تقرير إماراتي صادم للحكومة الإماراتية حول التجمع اليمني للإصلاح في اليمن

الجمعة 14 إبريل-نيسان 2017 الساعة 05 مساءً / مأ رب برس - خاص
عدد القراءات 6878

طالبت دراسة نشرها اليوم مركز الإمارات للدراسات والإعلام –ايماسك من شيوخ الأمارات العربية المتحدة بسرعة تصحيح العلاقات بين الأخوان المسلمين في اليمن المتمثل في حزب التجمع اليمني للإصلاح بعد إنكشاف عمليات تضليل واسعة تعرض لها صناع القرار في الأمارات العربية المتحدة ضد الإصلاح من قبل جناح متواجد في ابو ظبي أطلقوا عليه جناح يتبع محمد دحلان .

وشدد المركز في تقريره اليوم على ضرورة لقاءً يجمع قيادات دولة الإمارات وقيادات حزب الإصلاح لِفهم وجه نظرهم حول دور الدولة في بلادهم، والاستماع إليهم بنية صادقة حول خططهم المستقبلية وإن كان فيها أي انتهاك أو استهداف لدور الإمارات أو لمصالحها ضمن المصالح القومية مع دول الخليج، بدلاً من شّق الصف اليمني فوق حربه الداخلية والتي لن تؤتي بثمار طيبة على مستقبل الإمارات وأمن دول الخليج جميعها. ويجب أن تعلن نتائج تلك اللقاءات للرأي العام في البلدين.

وأستهل مركز الإمارات للدراسات والإعلام –ايماسك وهو مؤسسة بحثية إماراتيه مستقلة، تعمل مع المستوى الرسمي في الإمارات ,يستند في تحقيق أهدافه إلى إبداع النخبة الفكرية والثقافية بهذا التقرير :

نص التقرير :

شنت وسائل الإعلام الرسمية هجوماً حاداً على حزب التجمع اليمني للإصلاح (إخوان اليمن) بعد ما قِيل إنه هجوم من الحزب على دور الإمارات في جزيرة سقطرى اليمنية الواقعة في البحر العربي حيث تقوم أبوظبي بنشاط تجاري وتنموي ملحوظ.

ونشرت صحيفة الاتحاد مقالاً لرئيس تحريرها محمد الحمادي بعنوان (الإمارات.. مساعدات بلا شروط) ونشره في عدد الأربعاء (12 ابريل/نيسان) وهاجم فيه الحزب اليمني الذي تقاتل قوات الدولة إلى جانب أعضاءه في ميادين القتال المختلفة وقال: "لقد عمل الإخوان المتأسلمون طوال الأيام الماضية على تشويه صورة الإمارات التي تقوم بمساعدة المحتاجين في سقطرى، وقاموا بتأليف الأكاذيب التي لم تنطلِ على أحدٍ، لكن كشفت سوء نياتهم وقبح أعمالهم، وهكذا دائماً تأتيهم الردود عملية وقاصفة يقفون أمامها عاجزين عن الكلام، لقد كشفت الأيام سلوك الإخوان الشرير".

حاول ايماسك (مركز الإمارات للدراسات والإعلام) الوصول إلى المواقع الرسمية باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح وهي (التجمع اليمني للإصلاح) و (الصحوة نت) والذي يوصف بكونه موقع الصحيفة الناطقة باسم الحزب، إضافة إلى القنوات المحسوبة على الحزب وهي (سهيل يمن) و (شباب يمن) وبمتابعة الموقعين الرسميين والقناتين -في شبكات التواصل الاجتماعي وفي يوتيوب- تبين أن الأخبار المتداولة تُعظم دور الإمارات في بلادهم بشكل كبير، وتتداول عمق العلاقة بين الحزب والمملكة العربية السعودية والإمارات. حتى أن موقع (الصحوة نت) نشر خبراً عن احتفال أبناء محافظة تعز (وسط البلاد) بالعيد الوطني للدولة.

حزب التجمع والإخوان

وتشير كلمة لرئيس الحزب (محمد اليدومي) في ذكرى تأسيسه -ونشرها الموقع الرسمي للحزب- إلى الآتي "ويؤكد التجمع اليمني للإصلاح أن تعزيز علاقات اليمن الثنائية بأشقائه في كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ودولة قطر ودولة الكويت وسلطنة عمان ومملكة البحرين يشكل ضرورة لتعزيز أمن واستقرار المنطقة وتوفير مناخات آمنة لاقتصـاديـاتها واستثماراتها".

وكان سبتمبر/أيلول الماضي صحّحَ التجمع اليمني للإصلاح اللبس بشأن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين المصرية أو التنظيم الدولي، وأكد في بيان صادر عن الأمانة العامة للحزب "بعدم وجود أية علاقات تنظيمية أو سياسية تربطه بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لا سيما أن أولويات (الإصلاح) كحزب سياسي هي أولويات وطنية وكل جهوده تنصَبّ مع شركائه من القوى السياسية اليمنية، في إخراج اليمن من محنته الحالية وفي النهوض باليمن من وهدته واستعادة مسيرته السياسية". وكان قيادات في الحزب قد أشاروا لذلك مراراً وتكراراً- حسب ما نشره موقع الحزب- الذي طالعه (ايماسك).

 خطاب مُتزن ورؤية عدائية

فكيف يمكن أن تكون هناك حملة من الحزب ضد الدولة وشيوخها ولم يتم الإشارة إليها في وسائل إعلامهم! بل على العكس يظهر من الخطاب تكريس تعاون بين أعضاء الحزب والقوات الإماراتية الموجودة في اليمن كما أن زعماء عشائر موالين للحزب يلتقون بشكل مستمر بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد كما تشير اللقاءات (الحميمية) عام 2016م.

يظهر من الحملة التي شُنت ضد (إخوان اليمن) التجمع اليمني للإصلاح أن هناك تنظيم مُسبق لها شمل تلفزيون تموله الدولة يدعى (الغد المشرق) وللملاحظة فإن معظم الوسائل الإعلامية التي تحمل لفظ (الغد) كشبيهها (الغد العربي) و (ليبيا الغد) فإن وراءها هو محمد دحلان القيادي الفلسطيني الفار إلى الدولة والذي يعمل مستشاراً في أبوظبي. إضافة إلى مواقع أخرى عُرفت بتمويلها من الإمارات مثل موقع (اليمن العربي) والذي شارك في حملة لم تظهر أي وثائق بأن حزب التجمع يقوم بحملة تشويه ضد الإمارات ودورها في المحافظات الجنوبية وفي سقطرى. وانجرت قائمة طويلة من المواقع الإماراتية التابعة لجهاز أمن الدولة.

وكانت تداولت معلومات منذ فبراير/شباط الماضي بوجود خلافات كبيرة بين الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وأبوظبي على خلفية هجوم طائرة إماراتية على قوات الحرس الرئاسي لـ"هادي" لتحمي متمرداً رفض قرار إقالته من منصبه كمدير لمطار عدن الدولي، وكان هناك اتهامات للإمارات بعرقلة جهود الرئيس اليمني من أجل تأمين المحافظات بشخصيات نزيه غير التي تعتمد عليها أبوظبي؛ وهو ما يسبب خلافاً كبيراً داخل التحالف الذي سقط فيه عشرات الشهداء من جنود الدولة البواسل. لكن يبدو أن السعودية استطاعت حلّ تلك الخلافات.

دور الإمارات لحل الأزمة

 على شيوخ الدولة وكبار قادتها النظر إلى المصلحة الاستراتيجية الكبرى للدولة في تأمين اليمن من الاختلالات من أجل الخروج من الحرب بأقل التكاليف وسّد أي طريق لإيران للسيطرة على مضيق باب المندب الحيوي الذي يؤثر على تصدير النفط الخليجي، بدلاً من خوض جهاز أمن الدولة ووسائل الإعلام التابعة له معارك جانبية وافتعال المشكلات مع المكونات الوطنية اليمنية.

كما أن الموضوع يستدعي لقاءً بين قيادات الدولة وقيادات حزب الإصلاح لِفهم وجه نظرهم حول دور الدولة في بلادهم، والاستماع إليهم بنية صادقة حول خططهم المستقبلية وإن كان فيها أي انتهاك أو استهداف لدور الإمارات أو لمصالحها ضمن المصالح القومية مع دول الخليج، بدلاً من شّق الصف اليمني فوق حربه الداخلية والتي لن تؤتي بثمار طيبة على مستقبل الإمارات وأمن دول الخليج جميعها. ويجب أن تعلن نتائج تلك اللقاءات للرأي العام في البلدين.