23 حادثاً رئيسياً في محطات نووية 11 منها اميركية منذ الخمسينات

الجمعة 24 مارس - آذار 2006 الساعة 06 صباحاً / مأرب برس/ متابعات
عدد القراءات 4333

قدر خبير بريطاني بعلم الاوبئة، أمام ندوة عُقدت في لندن لمناسبة الذكرى العشرين لحريق محطة «تشيرنوبيل» في اوكرانيا، ان اكثر من الف طفل بريطاني توفوا نتيجة ذيول الحادث النووي. وقال الخبير جون اوركهارت، في دراسة عرضها على المشاركين في الندوة، انه لاحظ «ارتفاعاً بنسبة 11 في المئة لوفيات الاطفال في مناطق بريطانية يمكن ان تكون السحب الاشعاعية (الناتجة عن حادث تشيرنوبيل) مرت فوقها». واشار الى انه حلل تأثيرات «الغيوم السوداء»، التي اجتازت الاجواء البريطانية بعد الحادث، ولاحظ انها رفعت نسبة وفيات الاطفال من 4 الى 11 في المئة بين 1986 و1989 ما يعني بلوغ عدد الاطفال الضحايا الالف. وشرح الخبير، على خريطة مفصلة، المناطق المتأثرة التي تُغطي في معظمها مناطق من شمال ايرلندا الى لندن مروراً بالريف الانكليزي وغيره. وكانت النيران اشتعلت في احد توربينات محطة «تشيرنوبيل» في الخامس والعشرين من نيسان (ابريل) 1986، لخطأ في تصميمه كما قيل في حينه، وادى الحادث مباشرة الى مصرع 30 شخصاً، منهم 28 نتيجة الاشعاعات، داخل منطقة التوربين المحروق اضافة الى اصابة 209 اشخاص شاركوا في تنظيف الموقع وعولجوا بعدها، كما مات 19 شخصاً نتيجة تأثيرات لاحقة وتشوه الآلاف في اوكرانيا، التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي السابق، وجمهوريات مجاورة. وكانت كارثة تشيرنوبيل الاولى من نوعها في محطة تُستخدم تجارياً. لكن احصاءات موثقة تظهر ان العالم شهد حتى الآن ما يزيد على 23 حادثاً رئيسياً، اعلن عنها، منذ خمسينات القرن الماضي في المحطات النووية، 11 منها في الولايات المتحدة من بينها 6 حوادث اساسية منذ بداية القرن الجاري. واشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، شارك في وضعه اكثر من 200 خبير من 20 دولة الى ان اكثر من مليون شخص يعانون، او عانوا، من تأثيرات الحريق وما لحقه خصوصاً في مجالات زيادة نسبة الاصابات بمرض السرطان في المناطق التي عبرتها موجات مشبعة بالاشعاعات ولو بنسب بسيطة.لكن تقريراً للأمم المتحدة صدر العام الفين خلص الى نتيجة انه «لا صحة علمية او ثوابت عن تأثيرات لاحقة للحادث النووي في مناطق مختلفة من العالم». كما ان دراسة رعتها الامم المتحدة ايضاً وصدرت العام الماضي اكدت النتيجة ذاتها. ومنذ بدء الازمة الايرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ثم مع مجلس الامن، تُسلط الاضواء على محاولات منع ايران من امتلاك قدرات نووية «خشية تهديد امن المنطقة والعالم الحر» كما ذكر عند احالة الملف الى مجلس الأمن. وكانت وكالة «كيودو» اليابانية للانباء اشارت قبل يومين الى اندلاع حريق في محطة نووية يابانية في مقاطعة فوكوي، غرب اليابان، لكن مشغلي المحطة قالوا ان ذلك «لم يسفر عن تسرب اشعاعي». ونقلت كيودو عن مسؤول في فوكوي قوله ان الحريق «شب في منشأة للتخلص من النفايات وان اثنين نقلا الى المستشفى بعدما استنشقا الدخان». واعاد الحادث التذكير بما جرى اثناء كارثة مفاعل «توكايمورا» قرب طوكيو العام 1999، الذي اعتبر الاسوأ منذ تشيرنوبيل، كما اعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في حينه، وادى الى اصابة اكثر من 69 شخصاً بانعكاسات الاشعاعات عند اندلاع حريق في المفاعل الذي تملكه شركة «سوميتومو». ومع ان مختلف التقارير الدولية، التي صدرت عن حوادث المحطات النووية المستخدمة في مجالات انتاج الطاقة او لاهداف عسكرية، اشارت الى ان اسباب الحوادث يطغى عليها طابع «الاهمال البشري» الا ان المدافعين عن البيئة عادة ما يتهمون الصناعة بالاهمال في مجالات السلامة العامة.