هل سيحارب ترامب "الإخوان" ويصنّفهم كـ"إرهابيين ؟ وعلى ماذا سيستند ؟

الثلاثاء 24 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - شمس الدين النقاز
عدد القراءات 2608

 

مع تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب في منصبه خلفا لباراك أوباما، يرى مراقبون أن ملف الإخوان المسلمين سيحتل صدارة الملفات الخارجية صلب الإدارة الأمريكية الجديدة التي تصدر مناصبها ثلة من المتطرفين المجمع على تطرفهم في الداخل والخارج.

ترامب الذي أكد خلال حملته الإنتخابية، أن تعاطيه مع ملف الإخوان المسلمين سيكون مختلفا عن سلفه الديمقراطي باراك أوباما، وهو ما ترجمه مستشاره السياسي وليد فارس، بقوله في أول تصريح له عقب فوز الملياردير الجمهوري برئاسة الولايات المتحدة، إن الأخير "سيمرر مشروع اعتبار الإخوان المسلمين جماعة إرهابية"، ينتظره طريق مليء بالألغام القابلة للإنفجار في أي وقت.

المتطرف وليد فارس، زعم في ذلك الوقت أن يكون إعلان الإخوان تنظيما إرهابيا، المشروع الأول الذي سيتقدم به ترامب لمجلس الكونجرس شيوخا ونوابا سواء لإقرار القانون مجددا أو التوقيع عليه، وهو ما سارع إلى تنفيذه عضوان جمهوريان في الكونغرس الأمريكي، من خلال مشروع قرار لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة "المنظمات الإرهابية" الأجنبية بحجة توفر شروط ذلك.

فقبل أيام، قدّم السيناتور تيد كروز، من ولاية فلوريدا، بالاشتراك مع السيناتور ماريو دياز بالارت، مشروع قرار لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على قائمة "المنظمات الإرهابية" الأجنبية بحجة توفر شروط ذلك.

ويستند مشروع قرار إدراج الإخوان المسلمين على قائمة الإرهاب الأمريكية، على جملة من الأمور أبرزها تصنيف كل من السعودية والإمارات ومصر وروسيا للجماعة على أنها "إرهابية"، والثلاث الأولى منها دول إسلامية، كما أشار إلى أن أعضاء الإخوان الموجودين في أمريكا يسعون لتطبيق الشريعة الإسلامية.

وفي 14 أبريل 2016، جدّدت الولايات المتحدة رفضها لاعتبار جماعة الإخوان المسلمين في مصر "منظمة إرهابية"، وذلك ردا على دعوة بعض المشرعين في الكونغرس لذلك، وقال آن باترسون مساعدة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لشؤون الشرق الأوسط، في تصريحات سابقة إن "موقف الإدارة الأمريكية ووزارة الخارجية لسنوات عدة يتمثل في أن جماعة الإخوان المسلمين ليست منظمة إرهابية لأن الجماعة رفضت العنف قبل أعوام عديدة، كما أنهم يمثلون حزبا سياسيا يحظى بالشرعية في العديد من دول الشرق الأوسط".

بدوره دافع جون كيري عن قرار وزارته عدم إدراج جماعة الإخوان المسلمين المصرية على قائمة "المنظمات الإرهابية"، حيث قال في شهر فبراير الماضي "إن الإدارة الأميركية تجري تقييمات مستمرة لوضع الجماعة".

وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية مطلع الأسبوع الماضي، أن ريكس تيلرسون المرشح لتولي وزارة الخارجية، ومايك بومبيو المرشح لمنصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" وجيمس ماتيس المرشح لتولي وزارة الدفاع، يدعمون فكرة ترامب لتصنيف الإخوان المسلمين كجماعة "إرهابية".

 

وفي هذا السياق، يرى الناشط السياسي الأمريكي من أصل فلسطيني خالد الترعاني، في تصريح لموقع "الخليج أونلاين" أن "تمرير مثل هذا المشروع سيكون المرة الأولى التي تضفي فيها أمريكا صفة الإرهاب على أي منظمة استنادا إلى منهجها الفكري فقط".

 

ويضيف الترعاني أن "هذه السابقة الخطيرة ستكون لها تداعيات محلية ودولية، منها أن هذه السابقة ستكون مقدمة للنيل من وجود المسلمين الأمريكيين في منظمات المجتمع المدني الحقوقية والدينية والسياسية والاجتماعية والتعليمية".

رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، وفي أول تصريح له بعد تنصيب ترامب رئيسا للولايات المتحدة، قال إن "الإسلام دين معترف به في الولايات المتحدة الأمريكية ومن يشعر بالخطر إزاء سياسة الرئيس الامريكي دونالد ترامب هم الإرهابيون وليس المسلم الملتزم بدينه والداعي إلى السلم".

تصريحات الغنوشي التي تبدو متفائلة وحذرة في نفس الوقت، تبدو مستندة على تطمينات قد تلقاها الحزب الذي أعلن انسلاخه مؤخرا عن جماعة الإخوان المسلمين، من جهات مقربة من الإدارة الأمريكية الجديدة، فالحركة الوسطية قدمت نفسها ولازالت للغرب على أنها تنبذ التطرف والأصولية والإرهاب بل أعلنت أنها مشاركة في الحرب عليه داخليا وخارجيا.

لا أحد يأمن دونالد ترامب، فالرجل أعلن الحرب على الجميع، حتى أن كبرى وسائل الإعلام الأمريكية لم تسلم من نقده ووعيده بالحرب المفتوحة عليها، كما أن خطابه الإفتتاحي المتطرف الذي ربط فيه الإسلام بالتطرف لن يزيد الأوضاع إلا سوءا وفق ما يؤكد ذلك مراقبون، فقد تعهد الرئيس الأمريكي الجديد في خطاب التنصيب بأن رؤية "أميركا أولاً" ستحكم جميع قرارات بلاده من الآن فصاعدا، جنبا إلى جنب مع تعزيز التحالفات "ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف" الذي وعد بإزالته تماما من على وجه الأرض.