آخر الاخبار

الضلاعي : أسباب تزايد البطالة هي مخرجات التعليم، الزغير : البطالة توفر الأرض الخصبة لنمو المشكلات الاجتماعية وجرائم العنف

الأحد 29 يونيو-حزيران 2008 الساعة 09 مساءً / مأرب برس - خاص : عدن، نشوان العثماني
عدد القراءات 4972

حمل المشاركون في حلقة النقاش الخاصة ببطالة الشباب التي أقيمت صباح اليوم في عدن بشدة على أجهزة الدولة محمليها الأسباب الكبرى وراء تفشي هذه الظاهرة , ووُصِف الرجل الأول فيها من قبل أحد المشاركين بأنه مظلة الفساد والمسئول الأول عما يجري اليوم في اليمن مع تفشي وتزايد أرقام هذه الظاهرة, فيما تخوف البعض من كارثة مأساوية سيسببها استمرار البطالة.

حلقة النقاش التي نُظِّمت تحت عنوان " البطالة والشباب.. الواقع والمعالجة" من قبل مركز تنمية الطفولة والشباب بالتعاون مع البرنامج الكندي لتنمية الجهود الذاتية المحلية في اليمن ناقشت عددا من الأوراق المقدمة من عدد من المشاركين , حيث تناولت هذه الأوراق "العمالة المنتجة وتخفيف البطالة بين الشباب" التي قدمها الأستاذ محمد السروري , أستاذ مساعد بكلية الحقوق – جامعة عدن , و"واقع البطالة وفقاً للإحصائيات الرسمية " وقدمها مكتب وزارة الخدمة المنية والتأمينات بمحافظة عدن , إضافة إلى "رؤية عن مشكلة البطالة" والتي قدمها الشاب فارس عبد القوي أحمد الأمين العام المساعد في اللجنة الاستشارية للطفولة والشباب م / عدن.

وبان على المشاركين والحاضرين في حلقة النقاش الامتعاض والتخوف على مستقبل اليمن ومستقبل الشباب , وتباينت وجهات النظر حول الأسباب والمسببات , ففي الوقت الذي أُرجِعتْ فيه إلى القطاع العام , والحكومة على وجه الخصوص , جرى في المقابل إرجاع الأسباب إلى القطاع الخاص , وأرجع البعض أساس المشكلة إلى كليهما , فيما البعض الآخر أشرك الشباب الذي رأى من الضرورة أن يساهم في سبيل الحصول على أي فرصة عمل على أن يجلس دون أي شيء يقوته.

واستعرض المشاركون في باب النقاش الذي فُتِح بعد تقديم أوراق الحلقة جوانب عدة من مشكلة البطالة , حيث تم التنويه إلى مخرجات التعليم الجامعي التي أصبحت تسبب البطالة بدلاً من أن تسهم في حلها , واستغرب أحد المناقشين من عدد كليات التربية التي يربو عددها على ثلاثين كلية , وهذا غير حاصل في أي دولة غير اليمن , على حد تعبيره.

وكان فندق عدن قد شهد الافتتاحية التي حضرها عدد من المسئولين وممثلي مكاتب بعض الوزارات والمهتمين, وألقيت عدد من الكلمات , حيث ألقى كلمة محافظة عدن وكيلها المساعد الأستاذ احمد الضلاعي الذي عبَّر عن سعادته لـ"معالجة مثل هذه الظاهرة عبْر حلقات النقاش " موضحا إلى أن هذه المعالجة "لا تتم إلا من خلال تكاتف وتضافر جهود كل أبناء المجتمع وبخاصة الجهد الرسمي ومنظمات المجتمع المدني , وهي ظاهرة خطيرة جدا على مجتمعنا اليمني"

وأشار الضلاعي إلى أسباب تزايد البطالة المتمثلة بـ"مخرجات التعليم , وانعدام فرص العمل مع إحباط بعض المشاريع الاستثمارية " , منوها على أن الحل يكمن في " إقامة مناخ استثماري يجذب الشباب للعمل"

الأستاذ / محمد عبده الزغير – رئيس مركز تنمية الطفولة والشاب , بيَّن من جهته إلى أن البطالة " تشكل التحدي الكبر للحكومات في البلدان العربية , وخاصة البطالة في صفوف الشباب الذين يمثلون النسبة العظمى من إجمالي السكان إضافة إلى إجمالي الناشطين اقتصاديا "

وأضاف الزغير " وعلى المستوى الاقتصادي تفقد البطالة الوطن عنصرا هاما من عناصر التنمية ألا وهو عنصر الموارد البشرية , وذلك سواء من خلال عدم الاستفادة منه , أو من خلال هجرته إلى الخارج" محذرا من أنه على المستوى الاجتماعي " فإن البطالة توفر الأرض الخصبة لنمو المشكلات الاجتماعية وجرائم العنف المختلفة"

وأوضح في سياق كلمته إلى " أن البطالة تولِّد عند الفرد شعورا بالاغتراب والنقص بالإضافة إلى أن الفرد العاطل عن العمل يشعر بالفراغ وعدم تقدير المجتمع له , مما يضعف انتمائه وولائه للوطن"

ودعا الزغير عبر مركزه المؤسسات الرسمية والأهلية والقطاع الخاص إلى زيادة الاهتمام بالشباب , وعلى ضرورة تطوير وتفعيل جهودها للبحث عن حلول جدية لمواجهة مشكلة البطالة , وتأمين فرص عمل لآلاف الخريجين والشباب العاطلين عن العمل من شتى التخصصات والمهن , من خلال برامج تدريب وتأهيل متنوعة وبرامج أخرى تضمن تأمين فرص عمل لهم , ومستوى لائق في الحياة حسب قوله.

وطالب عبر المركز أيضا المؤسسات الحكومية أن تعطي أولوية للشباب الذي يعاني من البطالة , وخاصة في الريف , والشباب ذوي الاحتياجات الخاصة , وأن تضع عملية لتنفيذ استرتيجية الطفولة والشباب "

وذكر محمد الزغير " أن هذه الحلقة تأتي ضمن حلقات نقاش حرص مركز تنمية الطفولة والشباب , المنظم لها , على أن يتبناها تحت مسمى ( صالون د – أمين ناشر ) , وذلك تكريما ووفاء لهذا الإنسان , صديق الأطفال , الذي أسس برامج ومشاريع صحة الطفل , ونفذ أبحاثا ودراسات في وقت مبكر عن صحة الأطفال وتغذيتهم , وجاب مختلف مناطق اليمن ؛ لتأسيس المستشفيات والوحدات الصحية صديقة الطفل " على حد ما ذكره.

وكانت الحلقة قد قدمت نبذة تعريفية عن الدكتور أمين ناشر , شملت محطات عديدة من تاريخ حياته منذ وُلِدَ في الخامس من سبتمبر 1945 في مدينة عدن , وحتى وفاته فجر يوم الثلاثاء السبع عشر من مارس 1990 بحادث مروري.

ووُزِّع في الحلقة أيضاً كتاب للأستاذ / محمد عبده الزغير حمل اسم ( قضايا وإشكاليات حقوق الطفل في العالم العربي ) , إصدارات مركز تنمية الطفولة والشباب , ويحمل رقم الإصدار الأول , الصادرة طبعته الأولى في العام الحالي 2008, كما يبين ذلك غلافه.

وستواصل الحلقة صباح العاشرة من يوم غد استكمال مناقشة بقية الأوراق المقدمة والخروج بالتوصيات والمقترحات التي ستخرج بها.

حضر الجلسة الافتتاحية كل من الأستاذ أيوب أبو بكر مدير مكتب الشؤون الاجتماعية الذي ألقى كلمة مكتبه ,والأستاذ / جمال اليماني – مدير مكتب الشباب والرياضة , والأستاذة سميرة عقربي - مديرة مكتب الخدمة الخدمة المدنية , والشخصية القانونية رضية شمسير , ورئيسة اتحاد نساء اليمن بمحافظة عدن فاطمة مريسي , وعدد من المهتمين والمشاركين .