أكاديميون يمنيون يهجرون الجامعات ويبحثون عن لقمة العيش

الأحد 16 أكتوبر-تشرين الأول 2016 الساعة 09 صباحاً / مأرب برس - صنعاء
عدد القراءات 2087

لم يكن القتل في اليمن جريمة ترتكبها الميليشيات الانقلابية في اليمن بشكل يومي فحسب، بل إن إيقاف الرواتب عن موظفي الدولة والأكاديميين منذ أشهر بعد نهب الاحتياطي العام للبنك المركزي تحت مسمى المجهود الحربي أصبح أكبر جريمة تستهدف شرائح المجتمع بكامله وتهدد بمزيد من التخلف والجهل.

«عكاظ» تابعت ما يدور في اليمن، إذ فرضت ممارسات الميليشيات الانقلابية ووقف المرتبات على الكثير من الأكاديميين في جامعة صنعاء التوقف عن مزاولة عملهم في التدريس والعمل في مهن مختلفة تمكنهم من تغطية نفقات أسرهم أحدهم تحول إلى بائع للقات.

الاجتماع والأنثروبولوجيا في كلية الآداب الأستاذ الدكتور عبدالله معمر الحكيمي طلابه بعد انقطاعه عن العمل في الجامعة برسالة على صفحة التواصل الاجتماعي قائلاً: «أبنائي وبناتي الطلاب لا أجد من هو أحق بالاعتذار والانحناء أمامه سواكم، من وهبتهم في يوم من الأيام عصارة ذهني، ونبض قلبي من كنت أجد سعادتي وذاتي وسطهم، في قاعات الدرس، حتى عندما أكون في قمة ألمي أبرأ منه، وإن كنت واثقا كل الثقة بأنكم ستقدرون موقفي وسبب قراري هذا، الذي لا ولن يمس شرفكم وسمعتكم ويقلل من هاماتكم عندي مطلقا».

وأضاف «ثقوا أن بيع القات وإن كان مستهجنا في الأسواق العامة إلا أنه لا ينقص مني ومنكم مطلقا، فأنا أجده أشرف من مد اليد، أو غسلها بدماء الغير، فيدي لن تكون إلا طاهرة كما عرفتموها دائما، وعليكم أن تتذكروا جميعا ودوما بأني كنت دائما أرفض احتساء كوب من الشاي على حساب أحدكم، وبأني وقفت ضد مأدبة الغداء التي كان يقيمها طلاب الدراسات العليا عقب مناقشة أطروحاتهم كنوع من التعبير عن الفرحة، لأني وجدت فيها مشقة على البعض منكم».

وتابع: «تذكروها ولا تنسوها فإن كان وطنكم ينزف الآن من أجل مصالح وأهواء أنانية وفقدتم الأمل، فلابد من يوم يبزغ نور الفجر فيه من جديد..

وثقوا أن روحي ستظللكم دوما في كل خطواتكم الصحيحة المفعمة بالقيم والأخلاق التي علمتكم إياها.

لكنها ستغضب من كل من لا يجعل من قيم السلام والحب والخير هداه في الحياة..

حماكم الله...

وعاشت اليمن حرة أبية..

نعم للمواطنة المتساوية..

نعم للدولة المدنية..

نعم للسلام والأمن والأمان».

في حين اكتفى أستاذ الفلسفة بجامعة صنعاء الدكتور جميل عون بالتعبير عن حالته بنشر صورته وهو يمارس عمله في أحد معامل صناعة الطوب الإسمنتي في صنعاء.

وكان عشرات الإعلاميين قد سبقوا الأكاديميين بالالتحاق بالأعمال الخاصة منها البناء والزراعة في أرياف ومدن اليمن منذ عام جراء استمرار الميليشيات في ملاحقتهم وإغلاق مؤسساتهم.