بين صالح وهادى.. اليمن يتمزق لصالح الحوثى

الأحد 23 نوفمبر-تشرين الثاني 2014 الساعة 10 صباحاً / مأرب برس - مصر العربية
عدد القراءات 2571
 
 

أثارت الصراعات السياسية والدموية التى تشهدها العاصمة اليمنية صنعاء مخاوف القوى العربية والدولية، فالدولة التى قدمت تنازلات سياسية وحكومية تجاه المعارضة وأحزاب النظام القديم، بعد احتجاجات جماعة الحوثى اعتراضا على حكومة منصور، تعيش اليوم أصعب أوقاتها، فى ظل انقسامات سياسية بين رأسى النظام، السابق بقيادة على عبد الله صالح، والحالى بقيادة الرئيس منصور هادى.

الصراع السياسى بين النظامين بات لغة التحاور بين الفرقاء اليمنيين، فصالح ونظامه يصرون على إقصاء هادى من العمل الحزبى داخل "المؤتمر"، يقابله انشقاقات حزبية، تهدد بقاء الحزب سياسياً، وانتظار وترقب حوثي.

وتقود الصراعات والانشقاقات فى صفوف حزب المؤتمر الشعبى العام، الذى يتزعمه الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح إلى الانقسام على أساس حزب شمالى وأخر جنوبى.

رفض الإقالة

وقالت مصادر سياسية جنوبية لـ«الشرق الأوسط» إن هناك توجها لدى قيادات وقواعد حزب المؤتمر الشعبى العام الذى يتزعمه الرئيس السابق على عبد الله صالح، فى المحافظات الجنوبية الـ4 من أجل تشكيل حزب مؤتمر شعبى جنوبي، بعد قرار إقصاء الرئيس عبد ربه منصور هادى من منصبه كنائب لرئيس الحزب، مع مجموعة من الجنوبيين وإبقاء الموالين لصالح.

وأحدث فصول هذا الصراع بين الرجلين، إعلان قيادات الحزب فى محافظات الجنوبية، رفضها قرار إقالة كلٍّ من الرئيس هادى من منصبه كنائب أول لرئيس الحزب، وعبد الكريم الإريانى النائب الثانى لرئيس الحزب.

واختار هادى الجنوب ليرد منه على قرار إقالته ليعطى الصراع بعدا آخر غير جذره السياسي، إلى كون فصله لانتمائه للجنوب فى محاولة منه لاستمالة قيادات المؤتمر فى هذه المحافظات ليحصل على دعم يعزز موقفه فى صراعه المفتوح.

إقالة هادى

وكان الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر على عبد الله صالح، أقال هادى والإريانى من منصبيهما فى الحزب، فى اجتماع لقيادة الحزب فى 8 نوفمبر الجاري، ردا على قرار مجلس الأمن بمعاقبته بمنعه من السفر ومراقبة أمواله بتوصية من الرئيس هادي، بحسب اتهامات جناح صالح فى المؤتمر.

 

وحرصت قيادات الجنوب على عدم إظهار نفسها كمنحازه لطرف ضد آخر، أو أنها تدافع عن هادى بصفته جنوبيا مثلها؛ ولذلك عقدت اجتماعها بمدينة عدن بمشاركة قيادات الحزب فى محافظات عدن ولحج وأبين والضالع تحت شعار: “معا من أجل الدفاع عن النظام الداخلى للمؤتمر الشعبى العام”.

وكان أهم ما صدر عن المجتمعين رفضهم الإجراءات التى تمت فى دورة اللجنة الدائمة الرئيسة (اللجنة المركزية) التى عقدت فى 8 الشهر الجارى بالعاصمة صنعاء، واعتبرت ما قام به صالح إجراءً باطلاً جملة وتفصيلاً وغير ملزم لهم، وسيستمرون بالتعامل التنظيمى مع نائبى رئيس المؤتمر بوصفهما قيادات شرعية منتخبة منذ المؤتمر العام السابع.

نفوز تنظيمى

ومرّ الصراع بين هادى وصالح بأطوار ومراحل مختلفة، بدأت عقب انتخاب هادى رئيساً للبلاد، وما أعقبه من محاولته تولى رئاسة حزب المؤتمر الذى تنصّ لائحته الداخلية على أن رئيسه هو رئيس الدولة؛ غير أنّ صالح رفض وتمسك برئاسة الحزب مستنداً إلى نفوذه التنظيمى والسياسى منذ توليه الحكم.

ورغم أن المبادرة الخليجية تلزِم صالح بشكل أو بآخر باعتزال العمل السياسى وتحديداً، تخليه عن رئاسة الحزب مثلما تخلّى عن رئاسة الدولة كجزءٍ من استحقاقات منحه الحصانة من الملاحقة القضائية؛ إلّا أنه ظل فاعلاً وممسكاً بصناعة القرار داخل الحزب، حتى استطاع فى الأخير إخراج هادى بدلاً من إزاحة الأخير له.

استمرار الصراع

ويتوقع مراقبون فى حال استمرّ الصراع بين هادى وصالح كما هو مرجح أن تحصل انشقاقات فى صفوف الحزب، خاصة فى بعض مدن الجنوب؛ حيث ستنحاز قيادات لهادى على أن هذا الموقف مرهون بمسار الحراك الشعبى فى الجنوب المطالب بالانفصال.

فى المقابل، سيظل صالح مُمسكاً برئاسة الحزب وقد تعزز موقفه أقوى بعد التخلص نهائيا من وجود هادى كمعارض له داخل الحزب، لا سيّما مع وجود ولاء كبير له من قيادات الحزب فى مناطق الشمال والتى تدين له بالفضل فى الحصول على مناصب بالدولة إبان توليه الحكم.

وستفصح الأيام القادمة عن خطوات كلّ طرف، خاصة فى ظل التحالف بين صالح والحوثيين ورهان هادى على دعم الخارج لحسم الصراع على رئاسة الحزب الذى ستنعكس تداعياته على المشهد السياسى باعتباره مشارِكا فى الحكومة ومهيمنا على ثلثى أعضاء مجلسى النواب والشورى والسلطات المحلية.

أحضان السلطة

من جهته قال عارف أبو حاتى الكاتب الصحفى اليمنى، إن حزب المؤتمر، ولد ونشأ فى أحضان السلطة الحاكمة، وغالباً ما يؤلف المال بين أعضائه، ولم يحدث أن غادر السلطة وجرب حياة المعارضة السياسية، بل ظل باباً مشرعاً للفارين من أحزابهم، الباحثين عن امتيازات السلطة ومغرياتها.

وأوضح: أن الخلافات الحادة بين هادى وصالح، نتاج طبيعى لغياب مؤسسات الدولة وانعدام الديمقراطية، وفرض الشخصنة والارتباط المصيرى للأحزاب بزعمائها ومؤسسيها، موضحاً أن تواتر الخلافات بين هادى وصالح خرج من اللمز إلى المجاهرة.

وتابع: أن تصريحات هادي، بعد تسلمه الحكم بأنه تولى حكم اليمن بتركه ثقيلة من الفساد والديون وغياب الأمن، والانقسام، أثار حفيظة صالح، وجعله يقف ضد قراراته، وهو ما شاهدناه الآن، فى حزب المؤتمر، بصفة ضيقة وعلى اليمن بشكل أوسع.

ولفت: أن الرئيس السابق على عبد الله صالح يتمادى فى إضعاف سلطة هادى، خاصة بتحالفه التكتيكى مع الحوثيين، مما دفع الأخير، لحث المجتمع الدولى على تسمية صالح معرقلاً للتسوية السياسية، والمطالبة بتجميد أصوله المالية ومنعه من السفر، وهو ما تم بقرار أممى فى 8 نوفمبر الجارى.

الحوثى الرابح

الدكتور أحمد خميس، الخبير السياسى وأستاذ العلاقات الدولية قال، إن حالة التصدع التى تعيشها اليمن الآن، وأحزابها، كالحزب الحاكم "المؤتمر"، فإن المتضرر هو اليمن، مضيفاً أن الجماعات الحوثية هى الرابح الوحيد.

وأوضح الخبير السياسى لـ"مصر العربية" أن الحركة الحوثية تؤهل نفسها لإحتواء أعضاء المؤتمر، وابتلاع كل فراغ يتركه على الساحة السياسية، لافتاً أنهم، يتعاملون مع هذه المرحلة بذكاء كبير.

وتابع: أن اليمن سينقسم فى الأيام القادمة، وقد تمتد الحرب الحزبية والعسكرية لسنوات، خصوصاً فى ظل الانفلات الأمنى الذى يسيطر على غالبية المدن اليمنية.

ويأتى انقسام الشارع اليمني، بعد إقالة الرئيس اليمنى الحالى منصور هادي، من حزب المؤتمر، وتقود الصراعات والانشقاقات فى صفوف الحزب، الذى يتزعمه الرئيس اليمنى السابق على عبدالله صالح إلى الانقسام على أساس حزب شمالى وآخر جنوبى.

اكثر خبر قراءة أخبار اليمن