كان لزاماً على من يشاهد الطفل السعودي متعب أن يعجب به؛ إنه يتحرك كالمصوّرين من أصحاب الخبرة والحرفة في المناسبات، يلتقط صورة هنا وأخرى هناك، يزاحم المصوّرين لالتقاط صورة لشخصية مشهورة في احتفال أو مهرجان.

ليس من الصعب اكتشاف موهبة هذا الصغير وتعلّقه بالكاميرا والتصوير، إذ يشير إلى ذلك ولعُه بتصوير الناس، والأماكن، والفعاليات المختلفة؛ أهمّها الرياضة، وأبرزها سباق الخيل.

في حديثه لـ "الخليج أونلاين"، يكشف متعب عبد العزيز الحضيف، الذي يبلغ من العمر 10 سنوات، أن انطلاقته الأولى في عالم التصوير بدأت في عام 2013، أي بعمر ست سنوات.

حمل متعب كاميرته منذ ذلك الحين، وكانت رفيقته التي يوثّق من خلالها المناسبات التي يحرص على حضورها، والفعاليات الاجتماعية والوطنية والرياضية المختلفة.

يقول متعب إنه يكتسب الخبرة في كيفية التقاط الصور، والتعامل مع الكاميرا، والأحداث التي يلتقطها؛ من خلال المصوّرين، "كل مصور هو قدوة لي أستفيد من خبراته"، بدورهم، فإن المصوّرين أحبّوا سعي متعب لأن يكون مصوّراً، لذلك يقدّمون له النصائح والتعليمات.

في سباق للفروسية، أعجب وزير الحرس الوطني السعودي، الأمير متعب بن عبد الله، بالمصوّر متعب، فذلك الصغير يتحرّك كالمصوّرين الكبار للحصول على لقطة متميّزة، كان ذلك قبل عامين، فأظهر الوزير اهتماماً به، وشجّعه على الاستمرار، ومنذ ذلك الوقت، يقول متعب، إنه أجيز بتغطية سباق الفروسية كل أسبوع.

كان للكاميرا المتطوّرة التي أهداها وزير الحرس الوطني السعودي للمصوّر متعب، أهمية كبيرة بالنسبة إليه؛ فهي ساعدته في الحصول على صور بدقّة عالية، كذلك هي تجعله يلتقط صوراً بسرعات مختلفة، خاصة في التصوير الرياضي، ومنها سباقات الخيل.

وقوف أهله إلى جانبه، ساعد متعب كثيراً في بروز موهبته، وطموحه أن يقيم معرضاً كبيراً خاصاً بأعماله الفوتوغرافية، وعائلته تساعده في ذلك، مؤكداً أنهم يسعون لإنشاء "استديو" صغير في المنزل، يمكّنه من تطوير موهبته.

ينتظر متعب رد موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية، التي أرسل لها طلباً بالانضمام إلى قائمتها بوصفه "أصغر مصوّر في العالم"، في حين حقّق قبل ذلك لقب أصغر مصوّر في السعودية والشرق 

الطفل متعب بعمره الصغير حقّق الكثير من الأحلام التي يتمنّى أن يحظى بها كثيرون غيره، فهو التقى شخصيات كبيرة بارزة والتقط لها الصور؛ من أهمها عاهل السعودية، الملك سلمان بن عبد العزيز.

لكن حلماً واحداً لن يستطيع تحقيقه، وهو نادم على ذلك؛ إذ فاته، "كانت أمنيتي تصوير بابا عبد الله، الله يرحمه (الملك عبد الله بن عبد العزيز)"، وكان الموت أسرع من تحقيق أمنية متعب.