«الكوليرا» باليمن.. انتشار بمناطق الحوثيين وانحسار بمناطق الحكومة الشرعية

الخميس 22 يونيو-حزيران 2017 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - زكريا الكمالي/ الأناضول
عدد القراءات 2189

كشف أحدث إحصاءات صادرة من منظمة الصحة العالمية بشأن وباء الكوليرا، الذي أودى بحياة 1205 يمنيين حتى مساء أمس الأربعاء، عن تضرر المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) بشكل غير مسبوق، مقابل انحسار كبير في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.

ووفق آخر تقرير صادر عن المنظمة الدولية أمس، ووصلت الأناضول نسخة منه، تم تسجيل 179 ألفا و548 حالة اشتباه بالوباء، بينها 1205 حالات وفاة، منذ عودة الوباء في 27 أبريل / نيسان الماضي.

وأظهرت الإحصاءات تسجيل "أغلب" حالات الوفاة والاشتباه منذ 12 يونيو / حزيران الجاري وحتى الإثنين الماضي في مناطق الحوثيين فقط، فيما شهدت المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية وخصوصا جنوبي وشرقي البلاد، تراجعا ملحوظا.

وفي "الإنفوجرافيك" التالي، تستعرض الأناضول أبرز المناطق المنكوبة بالمرض في جميع المحافظات اليمنية الـ 20 المصابة (من أصل 22 محافظة)، وأكثر الفئات التي شهدت أعدادا للوفيات والإصابات.

- مناطق الحوثيين

المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين هي المناطق الأكثر تضررا من الكوليرا، فالعاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتهم منذ اجتياحها في 21 سبتمبر / أيلول 2014، سجلت أولى الإصابات على مستوى اليمن، ولا تزال الأكثر تسجيلا لحالات الاشتباه بواقع 27 ألفا و134 حالة اشتباه.

وفيما يخص الوفيات، فإن محافظة حجة (شمال غرب) الخاضعة لسيطرة الحوثيين، هي الأكثر تسجيلا لحالات الوفاة، بواقع 181 حالة، تليها محافظة إب (وسط)، وهي خاضعة للحوثيين أيضا، بواقع 163 حالة وفاة، ثم عمران (شمال)، وهي ثاني محافظة سيطروا عليها بعد انطلاقهم من محافظة صعدة، وهي معقلهم (شمال)، وذلك بواقع 120 حالة وفاة.

محافظة الحديدة الساحلية (غرب)، والتي يطالب التحالف العربي بقيادة السعودية (داعم للحكومة الشرعية) الحوثيين بالانسحاب منها مقابل وقف العمليات العسكرية، هي رابع أكثر محافظة في تسجيل عدد الوفيات بواقع 110 حالات وفاة، مقابل 20 ألفا و182 حالة اشتباه، كثاني أكثر محافظة في حالات الاشتباه بعد صنعاء.

وفي محافظة تعز (جنوب غرب)، والتي لا تزال منقسمة بين القوات الحكومية والحوثيين، سجلت منظمة الصحة العالمية 92 حالة وفاة، أغلبها في مديريات "شرعب الرونة" و"التعزية" و"مقبنة"، وجميعها تحت سيطرة الحوثيين.

وخلافا للمناطق التي سيطر عليها الحوثيون منذ سبتمبر / أيلول 2014، وكانت الأكثر تضررا من وباء الكوليرا، لا تزال صعدة خالية من تسجيل أي حالات وفاة مقابل 163 حالة اشتباه فقط.

وأرجع عاملون في قطاع الصحة هذا الوضع إلى نسبة النزوح الكبيرة التي شهدتها المحافظة منذ بدء الحرب، وعدم احتوائها على مخيمات نازحين مثل محافظتي حجة وعمران القريبتين منها، واللتين سجلتا أرقاما مفزعة بوباء الكوليرا.

- مناطق الحكومة

من أصل ثماني محافظات جنوبية وشرقية خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بشكل كامل، لا تزال محافظتا حضرموت وسقطرى خاليتين من تسجيل أي إصابة بالكوليرا بعد تفشي المرض في 20 محافظة.

وسجل الأسبوع الأخير انحسارا في حالات الوفاة بالوباء في المناطق الخاضعة للحكومة، حيث لم يتم تسجيل أي حالات وفاة في محافظات لحج وأبين وشبوة، منذ 12 يونيو / حزيران الجاري وحتى الإثنين الماضي، فيما تم تسجيل ثلاث حالات وفاة في محافظة عدن (جنوب)، وحالة واحدة في المهرة (شرق)، وفق تقرير منظمة الصحة العالمية.

وفي محافظة مأرب (شرق)، الخاضعة بشكل شبه كلي للحكومة، تم تسجيل حالتي وفاة، فيما لم تسجل محافظة البيضاء التي تتقاسم الحكومة والحوثيون مناطقها، أي حالات وفاة.

وتظهر إحصاءات الوفاة منذ تفشي المرض في 27 أبريل / نيسان الماضي، أن محافظة عدن التي تتخذها الحكومة عاصمة مؤقتة للبلاد هي الأكثر تضررا، بتسجيل 37 حالة وفاة، وهو عدد تقول السلطات الحكومية إنه يتم تسجيله خلال أسبوع واحد فقط في مناطق الحوثيين.

وجاءت محافظة أبين الخاضعة للحكومة في المرتبة الثانية، بتسجيل 21 حالة وفاة، فيما تم تسجيل ثماني حالات وفاة في محافظة لحج، مقابل عدم تسجيل أي حالة وفاة في شبوة، وثلاث حالات فقط في مأرب.

وأرجعت وزارة الصحة التابعة للحكومة الشرعية في تقرير لها الخميس الماضي، سبب تركز الكوليرا في مناطق الحوثيين إلى صعوبة وصول الفرق الطبية إلى هذه المناطق، بسبب منع الحوثيين دخول الإمدادات.

وقالت الوزارة إن انهيار البنية التحتية للنظام البيئي الصحي، وتلوث المياه، واختلاط مياه الصرف الصحي غير المعالجة بمياه الشرب، وتراكم النفايات الصلبة، وسيطرة المليشيا (تقصد مسلحي الحوثيين وحلفاءهم من القوات الموالية للرئيس السابق علي عبد الله صالح) على المؤسسات الصحية والمرافق المتعلقة بالبيئة والنظافة، فاقم من تزايد الكوليرا في مناطق الحوثيين.

- الشرائح الأكثر تضررا

وبحسب إحصاءات منظمة الصحة العالمية، يمثل المسنون فوق 60 عاما أكثر الشرائح تضررا بالنسبة إلى حالات الوفاة، بتسجيل 360 حالة وفاة، في حين أن الأطفال هم الأكثر تضررا بالنسبة إلى الإصابة، بواقع 68 ألفا و469 حالة اشتباه.

وسجل الأطفال دون سن الخامسة 162 حالة وفاة، و30 ألفا و635 حالة اشتباه، فيما سجل الأطفال من سن 5 إلى 14 عاما، 173 حالة وفاة و37 ألفا و816 حالة اشتباه.

وسجل الشباب من سن 15 إلى 29 عاما، 110 حالات وفاة، مقابل 45 ألفا و644 حالة اشتباه، فيما تم تسجيل 152 حالة وفاة و27 ألف حالة اشتباه بين من هم في سن 30 إلى 44 عاما.

وبالنسبة إلى من هم في سن 45 إلى 60 عاما، فقد سجل التقرير 181 حالة وفاة، و13 ألفا و224 حالة اشتباه.

وكان المسنون ممن هم فوق 60 عاما هم الأكثر تضررا من حيث الوفيات، حيث تم تسجيل 360 حالة وفاة، مقابل 11 ألفا و459 حالة اشتباه .

وهناك ثماني حالات وفاة مفقودة، ولم يتم تحديدها ضمن أي من الشرائح، وكذلك ألف و93 حالة اشتباه إصابة بالكوليرا، وفق منظمة الصحة العالمية.