزانية اعادة تشغيل المحافظة مجهولة وغير معلومة ،بالاضافة الى ان بعض المشاريع التي نفذت غير معروف مناقصتها ،كمشروع رص الخط العام في مدينة الضالع والذي تداولت وسائل اعلامية ان ميزانية هائلة خصصت لتنفيذه لم يتستفد منها المشروع الا اليسير.

خازوق الشرعية

تعاقب الجعدي والصيادي على الزيارات المستمرة لرئيس الوزراء احمد عبيد بن دغر لما يملكانه من وساطات تقربهم من الرجل، فمحافظ الضالع فضل الجعدي يعتمد في تسهيل مهام زيارته على العلاقة التي تربطه بجلال هادي نجل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ،وهذا يعلل استثناءه من تغييره كمحافظ للضالع رغم تغيير زملائه المحافظين في شبوة ولحج وابين وكلاهما اعضاء في المجلس الانتقالي الجنوبي.

اما العميد عبدالكريم الصيادي فيعتمد في تسهيل طلباته في زيارته لبن دغر على ابن عمه صلاح الصيادي وزير الدولة والمقرب من رئيس الحكومة احمد عبيد بن دغر.

فيما كلا هذه الزيارات لبت مطالبهم الشخصية في الاستحواذ على السلطة والنفوذ ،وليس لنتائجها عائد على اعادة تشغيل مؤسسان الدولة والوحدات الادارية في المديرية،فالعملية الامنية وتحقيق الامن والاستقرار في في المديرية بما فيها مدينة قعطبة وضواحيها تقوم بها المقاومة الشعبية وبعض رجال الامن باشراف مدير الامن العميد محمد عبدالله ابوهدال وقيادة المقاومة الشعبية.

واصيب الناس بخيبة امل من تعامل الحكومة الشرعية بقيادة بن دغر مع الرجلين رغم تأكد شخصية مطالبهم وخدماتهم التي تلبي صناعة نفوذ خاص بهم لا يخدم المديرية.

الاستحواذ على قعطبة

تربط العميد الصيادي علاقة بشخصيات تابعة للمؤتمر الشعبي العام المشارك في الانقلاب على الشرعية،من هذه الشخصيات القيادي المؤتمري عبدالباسط المرح رئيس دائرة الرقابة التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام بالمحافظة والذي يشغل حاليا مدير مكتب التربية بقعطبة، تكللت هذه العلاقة بتسخير مبنى مكتب التربية مقرة لقيادة اللواء 30مدرع فترة من الوقت،،حيث جرت تفاهمات بين الرجلين كان يهدف فيها المرح بكسب ود الصيادي للتوسط له بقرار تعيينه مدير عام لمديربة قعطبة،وبعد قناعة الاول بعدم جدوى ذلك،اتجه لربط علاقة وثيقة بالمحافظ الجعدي كانت واضحة من خلال استضافة المحافظ للاحتفال ببعض الانشطة التربوية في بعض المدارس بالمديرية.

مصادر مؤكدة اشارت ان المرح كان قاب قوسين او ادنى من الحصول على رضى المحافظ الجعدي في تعيينه مديرا عاما على قعطبة،،وهذا الرضى جاء نتيجة لاجتماع عقده المحافظ الجعدي مع قيادات اشتراكية اقر فيه اصدار قرار تكليف للمرح بادارة قعطبة شرط تعيين الاستاذ يحيى ابوطالب مسئؤل منظمة الحزب الاشتراكي بالمديرية مديرا لمكتب التربية خلفا للمرح.

وحينما علم العميد الصيادي بذلك تأججت علاقته بالمرح وهو ما جعل المحافظ الجعدي الاسراع في انفاذ قرار السيطرة والاستحواذ الحزبي على المديرية فاصدر تكليف غير قانوني بتعيين القيادي الاشتراكي جياب الصيادي مديرا للمديرية وأمره بالنزول لممارسة مهامة مسنودا بعشرات العناصر المسلحة .


العميد الصيادي اتجه بدوره في 12سبتمبر 2017م الى استباق قيام المدير المعين من قبل المحافظ الجعدي بعقد اجتماع لمدراء الوحدات التنفيذية باقتحام مبنى التربية وتخصيص قوة عسكرية فيه منعت اجتماع مدير المحافظ الجعدي.

المحافظ الجعدي اصدر مذكرة رسمية للرئيس هادي يتهم العميد الصيادي بانه جعل نفسه الحاكم المطلق لمديرية قعطبة،واتهمه انه يتدخل في شئؤنها الادارية والايرادية والضريبية بطريقة عنجهية،بالاضافة الى تحويله مكتب التربية الى ثكنة عسكرية.

استخدام التعليم في الصراع

بدوره قام المرح بمساندة المحافظ الجعدي وتوجيه امر رسمي لمدراء المدارس بالاضراب عن التدريس،وتعطل العملية التعليمية في المديرية..والذي كانت بالامس القريب يعتبر الاضراب جريمة ويعاقب منفذية حتى وان كان لمطالب حقوقية وسبق ان قام بذلك بحق مدرسين ..وسبق ان حول المرح مبنى مكتب التربية مقرا للعميد الصيادي في الايام السابقة حينما كانوا سمن على عسل ولم يدعوا الى

الاضراب او يعتبر ذلك تحويل المبنى ثكنة عسكرية.

العميد الصيادي اصدر بيان بتاريخ 15سبتمبر2015م محاولا استمالة ابناء قعطبة اتهم فيه المحافظ الجعدي بحرمان قعطبة من الخدمات والاغاثة ونقل سوق القات واعتباره مشغولا بادارة صفحته في فيس بوك.
البيان سرد 9نقاط اعتبرها صورة لتعامل المحافظ الجعدي العدائي والانتقامي تجاه مديرية قعطبة،،رغم ان هذه النقاط يعرف الناس اكثرها ،،لكن سردالعميد الصيادي لها في بيانه محاولة استثمار عصبية ابناء قعطبة للوقوف في صفه .

اما تعليل العميد الصيادي في بيانه انه لو كان في الامر تعصب اسري او مناطقي لوقف الى جانب ابن عمه المعين من قبل المحافظ الجعدي ولكن لانه من خارج المديرية وطريقة تعيينه مخالف للقانون،،ليست دليل قطعي تنفي عنه سعيه الاستحواذ واحكام السيطرة على المديرية ،،ودليل هذا تصريحه في البيان الذي قدم نفسه انه المسئول الفعلي في المديرية !!دون سند قانوني ، فلو اقرينا بفرضية تقديم نغسه المسئؤل الفعلي في المديرية كقائد عسكري وقائد لواء ، فلدينا ثلاثة الوية في المديرية سيعتبر كل قائد فيها انه المسئؤل الفعلي للمديرية وتحولت المديرية الى اقطاعات جباية وهيمنة لهؤلاء القادة وبالطبع ستتناثر صراعات الاستحواذ والسيطرة وتتحول المديرية مرتع ومسرح لصراعات الاستحواذ والسيطرة والنفوذ .

بالطبع المسئؤل الفعلي للمديرية يجب ان تكون السلطة المحلية وفقا للدستور والقانون ،لكنها غائبة عن عمد كونها لا زالت من النظام السابق الذي شريك الانقلاب ،،و تقوم المقاومة الشعبية بمهامها الامنية في تحقيق الامن والاستقرار وحماية ممتلكات الناس والسهر على راحتهم،،لكن قيادة المقاومة الشعبية اشبه"اسد مفرشه"تحضر في المغرم وتغيب في المغنم،، والموقف الوطني الصحيح في اللحظة وضع حد لصراع المحافظ الجعدي والعميد الصيادي في السيطرة والنفوذ على المديرية فهذه المديرية ليست املاكا لابيهم،،بالاضافة ان صراعهم لمكاسب شخصية وحزبية مقيته لا تخدم عودة مؤسسات الدولة الشرعية ،،ولم يقدما للمديرية اي خدمة تذكر وكلاهما تحت حماية المقاومة ..

خلال هذه الاسطر تكشف لنا اهداف صراع الاستحواذ بين هؤلاء الهوامير ،،حتى وان كلفهم ذلك استخدام خدمات وممتلكات الناس طعم في هذه الصراعات الشخصية في السيطرة والاستحواذ .. وسبق ان رفع المحافظ الجعدي والعميد الصيادي تقارير وبرقيات بمعلومات كاذبة ومزيفة لقيادة الشرعية اضرت بالمديرية ..ووجدوا لانفسهم مرتع يوم ان سعت قيادات المقاومة الشعبية وراء صناعة البطولة واقصاء قيادات اخرى وجباية الاموال من النقاط .

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن