خامنئي يرشح رجل دين متشدد لرئاسة إيران .. من هو ولماذا؟

الخميس 06 إبريل-نيسان 2017 الساعة 05 مساءً / مأرب برس-متابعات.
عدد القراءات 3417


فتح الإعلان عن ترشيح رجل الدين المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي عرف خلال الآونة الأخيرة بأنه رجل #المرشد_الأعلى علي #خامنئي، التساؤلات حول أسباب إبراز دوره في الوقت الحاضر، بينما يرى البعض بأنه قد يكون الخليفة المحتمل للمرشد المريض المصاب بسرطان البروستات.

ووفقا لوكالة "تسنيم" الايرانية، قال صولت مرتضوي، المتحدث باسم رئيسي، خلال جلسة "الجبهة الشعبية لقوى الثورة الإيرانية" وهي تجمع لقوى #التيار_الأصولي المحافظ، صباح الخميس، أن إبراهيم رئيسي قدم استقالته من الهيئة المشرفة على الانتخابات وأعلن ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية".

ويتولى رئيسي حاليا ثلاثة مناصب بأمر مباشر من خامنئي، وهي عضويته في مجلس الخبراء، ونائب عام بمحكمة رجال الدين الخاصة، و"سادن العتبة الرضوية في #مشهد".

واشتهر رئيسي داخليا بعضويته في "لجنة الموت" التي شكلت عام1988 بأمر من مرشد النظام الأول روح الله #الخميني والتي قامت بإعدامات جماعية لعشرات الآلاف من السجناء السياسيين.

متى برز نجمه؟

وبرز نجم إبراهيم رئيسي (57) عامًا، منذ أن قام #المرشد_الإيراني في مارس 2016، بتعيينه مشرفا على مؤسسة "آستان قدس رضوي" وهي التي تشرف على إدارة ضريح الإمام الرضا الشهير في مدينة مشهد، والمؤسسات المالية الضخمة التابعة لها، وذلك عقب وفاة رجل الدين عباس واعظ طبسي، الذي تولى المهمة لـ 37 عاما.

ويمثل "آستان قدس رضوي" أحد المؤسسات الكبرى التابعة للصناديق الخيرية الضخمة التابعة بدورها لمؤسسة "بنياد" وهي من المؤسسات الاقتصادية الضخمة التابعة لبيت المرشد، والمعفاة من الضرائب وتشكل نسبة كبيرة من الاقتصاد غير النفطي الإيراني تصل أموالها إلى 20% من إجمالي الدخل الوطني.

تبلغ قيمة عقارات " بنياد" اليوم نحو 20 مليار دولار شاملة حوالي نصف الأراضي في مدينة مشهد، كما أن الشركات التي تمتلكها تشمل شركات كبيرة مثل رضوي للنفط والغاز، شركة رضوي للتعدين، ماهاب قدس، ومجموعة مابنا وشهاب خودرو.

  

ويتميز "آستان قدس رضوي" بامتلاكه عددا من المؤسسات والشركات التابعة وحيازات الأراضي في جميع أنحاء البلاد، حيث أنشأ طبسي خلال 37 عاما امبراطورية اقتصادية وثقافية بمليارات الدولارات في مشهد، ثاني أكبر مدينة في إيران والوجهة الرئيسية للسياحة الدينية.

ولفتت الأنظار نحو رئيسي بشكل أكبر عندما قام قادة الحرس الثوري وعلى رأسهم قائد هذه الميليشيات محمد علي جعفري، وقائد #فيلق_القدس #قاسم_سليماني، وقائد الباسيج السابق اللواء محمد رضا نقدي، بزيارته في مشهد، حيث اعتبرت قوى إصلاحية أن هذه الزيارة كانت بمثابة مبايعة لرئيسي بمباركة المرشد خامنئي.

رئيسي رجل المرحلة

يرى العديد من المتابعين للشأن الايراني بأن نظرة على السيرة السياسية لإبراهيم رئيسي، تدل على أنه رجل المرحلة بالنسبة للمرشد الأعلى، علي خامنئي، حيث أنه أصبح لاعبا أساسيا في #السياسة_الإيرانية.

قضى الرجل جل نشاطه في الجهاز القضائي في إيران حتى أن تم تعيينه منذ 14 شهراً سادنا للعتبة الرضوية بمشهد، تلك المؤسسة الثرية والمتنفذة جداً في الحياة السياسية والدينية والاقتصادية في #إيران.

إبراهيم رئيسي عيّن كمدعٍ عام لمدينة همدان في عام 1980 وكان عمره 20 عاماً فقط وفي العام 1985 عيّن مساعداً للمدعي العام في طهران، حتى أصبح في العام 1988 عضو "لجنة الموت" مع أعضائها الآخرين، حسين علي نيري ومرتضى إشراقي ومصطفى بور محمدي، والتي دبرت وأشرفت على عمليات إعدام الآلاف من السجناء السياسيين، بأمر مباشر من الخميني.

 

تدرج رئيسي في المناصب القضائية بسرعة كبيرة حيث عين منذ العام 1989 حتى 1994 المدعي العام في طهران وبين 1994 لغاية 2004 كان رئيسا للجنة التفتيش في البلاد، وبعدها تم تعيينه كمساعد أول في السلطة القضائية لفترة 10 سنوات، قبل أن يتولى رئاسة العتبة الرضوية بمشهد العام الماضي، كما أصبح منذ 3 سنوات المدعي العام للمحكمة الخاصة برجال الدين.

مرشح لخلافة خامنئي

ويرى متابعون أن ترشيح رئيسي لانتخابات الرئاسة يعتبر اختبارا لشعبيته كونه خليفة محتمل لخامنئي، حيث أن #خامنئي نفسه شغل منصب رئاسة الجمهورية الايرانية لدورتين ( 1981 – 1989) قبل أن يتم تنصيبه كمرشد أعلى بعد وفاة الخميني عام 1989.

وفي السنتين الأخيرتين ومنذ أن أجرى خامنئي عملية جراحية للشفاء من سرطان البروستات، كثرت التكهنات حول من سيخلف المرشد في حال موته المفاجئ.

وفي فبراير الماضي، أعلن المتحدث باسم مجلس خبراء القيادة الإيرانية، أحمد خاتمي، عن تعيين لجنة سرية لاختيار مرشحين لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.

وبينما كشف خاتمي أن هناك مرشحين بالفعل اختارتهم اللجنة، ولم يطلع عليهم سوى المرشد خامنئي نفسه، تداولت الأوساط السياسية في إيران أسماء عدد من الشخصيات السياسية والدينية البارزة في البلاد، على رأسهم إبراهيم رئيسي.

وبعد وفاة رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام الإيراني أكبر هاشمي رفسنجاني، أبرز ساسة البلاد، في 8 يناير الماضي، هناك عدة مرشحين آخرين للمرشد خامنئي ينقسمون بين الإصلاحيين والمحافظين وتحالفاتهم داخل النظام نفسه، بدءاً من مجتبي خامنئي، نجل المرشد الحالي رجل المال والاقتصاد، وصولاً إلى نائب رئيس مجلس خبراء القيادة آية الله هاشمي شاهرودي وهو الرئيس السابق للسلطة القضائية، وكذلك صادق لاريجاني، الرئيس الحالي للسلطة القضائية، بالإضافة إلى رئيس الحالي #حسن_روحاني.

  

وهناك رجال دين أقل حظاً لتولي منصب الولي الفقيه بعد خامنئي، وهم كل من آية الله جوادي آملي، وآية الله محمد تقي مصباح يزدي، المقرب من المرشد وعضو مجلس الخبراء، إضافة إلى رجل الدين المتشدد أحمد جنتي الذي تولى ويتولى مناصب رفيعة في الدولة الايرانية منذ الثورة عام 1979.

لكن الكثير من المتابعين يرون أن علاقة رئيسي القوية بالمرشد والحرس الثوري وتركيز الدعاية في وسائل الإعلام الرسمية عليه، تظهر تحضيرات خلف الكواليس حول توليه منصب المرشد الأعلى بعد خامنئي.

أسباب ترشيح رئيسي لانتخابات الرئاسة

وبالرغم من أن اختيار مرشد بعد خامنئي لا يحتاج استفتاء شعبيا، بل أن خامنئي اختار بنفسه مرشحيه كما أعلن أحمد خاتمي نائب رئيس مجلس خبراء القيادة، لكن محللين يرون بأن أنصار إبراهيم رئيسي الذين يريدونه مرشداً للثورة بالمستقبل، يهدفون من ترشيحه للانتخابات كممثل عن التيار الأصولي إلى تقديمه كوجه مؤثر على مستوى قيادة النظام ولاعبا أساسيا في الساحة على مستوى السلطة والمجتمع.

  

كما أن إبراهيم رئيسي بهذا الترشيح حتى لو لم يفز بالانتخابات، سيكون قد فرض زعامته على التيار الأصولي المتشدد وعلى المحافظين عامة، والذين يهيمنون على أغلب مؤسسات الدولة ومراكز صنع القرار في البلاد، وأن ذلك سيزيد من حظوظه لخلافة خامنئي في المستقبل.