جهود للتهدئة باليمن في ظل متغيرات ميدانية وسياسية

الأربعاء 04 يناير-كانون الثاني 2017 الساعة 08 صباحاً / مأرب برس - العرب
عدد القراءات 2123
يستعد المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، لاستئناف جهود إعادة إطلاق مسار السلام، في ضوء حقائق ومعطيات جديدة في ميادين المعركة العسكرية بين قوات الشرعية اليمنية والمتمرّدين الحوثيين المتحالفين مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأيضا في كواليس السياسة ومسارات ترتيب شؤون السلطة.
وينتظر أن يبدأ ولد الشيخ حراكه بزيارة العاصمة السعودية الرياض، وتاليا العاصمة العمانية مسقط، في وقت حقّقت فيه القوات الموالية للحكومة الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي تقدّما ملحوظا على حساب المتمرّدين شمل معقل جماعة الحوثي في محافظة صعدة بشمال اليمن.
ويجري ذلك التقدّم على الأرض بالتوازي مع تقدّم كبير في ترتيب أوضاع السلطة عن طريق الحكومة المقيمة في العاصمة المؤقتة عدن، والسيطرة على المناطق المستعادة من المتمرّدين وإعادة مظاهر الدولة إليها وفرض الأمن وإعادة الخدمات الأساسية بشكل تدريجي، والشروع في حلّ قضية رواتب موظّفي الدولة.

وقال مصدر سياسي قريب من حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي إنّ اللّحظة الحالية مناسبة لإعادة إطلاق مشاورات السلام، لأنّ “الحكومة الشرعية في أقوى حالاتها وأثبتت قدرتها على إدارة شؤون البلاد ما يقطع الطريق على إمكانية تهميشها التي تضمنتها النسخة الأولى من خارطة الطريق الأممية”، متوقّعا أن “يأخذ ولد الشيخ في الاعتبار هذه الحقائق الميدانية والسياسية الجديدة”.

وأضاف ذات المصدر أن “الطرف الآخر” -في إشارة إلى المتمرّدين- “يمرّ بأزمة خانقة، ليس فقط بسبب سلسلة الهزائم العسكرية والتراجعات الميدانية ولكن أيضا بسبب خلافات داخلية بين طرفيه وفشل انتزاع اعتراف دولي بحكومة صنعاء الموازية، فضلا عن شحّ الموارد المالية اللازمة لمواصلة تمويل الحرب”.
وتوقّع أن يدفع هذا الوضع بالمتمرّدين نحو قدر أكبر من المرونة في محادثات السلام المرتقبة.
وحقّقت قوات الشرعية اليمنية، الثلاثاء، المزيد من التقدّم على الأرض باستعادتها مناطق جديدة في محافظة شبوة بشرق البلاد، من سيطرة جماعة الحوثي والقوات الموالية لصالح.
وقال عايد الجلالي، الناطق باسم المقاومة الشعبية في بيحان إن “اللواء 26 مشاة في الجيش الوطني، والذي كان قد التحق، الأحد، بقوات الجيش كتعزيز إضافي، وكتيبة الحزم التابعة للواء 21، تمكنّا من إحكام سيطرتهما على مساحات شاسعة في منطقة الساق، غربي مدينة عسيلان في شبوة”.

ولفت الجلالي إلى أن هذه القوات “باتت قريبة من السيطرة على منطقة الصفحة، على طريق مديرية حريب التابعة لمحافظة مأرب”.

ويشمل تقدّم قوات الشرعية جبهات متباعدة من شمال البلاد، حيث حقّقت تلك القوات في وقت سابق خرقا نوعيا، حين تمكّنت بإسناد جوي من قوات التحالف العربي من التوغل في عدّة أنحاء من محافظة صعدة المعقل الرئيس للجماعة الحوثية في اليمن، وفرضت سيطرتها على معسكر اللواء 101 في البقع، وتمكنت من قطع الطريق الرابطة بين محافظتي صعدة والجوف.

وجاء استئناف المبعوث الأممي إلى اليمن مشاوراته مع أطراف الأزمة اليمنية بعد تعثر اجتماع لجنة التهدئة والتنسيق في العاصمة الأردنية عمّان. وقال مصدر حكومي يمني، لوكالة الأناضول، إن ولد الشيخ سيقوم بزيارة إلى العاصمة السعودية الرياض، ينتقل بعدها إلى العاصمة العمانية مسقط.

ومن المقرر أن يلتقي في الرياض بمسؤولين يمنيين وسعوديين للتباحث بشأن اجتماع لجنة التهدئة والتنسيق لوقف إطلاق النار، والذي تم الاتفاق عليه، الشهر الماضي في اجتماعات اللجنة الرباعية الدولية المشكّلة من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، والتي حضرها وزير الخارجية الأميركي جون كيري.

كما يلتقي ولد الشيخ في مسقط برئيس الوفد المشترك لجماعة أنصار الله الحوثية وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، محمد عبدالسلام، ومسؤولين عمانيين؛ لبحث العراقيل في طريق اجتماعات لجنة التهدئة.