الحكومة اليمنية تخنق الانقلاب وولد الشيخ يعود من عدن خائبا والتحالف يتقاسم المهام "تقرير"

الإثنين 16 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 08 مساءً / مأرب برس - خاص - وحدة التقارير
عدد القراءات 6935

في الوقت الذي حققت فيه القوات الحكومية مكاسب عسكرية كبيرة، على أطراف العاصمة صنعاء، أنهى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الإثنين، زيارة قصيرة إلى مدينة عدن، جنوبي اليمن، التقى خلالها الرئيس عبدربه منصور هادي، دون أي مؤشرات على انفراجة في مسار السلام المتعثر منذ أشهر.

فقد تمكنت وحدات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، اليوم الاثنين، من تحرير مواقع جديدة في منطقة نهم شرق صنعاء، حيث تمكنت من تحرير جبل رشح وجبل النخش بالكامل وتبتي التوجيه والجروف وعشر تباب أخريات، وسط فرار الميليشيات الانقلابية مخلفة قتلى واسلحة وعتاد.

وفيما سيطرت تلك الوحدات على مخزن لأسلحة المليشيات في جبل الرشح يحتوي ذخائر متنوعة وعددا من الصواريخ الموجهة، تخوض وحدات أخرى من الجيش الوطني معارك مستمرة مع الميليشيات في جبال حلبان وتتقدم باتجاه منطقة الحول وقرية ضبوعة.

دلالات التصعيد

مراقبون محليون أوضحوا بان القوات الحكومية تواجه صعوبات كبيرة في التقدم هذه الجبهة، مع استماتة الحوثيين وقوات صالح في الحفاظ على مواقعهم، بالاستفادة من الطبيعة الجبلية الوعرة لمديرية نهم، مؤكدين انه لا يمكن الحديث عن تحول مهم في هذه الجبهة الحساسة قبل تقدم القوات الحكومية الى منطقة نقيل بين غيلان المطلة على تحصينات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع عند ابواب العاصمة صنعاء الشرقية والشمالية، وأنه بدون هذا التقدم تظل المواجهات هناك مجرد معارك كر وفر.

وأكد المراقبون في حديث لـ"مأرب برس"، ان هناك ارتباط وثيق بين التصعيد العسكري غير المسبوق في جبهات القتال عند الساحل الغربي على البحر الاحمر ومحافظات الجوف وشبوة ومأرب ومحيط العاصمة صنعاء، ورغبة الاطراف المتصارعة في تحقيق مكاسب على الارض قبل الانخراط في جولة جديدة من المفاوضات تأمل الامم المتحدة في انعقادها بحلول مطلع الشهر المقبل .

وأشارو الى ان هناك قناعة لدى الحكومة اليمنية وحلفائها الاقليميين، وحتى بعض الاطراف الدولية الراعية لعملية السلام في اليمن، ابنه لا يمكن تحريك حالة الجمود والانسداد في مسار المفاوضات المتوقفة منذ مطلع اغسطس الماضي، دون احراز تقدم عسكري على الارض يجبر الحوثيين والرئيس المخلوع على العودة الى طاولة الحوار.

تقاسم المهام وخنق الانقلاب

بدوره قال الخبير والمحلل السياسي علي الذهب، أن هنالك تقاسما في المهام العسكرية بين قطبي التحالف، وهما: السعودية، والإمارات، بحيث أسندت مناطق الساحل بشكل رئيس للإمارات، فيما تتولى السعودية مناطق الداخل والحدود البرية والبحرية الواقعة بينها وبين اليمن، مشيرا الى ان ما يجري الآن من تقدم في جبهات البر والساحل، يصب في هذا التقاسم، وكل منهما معه أطراف من الشرعية التي تنسجم معه.

وأكد الذهب في حديث لـ"مأرب برس، ان المعركة كما يبدو، ماضية في طريقها لدحر الانقلاب، بأي أداة، سياسية او عسكرية، وما سيحقق ذلك سيغني عن الآخر، ولا أتصور أن تحرير صنعاء سيكون سهلا او قريبا، إلا أنني على ثقة أن السيطرة على الساحل الغربي ستخنق الانقلاب وستعجل من استعادة العاصمة.

ولد الشيخ والتعثر المستمر

أنهى المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اليوم الإثنين، زيارة قصيرة إلى مدينة عدن، جنوبي اليمن، استمرت عدة ساعات، التقى خلالها الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته أحمد عبيد بن دغر، دون أي مؤشرات على انفراجة في مسار السلام المتعثر منذ أشهر.

فقد أكد الرئيس هادي على تمسكه بملاحظات الحكومة الشرعية على خارطة الطريق الأممية لحل النزاع المتصاعد في بلاده منذ أكثر من 20 شهرًا، في مؤشر على أن الأمم المتحدة لم تُدخل تعديلات على الخارطة الأممية التي رفضتها الحكومة في وقت سابق.

ووفقًا لوكالة سبأ الرسمية، فقد أشار هادي إلى أن "ملاحظات الحكومة الي أبدتها تجاه مشروع خارطة الطريق وسلمت للمبعوث الأممي خلال زيارته السابقة لعدن (في 1 ديسمبر/كانون أول 2016)، تمثل خيارًا جوهريًا لعودة قطار السلام إلى مساره الصحيح".

المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ، قال في تصريح نقلته الوكالة الرسمية إنه "يتطلع إلى تحقيق السلام وحقن الدماء عبر التحضير لعمل اللجان التهدئة ومباشرة المهام الموكلة إليها، دون الكشف عن اتفاق مع الجانب الحكومي حول ذلك، خصوصًا مع التصعيد العسكري الكبير".

ملاحظات الشرعية

وكان الرئيس هادي، قد سّلم ولد الشيخ، مطلع ديسمبر الماضي، ردًا رسميًا هو الأول حول خارطة الطريق الأممية التي تقترح حل النزاع المتصاعد في البلد، لكن التصريحات الصادرة اليوم تكشف أن المبعوث الأممي لم يأخذ بتلك الملاحظات، وأنه لا وجود لأي تعديلات كما كان متوقعًا.

وتضمنت الملاحظات على ضرورة أن تقوم الخارطة على أساس المرجعيات الدولية الثلاثة (القرار 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني)، والتي تؤكد على شرعية الرئيس هادي وأنه الرئيس الشرعي المنتخب حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة.

ويرفض هادي خارطة الطريق الأممية باعتبارها تهمّش دوره المستقبلي، وتمنح صلاحياته لنائب رئيس جمهورية جديد توافقي، يكون هو المخول بتكليف شخص بتشكيل حكومة جديدة، فيما يظل هادي رئيسًا شرفيًا حتى إجراء انتخابات رئاسية بعد عام من توقيع الاتفاق.

وكانت عدن المحطة الرابعة من جولة المبعوث الأممي الإقليمية التي بدأها من الرياض وقادته إلى كل من الدوحة ومسقط. ومن المقرر أن ينتقل ولد الشيخ إلى العاصمة الأردنية عمّان، على أن يتوجه بعدها إلى صنعاء للقاء وفد الحوثيين وحزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.

 
اكثر خبر قراءة أخبار اليمن