آخر الاخبار

الدول التابعة لإيران تتصدر قائمة أكثر شعوب العالم بؤسا.. لبنان اولا وسوريا ثانيا واليمن رابعا .. تفاصيل إسرائيل تفرج عن مراسل قناة الجزيرة بعد 12 ساعة من الاعتقال قيادات وطنية وسياسية وإجتماعية في ضيافة عضو مجلس القيادة الرئاسي د عبدالله العليمي أجواء مشحونة بالتوتر تسود حي شميلة بصنعاء عقب مواجهات مسلحة بين مواطنين وميلشيا حوثية منعت صلاة التراويح وإعتقال مقربين من الشيخ صالح طعيمان تفاصيل لقاء السفير السعودي آل جابر بالرياض مع المبعوث الأممي إلى اليمن حريق مفاجئ يتسبب في مضاعفة معاناة النازحين في مخيم النصر بمأرب جراء التهام النيران كافة الممتلكات الخاصة ولاضحايا عاجل : 10 غارات أمريكية بريطانية تستهدف مواقع  المليشيات الحوثية في اليمن .. تفاصيل اليمن تسلم مسئولة أممية خطة للتعامل مع كارثة السفينة الغارقة روبيمار الجيش السوداني يسحق هجوما مباغتا لقوات الدعم السريع من ثلاث محاور في الخرطوم عدن : تكريم 44 خريجًا من الحفاظ والحافظات لكتاب الله

«أعيش بلا ساق لكن لن أعيش بلا وطن».. قصة شاب تركي أجرى 46 عملية جراحية بسبب رصاص الانقلابيين

الخميس 13 يوليو-تموز 2017 الساعة 02 مساءً / مأرب برس - هاف بوست
عدد القراءات 4288

"أطلَقوا علي النار، وفقدتُ ساقي وخضعت لـ46 عملية جراحية لكني لست نادماً، وما زلت مستعداً للتصدي لأي محاولة انقلاب جديدة يمكن أن يقوم بها الخونة".

هذا ما صرح به الشاب التركي غازي صبري غوندوز، أحد المواطنين الأتراك والذي كان بين المجموعة التي تصدت للانقلابيين على جسر "بوغاز إيتشي" (الذي أطلق عليه "جسر 15 يوليو/تموز" بعد محاولة الانقلاب) في إسطنبول.

روى غوندوز تفاصيل ليلة الـ15 من يوليو/تموز 2016، لموقع خبر ترك. أصيب الشاب وقتها وما يزال يخضع للعلاج.

قال صبري: "أعيش في منطقة أيازاغا، ذهبت لأنام بعد صلاة العشاء، وكانت زوجتي عند الجيران تشارك في حفل عيد ميلاد صديقتها. عادت زوجتي إلى البيت في الحادية عشرة مساء، أيقظتني بفزع قائلة: انهض هناك شيء ما يحدث. التلفاز يعرض أشياء غريبة!".

وتابع: "جميع القنوات كانت تتحدث عن انقلاب يجري في تركيا. اتصلت بأخي وأصدقائي وأبي، فقال لي والدي: يا بني، إنهم يقومون بالانقلاب، وعلينا فعل شيء ما. سألته: هل هناك أخبار من الرئيس أو رئيس الوزراء، وفي أثناء حديثنا الهاتفي قرأ الانقلابيون بيانهم العسكري على تلفزيون (تي آر تي) الرسمي. فقررت التوجه رفقة أصدقائه إلى منطقة "زينجرلي-كوي" وسط إسطنبول، وهناك كانت الأخبار تتوافد".

ويحكي الشاب أن زوجته اتصلت به وحذرته من التوجه نحو الجسر؛ لأنهم أغلقوه وهناك إطلاق نار وجرحى في المكان، لكنه صمم على الذهاب إلى هناك.

ويضيف صبري قائلاً: "سقط رجل أمامي بعد أن أطلقوا الرصاص عليه، ورفعت يدي وقلت لهم اسمحوا لي بأن آخذه واقتربت وأخذته.

الجندي الذي أطلق النار عليه كان يمشي متكبراً، وعاد ليقول للجنود: أطلقوا النار على هؤلاء، موجهاً إلينا الشتائم، ووقتها أُصبت.

سقطت على الأرض ولم أعد أقوى على الحركة، سمعت أصوات الرصاص تعبر من حولي، وحين سكت الرصاص حاولت الوقوف، نظرت إلى قدمي، لم يكن بإمكاني الوقوف، كان واضحاً أن ساقي قد تحطمت وأن الشريان فيها قد قُطع. أدركت هذا لأني تلقيت من قبلُ تدريباً على الإسعافات الأولية. فزحفت إلى الوراء محاولاً الابتعاد عن الجنود.

تم نقلي إلى المستشفى وأنا أربط ساقي بعَلم كان يحمله صديقي، بدا الوضع هناك سيئاً؛ بسبب العدد الكبير للحالات التي نُقلت إلى هناك. كان هناك طبيب واحد يجول بين الجرحى يرسل مَن حالتهم ليست بخطيرة إلى مشفى آخر، ويتابع الحالات الحرجة، وبجانبي كان ثمة مصابون يفارقون الحياة.

أمر الطبيب بنقلي بشكل عاجل إلى غرفة العمليات، وحين استيقظت بعد العملية سألت: هل نجح الانقلابيون في محاولتهم؟ أجاب والدي: الحمد لله، لم ينجحوا.

أعيش بلا ساق لكن لن أعيش بلا وطن

يتابع غوندوز روايته حول ما حدث قائلاً: "قال الأطباء هناك احتمال لبتر ساقي، فقلت إنه يمكن الحياة بلا ساق، لكنها ليست ممكنة بلا وطن".

أشتاق إلى الوقوف للصلاة واصطحاب ابنتي للحديقة

بعد تلك الليلة، تغيرت حياة صبري غوندوز بشكل كلي يقول: "خضعت لـ46 عملية جراحية بعد أن أطلق الانقلابيون عليّ النار بسلاح من نوع G3. تقطع الشريان وتكسرت العظام في طرفي السفلي نتيجة إصابتهم وخسرت ساقي، قال لي الأطباء: سنقطعها، لكني رفضت.

بين 15 يوليو/تموز الماضي وذكراه السنوية هذا الأسبوع، مضى عام تغيرت فيه حياتي كثيراً. عشت الأشهر الثلاثة الأولى بصعوبة بالغة، كنت أمشي متكئاً على العكاز وحركتي قليلة".

صبري هو أب لطفلة في الثانية من عمرها، تطلب منه أن يلاعبها إلا أنه لا يستطيع ذلك.

يقول الشاب للموقع التركي: "أشتاق إلى اصطحابها للحديقة لتلعب، وأشتاق إلى الوقوف في الصلاة".

وعن شعوره بالندم بعد خروجه تلك الليلة للتصدي للجنود الذين حاولوا الانقلابن يجيب الشاب: "لم أشعر بالندم أبداً، وسأخرج ثانية إن ظهر أي انقلاب جديد".

لو كانت المعارضة في الحكم كنت سأتصدى أيضاً للانقلاب

وفيما يتعلق باهتمام الدولة بمن أصيبوا ليلة الخامس عشر من يوليو/تموز، يقول غوندوز: "لم تتركنا الدولة نحتاج شيئاً، فقد أمّنت لنا فرص العلاج حتى في المشافي الخاصة؛ الأمر الذي أنقذ كثيراً من أصدقائي من الوقوع في حالة إعاقة".

عن مشاركته في الحياة السياسية من قبلُ، يقول الشاب: "أنا من منطقة البحر الأسود، وأبي كان ينتمي إلى حزب الرفاه. ترعرعت بين الصراعات السياسية، وعايشت القوميين وكنت في العاشرة من عمري حين حدث انقلاب 28 فبراير/شباط وعايشته من كثب. قبل محاولة الانقلاب الأخيرة، قرأت مقالات تتحدث عن عمليات تطهير ستحدث في تركيا، وحين سمعت عن الانقلاب أدركت أنها فرصتهم الأخيرة".

ويجيب غوندوز بـ"نعم" عن تساؤل فيما إذا كان سيخرج للتصدي للانقلاب لو كان حزب الشعب الجمهوري المعارض يحكم البلاد وحدثت محاولة الانقلاب، مؤكداً: "نعم، لو كان حزب الشعب الجمهوري المعارض هو من يحكم تركيا، وحدثت محاولة الانقلاب كنت سأخرج للتصدي لها، لكن هذا الحزب يصف محاولة الانقلاب بأنها أمر مخطط له (أي تم بإشراف الحزب الحاكم)، ولا أعرف أيهما أكثر مرارة؛ محاولة الانقلاب تلك أم حديث الحزب المعارض عنها؟

ففي الوقت الذي علينا أن نتحد فيه من المخزي سماع مثل ذلك الحديث لجني بعض الأصوات في الانتخابات".

من عاشوا أحداث ليلة الخامس عشر من يوليو/تموز، يغضبهم حقاً سماع هذا الكلام ممن هربوا ليلة الانقلاب وتابعوا أحداثه عبر الشاشات ثم جاءوا ليكتبوا التعليقات حولها.

يضيف "غوندوز": "لم تكونوا هناك. لم يطلق عليكم الانقلابيون الرصاص، لا تعرفون ماذا يعني أن يمر حولك نحو 260 رصاصة.

وعمن يدافع عن الجنود الذين قاموا بمحاولة الانقلاب، قال: "ابني كان على الجسر وهو طالب بريء ولم يكن لديه علم بما يحدث. أقول له: ابنك كان يطلق علينا الرصاص والشتائم ولا يمكنني أن أقبل بما فعل".