ما جري في اليمن هو ارباك واحباط للشعب الفلسطيني نتيجة للطريقة التي أديرت بها الامور، حيث كان هناك من وقع وهناك من يرفض التوقيع

الثلاثاء 25 مارس - آذار 2008 الساعة 12 مساءً / مارب برس - متابعات
عدد القراءات 4889

نشب خلاف داخل حركة فتح الفلسطينية بسبب "انفاق صنعاء" الذي وقعته الحركة قبل يومين للمصالحة مع حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة.

وذكرت صحيفة "القدس العربي" أن الاتفاق فجر خلافات حادة داخل القيادة الفلسطينية برام الله امس الاثنين حيث شهدت الساحة السياسية سجالا وتضاربا في المواقف حيال ذلك الاتفاق؛ فبينما اعلن امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه امس عدم التزام المنظمة باتفاق صنعاء ، اصدرت اللجنة المركزية لحركة فتح بيانا رحبت من خلاله بنتائج الحوار في اليمن، والذي أفضى الي توقيع ممثلي حركتي فتح وحماس علي المبادرة اليمنية بعد مباحثات استمرت عدة أيام برعاية الرئيس علي عبد الله صالح.

وقال المتحدث باسم امانة سر اللجنة المركزية للحركة حكم بلعاوي، في بيان نشره موقع المكتب الإعلامي لحركة فتح : "ان النتيجة التي جسدتها اجتماعات صنعاء للمصالحة الوطنية تنسجم مع قرارات الحركة الثابتة لإنهاء هذا الوضع الذي حصل بعد الانقلاب" . وفيما اكد القيادي في حركة فتح احمد قريع ترحيب الحركة بالاتفاق، اعرب مسئولون في منظمة التحرير عن استيائهم من الاتفاق.

ومن جهته قال عبد الرحيم ملوح عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير :" ان الحوار الذي تم في صنعاء كان بين الفصائل وليس بين المنظمة وفصيل من الفصائل، مشيرا الي ان ما جري في اليمن هو ارباك واحباط للشعب الفلسطيني نتيجة للطريقة التي أديرت بها الامور، حيث كان هناك من وقع وهناك من يرفض التوقيع، وآخر اخذ علي مسئوليته التوقيع وغيره لم يأخذ علي مسئوليته التوقيع "، وذلك في اشارة الي رفض رئيس وفد منظمة التحرير الي اليمن صالح رأفت امين عام حزب (فدا) التوقيع فيما اخذ الاحمد القرار بالتوقيع علي اعلان صنعاء كونه ممثلا لحركة فتح التي تعتبر محور الأزمة الداخلية مع حماس.

ونوه ملوح الي ان أساس الذهاب لصنعاء جاء للموافقة علي المبادرة اولا ثم الموافقة علي تطبيقها وليس علي أساس ان تفتح المبادرة للنقاش مجددا، معتبرا ان ما حصل في اليمن يضيف مشكلة بدلا من ان يضع حلولا للمشكلة.

وشدد عبد ربه في حديث للاذاعة الفلسطينية الرسمية علي ان اتفاق صنعاء بين حركتي فتح وحماس "ولد ميتا" علي حد قوله، ومؤكدا علي ان المنظمة غير ملتزمة بذلك الاتفاق.

واشار عبد ربه بأن مبادرة اليمن لرأب الصدع ما بين حركتي فتح وحماس هي للتنفيذ وليس للحوار معتبرا ان الحوار سيدخل القضية الفلسطينية في اشكاليات جديدة .

ومن الجدير بالذكر ان نمر حماد المستشار السياسي لعباس اكد بأن الاخير لم يطلع علي نص اعلان صنعاء قبل التوقيع عليه من قبل الاحمد الذي اكد بدوره انه كان علي اتصال مع الرئيس الفلسطيني خلال الايام والساعات التي سبقت التوقيع علي إعلان صنعاء.

وتبادل الأحمد وحماد الليلة قبل الماضية علي شاشة محطة "الجزيرة" الفضائية الاتهامات بينهما حيث اتهم الاخير الاول بعدم إطلاع الرئاسة الفلسطينية علي ما تم التوقيع عليه مع حركة حماس في صنعاء بالنص الكامل معتبرا أن الأحمد إرتكب خطأ في التوقيع علي الإتفاق دون العودة للرئاسة.

واتهمت اوساط في القيادة الفلسطينية عزام الاحمد بانه يسعي للاطاحة بحكومة تسيير الاعمال برئاسة الدكتور سلام فياض، وذلك من خلال اعادة الامور الي ما كانت عليه قبل سيطرة حماس علي غزة منتصف يونيو/حزيران الماضي، الامر الذي يعني حل حكومة فياض والعمل علي تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة سيكون لفتح دور كبير فيها.

وحسب المصادر فان الاحمد يقود تيارا في داخل حركة فتح يطالب عباس منذ شهور بحل حكومة فياض او توسيعها بما يضمن مشاركة حركة فتح فيها الا ان عباس يماطل في تنفيذ ذلك الامر.

وفور ظهور التباين في الموقف من الاتفاق بين منظمة التحرير وحركة فتح، التزم مسئولو حماس الصمت، رغم ما اكدته مصادر في غزة عن وجود خلافات داخل الحركة علي التوقيع علي الاتفاق، واكتفي مسئولو حماس بمراقبة الخلافات داخل القيادة الفلسطينية.