حذرمنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن جيمي مكجولدريك، في صنعاء أمس، من أن تركيز الجهود على مكافحة تفشي الكوليرا في اليمن، يهدد بتفاقم الأزمة الغذائية في البلد، مشيراً إلى أن كارثة الوباء تفشت بشكل أكبر بكثير من قدرات القطاع الصحي اليمني على الاستجابة، حيث خرجت عن الجاهزية نحو 45% من المنشآت الصحية والطبية، والمتبقية ليست لديها القدرة على العمل بكامل طاقتها. 

وقال المسؤول الدولي في مؤتمر صحفي: «المنظمات الإنسانية عدّلت برامجها الخاصة بمكافحة سوء التغذية، لتركز مصادرها على مكافحة الكوليرا»، مضيفاً: «إذا لم نجد بديلاً لهذه المصادر، فإن هذا الأمر سيُفاقم أزمة الغذاء». وتابع أن غالبية المساعدات المالية البالغة 1,1 مليار دولار، التي أعلنت عنها دول مانحة في مايو الماضي، لم تصل إلى الجهات المعنية في اليمن بعد. وتابع: «نحاول القيام بكل ما نستطيع، لكن الأمر أكبر مما نحن قادرون على التعامل معه». 

وأشار إلى أن الأمم المتحدة تحاول التواصل مع المجتمع الدولي للمانحين، لحثّهم على دعم قطاع الخدمات المنهار، والمساعدة على تعزيز قدراته في البلاد، ومحاولة تعويض الرواتب عبر المشاورات مع المانحين، موضحاً أن «هذه الجهود مستمرة». 

وقال إنه وفقاً للمعلومات الواردة من منظمة الصحة العالمية، فقد انتشر وباء الكوليرا في 21 محافظة، وإن المحافظة الوحيدة التي لم يظهر فيها الوباء هي سقطرى. وبيّن أن آخر الأرقام الواصلة اليوم من منظمة الصحة العالمية، تؤكد أن عدد حالات الاشتباه بوباء الكوليرا في اليمن، تجاوزت 284 ألف حالة، فيما بلع عدد الوفيات ألفاً و657 حالة وفاة. وأشار إلى أن الوباء ينتشر بشكل كثيف في أربع محافظات أكثر من غيرها، وهي العاصمة، وحجة، وعمران، والحديدة، ويؤثر بشكل أكبر على الأطفال دون الخامسة الذين يمثلون 40% من الحالات المسجلة.