الشهيد القشيبي .. بطل في عيون خصومه قبل أنصاره

الأربعاء 07 يونيو-حزيران 2017 الساعة 11 مساءً / مأرب برس - فؤاد رزق / سببتمبر نت
عدد القراءات 6108

في مجلس مقيل بصنعاء كان يجلس عدد من ضباط الحرس الجمهوري الموالي لصالح، وفي ثنايا المقيل قادهم الحديث إلى تذكر معركة عمران ودور الشهيد حميد القشيبي.

كان الجميع يؤكد أن استشهاد القائد القشيبي مثل ضربة قصمت ظهر الجيش اليمني، وحينها تساءل أحدهم قائلا: أتحداكم أن تثبتوا أن يمني بمن فيهم قتلة القشيبي قد قال إن القشيبي خائن أو عميل. وأجاب على نفسه: لا أحد قال ذلك والكل يجمع أنه رجل وطني.

وأضاف: وفق ما أورده محمد هبة – ناشط في وسائل التواصل – “الذين سلموا الجيش للحوثيين أصبحوا حتى في نظر الحوثيين خونة وعملاء، ولم يحظوا بأي اهتمام من قبل الحوثيين وفقدوا كل المناصب التي كانوا فيها”.

كان ذلك هو الشهيد القائد حميد القشيبي قائد اللواء 310 مدرع الذي استشهد وهو في خندق الدفاع عن الجمهورية في الثامن من يونيو 2014، قبيل إسقاط محافظة عمران بيد المليشيا الانقلابية.

وحتى المخلوع صالح الذي اتضح دوره الكبير في التآمر مع الحوثيين على قتل القائد القشيبي من خلال مكالمة مسربة، لم يكن أمامه من خيار سوى قول الحقيقة الواحدة وهي أن القشيبي “بطل” واستشهاده خسارة كبيرة على الوطن.

قالها المخلوع في برقية عزاء إلى أسرة الشهيد القائد حميد القشيبي، ووصف خلالها الشهيد بأنه “أحد أبطال القوات المسلّحة الذي أبلى بلاءً حسناً من أجل الوطن والثورة والجمهورية والوحدة”.

لم يكتف صالح بذلك بل أكد أن رحيل “القشيبي مثّل خسارة كبيرة على الوطن والشعب والقوات المسلّحة والأمن، فقد عاش بطلاً ومات شهيداً، بغض النظر عن مواقفه السياسية”.

هكذا أظهر المخلوع لليمنيين موقفه من الشهيد القشيبي لأنه إن قال خلاف ذلك فسيصطدم بأنصاره قبل خصومه وفق الناشط نصر الحبيشي: “صحيح أن صالح هو من تآمر على قتل القشيبي وسهل إيصال الحوثيين إلى عمران وهدد بضرب أي قوات تتحرك لإسناد القشيبي، إلا أنه في تعزيته لم يجرؤ غير قول الحقيقة الواحدة وهي أن القشيبي (بطل)، ولو قال خلافها لاصطدم بأنصاره أولا”.

قالها ورحل

ورغم مرور ثلاثة أعوام على استشهاد العميد القشيبي ما يزال الكثير على وسائل التواصل يتذكر عبارات الشهيد القشيبي المؤكدة على الثبات والانتصار لليمن وللوطن وشرفه العسكري، وهو الأمر الذي أوفى به وتركه حقيقة يستشف منها الأبطال مواقف الثبات والانتصار.

ينقل محمد أمين عبارة للشهيد القشيبي تقول “سأقاتل ومعي كل الشرفاء من أفراد اللواء 310، ولن أخون شرفي العسكري والقسم الذي عاهدت به الله ثم الوطن على حماية الشعب وسلامة أراضيه”.

كما ينقل عبدالمنعم أحمد عبارة أخرى ملخصها: “لن أخون شرفي العسكري والقسم الذي عاهدت به الله ثم الوطن على حماية الشعب وسلامة أراضيه”.

ولم يتوقف الشهيد القشيبي عند ذلك بل كان يبدو أنه ينتظر أجله المحتوم في ميدان الدفاع عن الوطن، إذ لخص موقفه الذي استشهد من أجله وطبيعة المعركة مع المليشيا الإنقلابية في ثلاثة أبيات شعرية تقول:

دافعت عن حدي وعرضي والكرامة معبدي .. باقي لشعبي لا لمنصب أو رصيد

حفرت لحدي والكفن والبندقية في يدي .. أصد واتصدي ولا جا الموت أنا فيها شهيد

من باع أخوه يهدي بنفسه للعدو المعتدي .. ما كان في ودي أرى شعبي لغازيهم عبيد

عبور الدم

تؤكد وئام الصوفي – صحفية وناشطة – أنه بعد عبور الإنقلابيين على دماء الشهيد القشيبي عبروا بعد ذلك إلى كل مدينة في اليمن فقتلوا ودمروا ونهبوا وفجروا وأهانوا حتى من تواطأ على قتله، لذا لا غرابة أن يكون القشيبي بطلا في عيون خصموه قبل أعدائه.

وتضيف مخاطبة القشيبي: “قتلوك وعبروا فوق دمك إلى كل المدن، لكن يكفيك شرفا أنك قاتلتهم حتى النهاية .. يكفيك شرفا أنهم لم يدخلوا مدينتك وكل المدن اليمنية من بعدها إلا على جثتك، فرحمة الله عليك ياروح الجمهورية”.

ويؤكد حسن الفقيه – كاتب – أنه في “خضم الأزمة الخليجية لن ننسى البطل الشهيد القشيبي الذي تصدى للمشروع الإيراني في وقت مبكر وقال قولته المشهورة: القبر أوفى من الأصحاب إن غدروا”.

ورأى سليمان النواب – ناشط تواصل إجتماعي – أن اللواء 310 بمحافظة عمران الذي كان يقوده العميد القشيبي آخر حصن عسكري دافع عن الدولة اليمنية ضد المدّ الفارسي، وبسقوط اللواء واستشهاد القشيبي هللت فارس بفتح بلاد العرب.

أما سلطان عبدالعزيز فاعتبر أنه برحيل الشهيد القشيبي “رحلت الحرية وعم الظلام أرجاء اليمن، فقد كان القشيبي أنزه وأنظف قائد عرفه وعايشه على مستوى الوحدات العسكرية”.

من هو القشيبي

والشهيد القشيبي هو العميد الركن/ حميد حميد منصور القشيبي من مواليد 1956 مديرية خمر، بمحافظة عمران شارك في قيام ثورة 26 سبتمبر التي أطاحت بالنظام الملكي سنة 1962م، وفي معارك الدفاع عن الجمهورية.

تخرج الشهيد القشيبي من الكلية الحربية 1977م وحصل على الماجستير العسكري من كلية القيادة والأركان في العاصمة العراقية بغداد.

عمل في قيادة الحرس الجمهوري بالسواد قائد بطارية كتيبة المدفعية ثم أركان الكتيبة ثم قائدها ثم أركان حرب لواء مدفعية الحرس الجمهوري، وقائدا لقطاع دمت، وأركان حرب اللواء السادس، وقائدا للواء 310 مدرع قبل استشهاده.