عائلة بن لادن.. إرث سياسي واقتصادي وتحطم طائرات

السبت 01 أغسطس-آب 2015 الساعة 04 مساءً / مأرب برس - الخليج اون لاين
عدد القراءات 4787

أعاد تحطم الطائرة السعودية الخاصة في بريطانيا، يوم الجمعة، ومقتل ركابها الأربعة الذين ينتمون لعائلة بن لادن الشهيرة، إلى الذاكرة حوادث الطائرات التي تعرضت لها هذه العائلة الثرية، والإرث السياسي والاقتصادي الحافل الذي تميزت به العائلة وصنعه أبناؤها.

- من هي عائلة بن لادن؟

عائلة بن لادن هي عائلة سعودية من أصل يمني، إرثها الاقتصادي والسياسي بلغ شهرة واسعة على مستوى العالم؛ سواء لارتباط مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن بها، أو للأنشطة الاقتصادية التي تديرها العائلة في مجال الإنشاءات.

والد أسامة هو المقاول الشهير محمد بن لادن، الذي حضر إلى جدة من اليمن عام 1930، ولم تمض سنوات قليلة حتى تحول محمد بن لادن من مجرد حمَّال في ميناء جدة إلى أكبر مقاول إنشاءات في المملكة العربية السعودية. كبرت المجموعة التي أسسها محمد بن لادن لتصبح واحدة من الشركات المهمة في المملكة العربية السعودية، عندما أولتها الحكومة مهمة توسيع الأماكن المقدسة في مكة والمدينة. كما قامت المجموعة ببناء عدة قصور في الرياض وجدة للعائلة المالكة، وتولت أمر ترميم المسجد الأقصى في القدس بعد إحراقه في العام 1969.

كان للوالد بن لادن علاقات واسعة مع الأسرة السعودية الحاكمة، ممّا أكسبه دوراً كبيراً في الاقتصاد السعودي ونفوذاً سياسياً كبيراً، إلا أن وفاة محمد بن لادن لم توقف توسع ثروة العائلة وسلطتها.

إذ توفِّي الوالد إثر اصطدام طائرته المروحية بجبل في الطائف، وترك محمد بن لادن عند وفاته عام 1968 ثروة تقدر بمئات ملايين الدولارات، بحسب ما ذكرت "الواشنطن بوست"، وتولَّى ابنه البكر سالم الإشراف عليها إلى أن قُتل عام 1988، حين تحطمت طائرته الخاصة في تكساس بالولايات المتحدة الأمريكية.

- الإرث السياسي

ربما كانت الثروة التي تميزت بها عائلة بن لادن أبرز صفة في حياة هذه العائلة، لكن الإرث السياسي الذي تركه اسم فرد من أفراد العائلة في العالم خلال العشرين سنة الماضية كان له الوقع الأكبر والمساحة الأهم في تاريخها.

- أسامة بن لادن.. من المال والأعمال إلى الجبال

 

اختار أسامة، الابن السابع عشر، لمحمد بن لادن حياة الجبال والكهوف على حياة القصور، فعندما توفي والده كان وقتها في الحادية عشرة من عمره، وبلغ نصيبه من التركة ما يعادل 300 مليون دولار، استثمرها في المقاولات والأعمال.

على أن ثروته وعلاقاته مكنته من تحقيق عمل آخر؛ وهو دعم المجاهدين الأفغان ضدّ الغزو السوفييتي لأفغانستان. وفي سنة 1984 أسّس بن لادن منظّمة دعويّة وأسماها "مركز الخدمات"، وقاعدة للتدريب على فنون الحرب والعمليات المسلحة باسم "معسكر الفاروق"؛ لدعم وتمويل المجهود الحربي للمجاهدين الأفغان، وللمجاهدين العرب والأجانب فيما بعد.

وبعد انسحاب القوات السوفييتية من أفغانستان، ومع بداية الغزو العراقي للكويت عام 1990، خرج بن لادن من السعودية مهاجراً إلى السودان. وهناك أسس تجارة فاشلة أيضاً، ومركزاً جديداً للعمليات العسكرية في السودان.

وتحت ضغوط دولية غادر بن لادن السودان في سنة 1996 متوجّهاً إلى أفغانستان نتيجة علاقته القوية بجماعة طالبان، التي كانت تسيطر على أفغانستان، وهناك أعلن الحرب على الولايات المتحدة الأمريكية.

وفي سنة 1998 تلاقت جهود أسامة بن لادن مع جهود أيمن الظواهري، الأمين العام لتنظيم الجهاد الإسلامي المصري المحظور، وأطلق الاثنان بياناً يدعو إلى قتل الأمريكيين وحلفائهم أينما كانوا، وإلى إجلائهم من المسجد الأقصى والمسجد الحرام. ونتيجة لبيانه ارتكبت القاعدة تفجيرات الخبر وتفجيرات نيروبي ودار السلام.

وقامت القاعدة، في إطار حربها على "اليهود والصليبيين"، بالهجوم على أهداف مدنية وعسكرية في العديد من البلدان، أبرزها هجمات 11 سبتمبر، وتفجيرات لندن 7 يوليو/تموز 2005، وتفجيرات مدريد 2004، ولذلك تعتبر هدفاً رئيسياً للحرب الأمريكية على الإرهاب.

وبعد سنين من تواريه عن الأنظار، وبالتحديد في فجر يوم الاثنين 2 مايو/ أيار عام 2011، تمكنت قوات خاصة أمريكية من مباغتة بن لادن في مسكنه قرب إسلام آباد، وأردته قتيلاً برصاصة في الرأس، ثم ألقت بجثته سراً في البحر من على متن حاملة الطائرات يو إس إس كارل فينسن، وذلك بعد القيام بما وصفته الحكومة الأمريكية بالشعائر الإسلامية له.

نشاطات أسامة السياسية، التي صنفها العالم "بالإرهابية"، لم تؤثر على أعمال آل بن لادن المزدهرة، واستمرت الثروة والعائلة بالتمدد والتوسع في السعودية وفي الدول الأوروبية.

- حوادث الطائرات

ربما كانت نعمة المال والثروة طريقاً لوفاة عدد من أفراد عائلة بن لادن؛ إذ عانت العائلة من ثلاث حوادث للطائرات، توفي على إثرها الوالد محمد بن لادن بتحطم طائرته في مدينة الطائف عام 1968، ليلتحق به الابن الأكبر سالم الذي تولى إدارة شركات بن لادن من بعده، ويقتل أيضاً في حادث طائرة عام 1988، وأخيراً مقتل ثلاثة من أفراد العائلة بحادث تحطم الطائرة السعودية الخاصة يوم الجمعة الماضي في جنوب إنجلترا؛ هم والدة رجل الأعمال سعد بن لادن وأخته وزوجها.