التفاصيل الكاملة لواقعة احتجاز الانقلابيين وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنعه من دخول تعز

الثلاثاء 28 فبراير-شباط 2017 الساعة 04 مساءً / مأرب برس-خاص.
عدد القراءات 2509


منعت مليشيا الحوثي والمخلوع ،صباح اليوم الثلاثاء، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "ستيفن أوبراين" والوفد المرافق له من دخول مدينة تعز، عبر منفذين تسيطر عليهما المليشيات، غرب المدينة.

 

وكان من المنتظر أن يصل السيد أوبراين، مدينة تعز اليوم، تلبية لدعوة محافظ تعز ،علي المعمري، الذي دعا وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لزيارة المدينة والاطلاع عن قرب على الوضع الإنساني فيها، وتفقد منشئاتها الصحية - على وجه الخصوص - وغيرها من المرافق الحيوية.

 

وأقدمت المليشيات الانقلابية على افتعال معركة وهمية، وإطلاق النار في الهواء لإيهام وفد الأمم المتحدة أن هناك معركة ستمنعهم من دخول المدينة. وحاول الوفد الدخول من منفذ "حذران" بعد أن حاول من منفذ "غراب"، قبل أن يكرر الانقلابيون ذات المسرحية باختلاق معركة وهمية.

 

ومنذ ساعات مبكرة من صباح اليوم، شنت مليشيا التمرد قصفا عشوائيا على الأحياء السكنية والمناطق القريبة من خطوط التماس في الجانب الغربي للمدينة، كما قصفت مواقع الجيش الوطني؛ في محاولة منها لجره إلى الرد، وهو الأمر الذي امتنع عنه أفراد الجيش؛ حفاظا على هدوء المنفذ الذي كان ينتظر وفد الأمم المتحدة الذي سيزور المدينة.

 

وكان محافظ تعز قد دعا الأمم المتحدة إلى سرعة العمل على فك الحصار عن المدينة، والسماح للمساعدات الإنسانية بالدخول اليها، وإغاثة المدنيين، ومضاعفة جهود المنظمات لتخفيف وطأة الحرب على المدنيين. جاء ذلك خلال لقائه ،أمس الاثنين، بوفد الأمم المتحدة في العاصمة المؤقتة، عدن.


في ذات السياق قال وكيل محافظة تعز رشاد الاكحلي " إن المليشيا الانقلابية قامت بمنع الوفد الاممي من الدخول من منفذ غراب وتحويل مسار الدخول عبر منفذ السمن والصابون واحتجازهم هناك وقيامهم بقصف شديد على مواقع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في غراب وحذران وجبل هان وإطلاق القذائف باتجاه الوفد الذي كان باستقبالهم" .

 

وأضاف الاكحلي في مؤتمر صحفي "كنّا نعول على هذه الزيارة لاطلاع الوفد الامم على الاوضاع المأساوية التي تعيشها محافظة تعز نتيجة الحرب الحاقدة والحصار الخانق وحالات النزوح الجماعي والتشريد واستهداف المنشآت الخدمية والاحياء السكانية من قبل المليشيا الانقلابية ،وكنا نأمل أن يدخل الوفد بقوة القانون الدولي والامم المتحدة وعدم استكانتهم لماتفرضه المليشيا الاجرامية من إجراءات تعسفية باستخدام القوة حتى في وجه الامم المتحدة وفرض قيود عليها ورفضها دخول الوفد الى مدينة تعز وهذا بحد ذاته استهتار بمكانة الامم المتحدة وعدم الالتفات الى دورها الإنساني ومنعها من الاطلاع على أوضاع مدينة محاصرة منذ أكثر من عامين" .

 

من جهته اكد وكيل المحافظة عارف جامل أن رفض المليشيا واحتجازها الوفد الاممي دليل واقعي على مايعيشه أبناء مدينة تعز من حصار جراء إغلاق المداخل وأهمية تدخل الامم المتحدة لإزالة الحصار وفتح المنافذ أمام المواطنين.

 

من جهته اوضح مدير مكتب الصحة العامة والسكان في المحافظة الدكتور عبد الرحيم السامعي أن التنسيق مع الوفد الاممي جاء للاطلاع على واقع معاناة المواطنين وما تتعرض له المنشآت الصحية والخدمية من استهداف من قبل المليشيا ،واحتياج المدينة للإغاثة الطبية وإمكانية فتح ممرات إنسانية لدخول الاغاثة والمساعدات..معتبرا ان ما واجهه الوفد من منع للدخول تعد تجربة واقعية للاجراءات القسرية وفرض الحصار الخانق على سكان المحافظة.

 

وقال مستشار المحافظ نبيل جامل " أنه تم الاتفاق على خارطة طريق لوصول الوفد الاممي الى داخل المدينة وتأمينه لكن مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية قامت بافتعال معركة وهمية بقصف مواقع الجيش الوطني وارباك المشهد حتى لا يدخل الوفد الاممي للاطلاع عن قرب على الاوضاع المأساوية ".

 

وناشد جامل الامم المتحدة لاتخاذ إجراءات رادعة لهذه المليشيا وتحميلها المسئولية لمنعها من إكمال مهمتها والاطلاع على الاوضاع في مدينة تعز .

الجدير بالإشارة أن مليشيا الحوثي والمخلوع تفرض منذ أكثر من عام ونصف حصارا على مدينة تعز، من 3 اتجاهات رئيسية، وتجبر المدنيين على سلك طرق وعرة وأبعد من الطرق الرئيسية بما يقارب خمسة أضعاف الوقت والمسافة، مقارنة بالطريق الرئيسي