رؤية إماراتية استراتيجية للتنمية في اليمن بتأهيل المطارات والموانئ

الأحد 19 مارس - آذار 2017 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - البيان
عدد القراءات 2338
شكلت إعادة تأهيل البنية التحتية لليمن في المناطق المحررة التحدي الكبير للتحالف العربي لدعم الشرعية حيث إن الانقلابيين احتكروا أهم القطاعات الاستراتيجية، مثل مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة، وقاموا بتدمير كل ما فشلوا في السيطرة عليه، ومنها ميناء عدن ومطارها وكذلك مطارات وموانئ أخرى على طول الشريط الساحل الطويل جنوب اليمن.
وخلال فترة قصيرة بمعايير المشاريع الكبيرة، نجحت الإمارات في إعادة الحياة إلى أهم المرافق الاستراتيجية في اليمن، وفي مقدمتها المطارات والموانئ، لتكون بذل لبنة أولى للتنمية.
وتأتي أهمية هذه المرافق الحيوية كونها وجهة النقل الاستراتيجي لكافة المهام، وعلى رأسها المهام الإنسانية الإغاثية. حيث إن تعطل الموانئ يخلق صعوبات كبيرة أمام سفن الإغاثة لتفريغ حمولاتها، وكذلك الأمر بالنسبة للشحن الجوي في حال بقاء المطارات معطلة.
وإعادة تأهيل المؤسسات والمرافق كان لها أكبر الأثر في عودة الاستقرار إلى العديد من المناطق في اليمن، حيث أسهمت الإمارات في توفير الخدمات الأساسية للمدن المتضررة بهدف عودة النازحين إلى ديارهم وحصولهم على الخدمات الأساسية من كهرباء وماء وصحة وتعليم، كما قامت بالدور الرئيسي في إعادة تأهيل مطار عدن الدولي ليعود لاستقبال طائرات الإغاثة والطائرات المدنية.
وقدمت دولة الإمارات عدداً من الآليات والتجهيزات المتطورة تضمنت حافلات نقل وأخرى خاصة بالدفاع المدني، إضافة إلى تجهيزات خاصة بصيانة المطارات. كما تم إرسال عدد من موظفي المطار والموانئ في عدن إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بهدف تدريبهم وتأهيلهم فيما أسهمت هذه الجهود بشكل كبير في تحرك عجلة التنمية وعودة الحياة إلى طبيعتها في مدينة عدن.
وحققت الإمارات في عملية إعادة تأهيل مطار عدن الدولي إنجازاً كبيراً من خلال الأعمال المتسارعة في هذا الشريان الحيوي الذي تم تدميره بشكل كلي من قبل المتمردين الحوثيين.

وعمل فريق فني إماراتي متخصص وشركات فنية على مشروع متكامل لإعادة تأهيل المطار من جديد واستئناف نشاطه الطبيعي وتمكن الفريق من تشغيله واستقبال عشرات الطائرات الإغاثية والمدنية الأخرى بنقل العالقين والنازحين وإقلاع طائرات الجرحى اليمنيين.
ميناء عدن
وفي موازاة تأهيل المطار، بذلك دولة الإمارات جهوداً كبيرة لإعادة إصلاح ميناء عدن رغم التدمير والخراب الذي أحدثته المليشيات أثناء احتلالها لعدن لعدة أشهر.
وتكفلت الإمارات بإعادة تأهيل الميناء وإعادته للخدمة، وتم ذلك بسرعة كبيرة ليعمل بكل طاقته وبصورة أنشط من السابق، وليتاح لاحقاً تطوير عمليات الإصلاح التي مازالت جارية لتوسيع طاقة التخزين للميناء الاستراتيجي.
وتعرض ميناء عدن لعمليات فساد وتخريب على مدى سنوات أنهكت الاقتصاد اليمني إلا أن الميناء بدأ يستعيد عافيته بشكل كبير جدًّا، بعد أيام قليلة فقط من دحر مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع من مدينة عدن، وذلك بعد تولي دولة الإمارات العربية مهام تجهيزه وإصلاح الخراب والدمار الذي خلفته الميليشيات.
وتسبب توقف الميناء خلال الشهور الأولى لتحرير عدن بسبب تدميرها من قبل الحوثيين، بشل الحركة التجارية في عدن وبقية المحافظات، غير أن عودة الاستقرار والجهود المتسارعة التي قدمتها دولة الإمارات لإعادة تأهيل الميناء ساهمت بإعادة الحركة التجارية النشطة للميناء، وشهدت انتعاشاً غير مسبوق منذ سنوات عدة.
ويأتي هذا الانتعاش لميناء عدن لكونه المنفذ الوحيد حالياً لليمن، وبلغت الطاقة التخزينية للميناء نهاية نوفمبر الماضي 110 في المئة، الأمر الذي شكل تحدياً كبيراً لإدارة الميناء، ما دفعها إلى إيجاد حل إسعافي وطارئ.
وفي هذا السياق، أعلنت مـؤسسة موانئ خليج عـدن جاهزية كاملة مـيناء عـدن لاستقبال حركة الحاويات والبضائع المختلفة.
وذكرت المؤسسة في بيان صحافي أول من أمس أن ما يميز مـيناء عـدن أيضا هو قدرته الاستيعابية لكل أنواع البضائع والأنشطة الملاحية حيث يعتبر الميناء الوحيد في اليمن الذي يستطيع مناولة جميع أنواع البضائع دون استثناء كما يقدم خدمات أخرى كثيرة للسفن مثل التمون بالوقود والمياه والصيانة والبقاء للانتظار وتبديل البحارة إلى جانب خدمة البحث والإنقاذ.
إنعاش حضرموت
وفي حضرموت، بدأت دولة الإمارات فور تحرير المحافظة من سيطرة تنظيم القاعدة الإرهابي العام الماضي بدأت بالشروع في تأهيل مطار الريان وكذلك ميناء المكلا.
ووصلت أول طائرة إغاثة إماراتية إلى هناك في مايو 2016.
وطوال العام الذي خضعت فيه مدينة المكلا والبلدات القريبة منها لسيطرة عناصر الإرهاب، عانى سكان مناطق حضرموت مشقة السفر إلى الخارج، وأجبروا على الانتقال براً إما إلى صنعاء يقطعون خلالها نحو 12 ساعة، أو يقطعون المسافة نفسها إلى الحدود العمانية، وما يرافق ذلك من تعقيدات الحصول على تأشيرة مرور السفر إلى بلد آخر.
وحملت الطائرة الإماراتية الأولى إلى مطار الريان 20 طناً من الأدوية والمعدات الطبية، مقدمة من الهلال الأحمر الإماراتي، تشكّل جزءاً بسيطاً من جسر جوي تسيره دولة الإمارات إلى المكلا، كما أنها تستكمل التجهيزات اللازمة لإعادة تشغيل الرحلات التجارية إلى المطار والتي ستفتتح خلال أسابيع.
 وقامت الإمارات كذلك بتأهيل ميناء المكلا لعد إصلاح ما خلفه الإرهابيون من عبث وتخريب حيث كانوا قد اتخذوا الميناء منفذا للتهريب.
وتوضح المساهمات الإماراتية الكبيرة في تأهيل المرافق الاستراتيجية رؤية تنموية شاملة تعتمد على أنه بدون بنية تحتية صالحة للنمو لا يمكن التقدم في مسيرة التنمية في اليمن.
يمتد ميناء عدن للحاويات على طول 700 متر، وعمق بحري 16 متراً، وينقسم إلى رصيفين، يبلغ كل رصيف منهما 350 متراً، وتنتصب فيه سبع رافعات جسرية، منها 5 رافعات نوع ريجيانا، تبلغ الحمولة الآمنة لكل منها 40 طناً. وتبلغ المساحة الأرضية لخزن الحاويات 5705 حاويات فئة 20 قدماً، أما مساحة الخزن، بارتفاع ثلاث رصات، فتبلغ 17065 حاوية.
نتيجة للاستقرار الأمني الملموس في محافظة عـدن، وإلغاء جميع نقاط التفتيش التي استحدثت بعد الحرب على طول الطريق في المناطق المحررة، تمكنت محطة الميناء من مناولة حوالي 270 ألف حاوية نمطية، ومعلوم أن 90-95 % من الواردات تخص المناطق الشمالية في اليمن.
يواصل مكتب التقنية للغوص بالمكلا، عملية انتشال القاطرة البحرية القديمة، واستعانت بمحترفي غوص من ميناء المكلا، الذين لديهم خبرات كبيرة بالمواقع البحرية، وتمكنت بواسطة رافعة برية متحركة (كرين)، من استخراج 26 طناً من أجزاء القاطرة الغارقة، بين محركات وبعض الأجزاء.
قامت دولة الإمارات بتقديم المساعدات العاجلة لانتشال المرافق والمنشآت الصحية، وإنعاشها بجملة من المشاريع، ضمن الاستجابة الإنسانية ومساعدة اليمن، ودعم استقراره والنهوض بالقطاعات الأساسية على وجه التحديد، حيث بلغت جملة المساعدات المقدمة لقطاع الصحة، أكثر من 75 مليون دولار حتى نهاية عام 2016.
توافد مواطنون خليجيون للتبرع بالدم لضحايا قصف مسجد كوفل في مأرب، الذي استهدفته مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية بصواريخ أثناء أداء صلاة الجمعة. ودشنت حملة «دماء الخليج في أجساد يمنية»، عيادة شهداء الوطن، بإشراف كادر طبي إماراتي سعودي.