دلالات المساعي اليمنية لتصنيف الحوثيين جماعة إرهابية

الأربعاء 22 فبراير-شباط 2017 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - الجزيرة
عدد القراءات 1554
انتهزت الحكومة اليمنية فرصة تغير الموقف الأميركي تجاه الحوثيين، وطلبت من الأمم المتحدة تصنيفهم جماعة إرهابية، وهو طلب رأى محللون أنه تأخر كثيرا.
وفي الرسالة التي وجهها السفير اليمني لدى الأمم المتحدة خالد اليماني إلى الأمين العام الأممي أنطونيو غوتيريش، اتهم اليمن إيران بأنها تشكل خطرا على الملاحة الدولية في مضيق باب المندب من خلال دعمها للحوثيين في مهاجمة عدد من السفن، مؤكدا أن إيران مستمرة في تسليح الحوثيين بما يؤدي إلى تغذية استمرار الحرب في اليمن.
ويأتي الطلب اليمني في ظل تغيرات شهدها الموقف الأميركي من الحوثيين لأول مرة، وتزايد التوتر بين طهران وواشنطن، حيث صرح مستشار الأمن القومي المستقيل مايكل فلين بأن الحوثيين منظمة إرهابية مرتبطة بإيران داعمة الإرهاب الدولي، حسب قوله.
انتهاء الضغوط
واعتبر الباحث السياسي ياسين التميمي أن رسالة اليمن إلى الأمم المتحدة تؤشر إلى دخول الأزمة مرحلة جديدة في ظل التغيرات الكبيرة في مواقف اللاعبين الدوليين والإقليميين حيال الحرب في اليمن.
وقال للجزيرة نت إن الحكومة اليمنية تنهي بهذه الرسالة مرحلة من الضغوط التي تعرضت لها، وخصوصا من جانب واشنطن والأمم المتحدة، للتعامل مع الحوثيين كطرف سياسي وليس منظمة إرهابية انقلبت على الشرعية وأدخلت البلاد في "أسوأ حرب أهلية".
وأضاف أن الرسالة تعيد صياغة العلاقة بين الحكومة والانقلابيين، وتحاول أن تستثمر قرار مجلس الأمن رقم 2216 الذي يشدد على إنهاء الانقلاب ويوقع العقوبات بقيادات حوثية وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ونجله أحمد قائد الحرس الجمهوري السابق، وهو تحول في غاية الأهمية لحكومة عبد ربه منصور هادي.
وأشار التميمي إلى أن خريطة الطريق التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، والتي دفع بها وزير الخارجية الأميركي السابق جون كيري، حاولت إقصاء هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر من المشهد السياسي، وهو ما يمثل مكافأة سياسية للحوثيين وصالح على انقلابهم.
ورأى التميمي أن الرسالة تستثمر التحول في الموقف الأميركي حيال الحوثيين الذين كانوا محل "رعاية ودعم" من الإدارة السابقة، وهو جزء من موقف يستهدف إيران وتوابعها بالمنطقة، خاصة بعد استهداف الحوثيين سفنا حربية أميركية وسعودية وإماراتية.
فيتو أميركي
من جانبه أكد الناشط الحقوقي خالد الآنسي أن مليشيا الحوثي ارتكبت من "جرائم الإرهاب" ما لم تجرؤ عليه أي جماعة أخرى، و"كانت المشكلة في غض طرف المجتمع الدولي عنه، وحماية أميركية لهم بذريعة أنهم أقلية دينية".
وقال الآنسي إن أميركا لم تتحرك ضد الحوثيين إلا بعد أن تعرضت بارجتها لهجوم حوثي، ورأى أن "الطلب اليمني يدل على أنه كان هناك فيتو أميركي ضده وأنه لم يعد موجودا".
ولفت الآنسي إلى أن آخر تصريحات للرئيس هادي ورد فيها أن سبب تأخر تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية هو رفض إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.
ورأى الصحفي والناشط محمد الأحمدي أن الطلب اليمني تأخر كثيرا بالنظر لعدة اعتبارات، في مقدمتها العنف الذي يعتمده الحوثيون إستراتيجية تحقق غايات سياسية، وهو الضابط المشترك للتعريفات الخاصة بالإرهاب، فضلا عن سجلها الحافل بالانتهاكات وثقافتها "التكفيرية".
واعتبر أن "الفخ الخطير الذي وقعت فيه الأمم المتحدة واعتبر سابقة خطيرة هو القبول بالحوثيين، رغم تمسكهم بالعنف، كمكون سياسي في مؤتمر الحوار باليمن الذي انقلبوا عليه بالتحالف مع صالح".
وأضاف الأحمد أنه لطالما أسيء استخدام مصطلح الإرهاب في سياق القمع السياسي، لكن بالنسبة لجماعة عنيفة كالحوثيين فإن أبسط قراءة في مبادئ القانون الدولي تجعل مصطلح الإرهاب أقل وصف بحقها.