الرئيس «هادي» يوجّه خطاباً هاماً لأبناء الشعب اليمني بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك (النص)

السبت 24 يونيو-حزيران 2017 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - سبأ
عدد القراءات 2960

وجه الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية، مساء اليوم، خطاباً هاماً الى ابناء الشعب اليمني في الداخل والخارج وذلك بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك.

واكد رئيس الجمهورية في خطابه ،على وحدة الصف لمواجهة التحديات والصعاب بأشكالها وأوجهها المختلفة مستدلين بالحكمة والحلم والقوة والصبر والتحمل للمساهمة في البناء وتطبيع الأوضاع ومساندة الحكومة التي تعمل في ظروف صعبه واستثنائية واستطاعت بتعاون كل الخيرين من ابناء وطنا وشعبنا من تجاوز الصعاب والعمل الصادق لخدمة وطنهم ومجتمعهم ووحدتهم وتوافقهم الوطني الذي أجمع عليه مختلف ابناء شعبنا ، رغم كل التحديات التي ندركها ونحسها ونعيش آلامها معكم، سوءا في ما يتعلق بالخدمات او البنية التحتية والوضع الاقتصادي.

وقال الرئيس "سنظل نذكر كل يمني إن هذه الفئة الباغية من مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية هي التي صادرت احلام اليمنيين بالتغيير ، وآثرت ان تشعل الحرائق على ان تغادر السلطة لتحرق البلاد والعباد ، وهي التي أغلقت كل سبل التشاور والحوار جرياً وراء أوهامها المريضة وسعياً وراء انتقام حاقد".

وأضاف رئيس الجمهورية "إننا على ثقة كاملة بأن كلمة الحق ستكون هي العليا وأننا ومعنا صوت الشعب الذي لا يقهر سنكتب كلمة النصر في النهاية حتى وإن طالت بنا الأيام واستبدت بشعبنا الأوجاع والآلام،ولم نكن يوماً دعاة حرب ، ولكن الطريق الذي فرض علينا لن نعود عنه حتى يعودوا الى رشدهم ويحترموا ارادة شعبهم، ويصونوا حقوق جيرانهم ، ويرفعوا الأذى عن شعبهم وعن أنفسهم أولا لو كانوا يعقلون".

وأشار الى ان اليمن على اعتاب انتصارات كبرى جسدها الوعي الشعبي الذي اثبته من خلال صموده ودفاعه عن ارضه وعرضه.. لافتاً الى ان أبناء الشعب اليمني يعيشون اليوم واحدة من ذكريات الصمود والبسالة والتحدي الذي مثله أبناء محافظة عدن الشجاعة في مواجهة ميليشيا الدمار ، انها الذكرى الثانية لتحرير عدن ، والتي كان لعدن المدينة والمدنية والتسامح والتاريخ العريق التي اثبتت وتثبت جدارتها بفضل ابنائها انها دوما عند الموعد في صدارة المشهد مع الوطن المشرق المجيد الذي تمثل عاصمته المؤقتة للانطلاق منها صوب بناء اليمن الاتحادي الجديد.

فيما يلي نص خطاب رئيس الجمهورية...

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

الإخوة المواطنون، الأخوات المواطنات، داخل الوطن وخارجه .

أبناء شعبنا اليمني العظيم .

في هذا اليوم العظيم ، وهذه المناسبة الغالية على شعبنا اليمني وكل شعوب العالم الإسلامي نقول لكل ابناء شعبنا الابي الصابر على كل تل وربوة وجبل وواد وسهل وشاطئ وبحر ، رجالا ونساء ، شيوخا وشبابا ، اطفالا وكهولا "كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك وأيام طيبات علي الجميع ".

إلى رجال قواتنا المسلحة الشجاعة في كل موقع ومترس و معسكر وجبهة وحد وكل موطئ يغيظ العدو ويدافع عن حق الشعب والأمة ، ويحرس مكاسب الشعب وحياض الوطن من كل غادر ومتربص وموتور وحاقد نقول "كل عام وأنتم بخير، وعيد مبارك وايام سعيدة في انتظار الصبح الذي تصنعونه بأيديكم جسارة وبطولة وتضحية ورجولة وشموخا.

الى كل الشهداء الذين ضمهم ثرى هذا الوطن وقدموا ارواحهم رخيصة في سبيله نقول لهم بامتنان عظيم،كل عام وأنتم تضيئون الدروب وتسرجون بدمائكم قناديل الوطن ،كل عام وأنتم في ضمائرنا وكل عام وأنتم أحياء في قلوبنا وأحياء عند ربكم ترزقون .

الى كل الجرحى الذين يكابدون الآلام ويصرون على صناعة التاريخ بدمائهم ودموعهم نقول "كل عام وأنتم بخير وكل عيد وأنتم نياشين في صدور الوطن الظافر بتضحياتكم العظمى ونضالكم الكبير".

إلى رفاق الميدان وشركاء المصير واخوة الدين والنسب ، اخواننا واشقائنا في التحالف العربي ، ابطال الحزم والعزم ورجال الملمات وقت المدلهمات ، أخواننا وأشقائنا في مملكة الحزم والعزم أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان حفظهما الله ، من غيروا وجه الزمن الأغبر حين جاء بأذناب الفرس الى حيث لا مأمن لهم ولا مطمع فوثبوا مع اخوانهم وثبة الاسود وثبتوا مع اشقائهم كتفا بكتف حتى دار الزمن وقطعت اليد الآثمة ، وإنا وأياهم على ذات العزم والحزم حتى يعود الباغون الى الحق ويحكم الله بيننا وبين قومنا بالحق وهو خير الفاتحين ،اليهم والى شعبهم الكريم نقول "كل عام وأنتم بخير واوطاننا ترفل بالخير والسعادة والعطاء ان شاء الله".

إلى اشقاءنا في دولة الامارات العربية المتحدة قيادة وحكومة وشعباً والى دولة السودان الشقيق وكل دول التحالف العربي قيادات وشعوبا ، وإلى كل يد امتدت بالخير الى بلدنا من كل مكان فنصرت حقا وآوت نازحا وداوت مريضا ،إلى كل الأيادي البيضاء التي امتدت بالخير الى بلدنا في نكبته والى شعبنا في نكسته ، وإلى كل حر في هذا العالم وقف موقف حق ونصر قضيتنا العادلة ،اليهم جميعا نقول "كل عام وأنتم بخير ، وكل عيد وشعوبكم بخير ،وإلى أمتنا العربية الكبيرة وأمتنا الإسلامية العظيمة جميعا نقول كل عام وأنتم بخير" .

يا أبناء شعبنا الكريم...

يؤسفني ان يأتي العيد ومن ورائه العيد وبينما نبعث لشعبنا التهاني والتبريكات نبعث معها الاسف لما آلت اليه الأوضاع وما تسببت به ميليشيا الانقلاب من خراب ودمار، وإنه لمن المؤسف أن يأتي العيد وشعبنا يصارع ميليشيا الخراب والموت ويصارع الجوع والحرمان ويصارع الكوليرا والأمراض والأوبئة .

عشرات الآلاف من أبنائنا اليوم مهددون بالموت بسبب وباء الكوليرا بعدما هدمت الميليشيات بيوتهم ودولتهم واحلامهم وتركت مئات الآلاف منهم نازحين بلا مأوى ولا مسكن ولا رعاية .

إنه لمن المؤسف حقا أن يكون سبب كل هذا الشر المستطير مجموعات تدعي أنتماءها للهوية اليمنية وتعيش معنا على ذات التربة اليمنية وتأكل معنا من خيرات تلك الأرض الطيبة وتزعم انتسابها لرسول الانسانية ، وهي تكن كل هذا الحقد الدفين والكراهية المقيتة لليمن ارضا وانسانا وجمهورية وهوية وتاريخا .

 

ليتذكر شعبنا جيدا ، لقد كنا على طريق السلام والوئام والمستقبل ودخلنا في حوار يمني شامل في مؤتمرالحوار الوطني اثمر وثيقة للسلام وأساسا متينا للتعايش وارضية صلبة للمستقبل الآمن برعاية ودعم أقليمي ودولي منقطع النظير.

ليتذكر شعبنا جيدا ، هم من اطلقوا الطلقة الأولى ، وهم من أشعلوا فتيل الحريق الأول ، وهم من سفكوا الدم اليمني أولا ، وهم من تنكبوا الصراط واختاروا لشعبنا هذا الجحيم ، ومن مستنقعاتهم نبت ميكروب الكوليرا ليوزع نفسه على كل البلاد ليحصد ارواح اليمنيين كما حصدتها اسلحتهم الحاقدة .

سنظل نذكر كل يمني إن هذه الفئة الباغية هي التي صادرت احلام اليمنيين بالتغيير ، وآثرت ان تشعل الحرائق على ان تغادر السلطة لتحرق البلاد والعباد ، وهي التي أغلقت كل سبل التشاور والحوار جريا وراء أوهامها المريضة وسعيا وراء انتقام حاقد .

إننا على ثقة كاملة بأن كلمة الحق ستكون هي العليا وأننا ومعنا صوت الشعب الذي لا يقهر سنكتب كلمة النصر في النهاية حتى وإن طالت بنا الأيام واستبدت بشعبنا الأوجاع والآلام ،ولم نكن يوما دعاة حرب ، ولكن الطريق الذي فرض علينا لن نعود عنه حتى تعودوا الى رشدكم وتتركوا باطلكم وتحترموا ارادة شعبكم ، وتصونوا حقوق جيرانكم ، وترفعوا الأذى عن شعبكم وعن أنفسكم أولا لو كنتم تعقلون .

في كل مناسبة وفرصة سنظل نقول لكم إن الحق أحق أن يتبع ، وأن حرصنا على حقن الدم ومراعاة حقوق الدين والقربى تجعلنا نكرر نداءاتنا في كل فرصة نتوخى فيها يقظة ضمير أو صحوة عقل أو صيحة دين ونداء قربى،ونبسط ايدينا في كل مرة من منطلق مسؤليتنا عن الشعب كله واليمن كله ،ذلك هو واجبنا ، وبعد ذلك فإن يد الشعب الباطشة ستطالكم بالعقاب ومن فوقها يد الله التي لا تغلب .

أيها الشعب اليمني الكريم...

بهذه المناسبة العزيزة على قلوب الجميع ، فإنه حري بنا أن نؤكد على وحدة الصف لمواجهة التحديات والصعاب بأشكالها وأوجهها المختلفة مستدلين بالحكمة والحلم والقوة والصبر والتحمل للمساهمة في البناء وتطبيع الأوضاع ومساندة الحكومة التي تعمل في ظروف صعبه واستثنائية واستطاعوا بتعاون كل الخيرين من ابناء وطنا وشعبنا من تجاوز الصعاب والعمل الصادق لخدمة وطنهم ومجتمعهم ووحدتهم وتوافقهم الوطني الذي أجمع عليه مختلف ابناء شعبنا ، رغم كل التحديات التي ندركها ونحسها ونعيش آلامها معكم، سوءا في ما يتعلق بالخدمات او البنية التحتية والوضع الاقتصادي،

ان اليمن اليوم على اعتاب انتصارات كبرى جسدها الوعي الشعبي الذي اثبته من خلال صموده ودفاعه عن ارضه وعرضه ، ونحن نعيش اليوم واحدة من ذكريات الصمود والبسالة والتحدي الذي مثله أبناء محافظة عدن الشجاعة في مواجهة ميليشيات الدمار ، انها الذكرى الثانية لتحرير عدن ، بفضل تضحيات ابناءها الأحرار ومعهم كل الشرفاء من ابناء شعبنا والتحالف العربي وفِي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة ، والتي كان لعدن المدينة والمدنية والتسامح والتاريخ العريق التي اثبتت وتثبت جدارتها بفضل ابنائها انها دوما عند الموعد في صدارة المشهد مع الوطن المشرق المجيد الذي تمثل عاصمته المؤقتة للانطلاق منها صوب بناء اليمن الاتحادي الجديد .

أيها المواطنون الأعزاء ، يا أبناء شعبنا العظيم...

إننا نواجه موجات الإرهاب بكل وجوهه ، واليمن بحاجة إلى التماسك في وجه إرهاب الانقلاب وإرهاب جماعات التطرف والعنف على السواء ، فكلها تتعمد قتل شعبنا تحت مسميات مختلفة .

لقد نبذ ديننا الإسلامي الغلو والتشدد والتطرف بكافة الأشكال والصور باعتباره سلوكاً غير سوي ويمثل خروجاً على مبادئ الدين والأخلاق الإنسانية ، وإذا كان عالمنا اليوم يعاني من تنامي ظاهرة التطرف والإرهاب وما تعكسه من آثار سلبية ومدمرة تقوض أسس الأمن والاستقرار والسلام في أكثر من مكان في العالم، فإن هذه الظاهرة وكما أكدنا مراراً لا تختص بها أمة بعينها أو دين بعينه إنما هي آفة عرفتها كل الأمم والأجناس والأديان وينبغي أن تتضافر جهود المجتمع الدولي من أجل التصدي لها واستئصال شأفتها وإزالة الأسباب والمناخات المشجعة عليها.

ختاما : نكرر تهانينا بهذه المناسبة العظيمة لكل أبناء شعبنا اليمني الصابر في كل مكان والتهنئة أيضاً للأمتين العربية والإسلامية ولكل المسلمين في كل أقطار الأرض ، وهي رسالة سلام وتسامح وحب لكل الإنسانية ونقول للجميع

كل عام وأنتم بخير .. وتقبل الله صالح الاعمال.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن