آخر الاخبار

أحمد علي باحاج.. فقيد الوطن وبطل المقاومة الشعبية بمحافظة شبوة

الإثنين 25 مايو 2015 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس - GYFM
عدد القراءات 6600

رحل القائد الشجاع أحمد علي با حاج محافظ محافظة شبوة في لحظة فارقة من تاريخ المقاومة الشعبية بثاني أكبر محافظات الجمهورية اليمنية مساحة. وودعت اليمن اليوم واحدا من أبرز رجالها الذين انخرطوا في سلك النضال السلمي منذ تعيينه محافظا لمحافظة شبوة الغنية بالنفط عام 2012، ثم في جبهات المقاومة الشعبية المساندة للشرعية عام 2015 بمجرد أن دقت مليشيات الحوثي والرئيس المخلوع أبواب بيحان ثم عتق والصعيد وغيرها حتى وافاه الأجل في 22 مايو 2015.

منذ أكثر من خمسين يوماً، هي أيام المقاومة الباسلة، لم يعد الرجل إلى منزله حسب مقربين منه، بل ظل متنقلا في جبهات القتال ضد المليشيا عازما على النصر وتطهير البلاد من الغزاة كما وصفهم ذات يوم. وباستثناء نظيريه وجاريه المقاومين "محمد سالم بن عبود الشريف – محافظ الجوف، وسلطان العرادة – محافظ مارب" فقد سلَّم نظراؤه في كافة المحافظات اليمنية التي غزتها جحافل بقايا النظام المخلوع وبقايا الإمامة الرثة، مفاتيح مكاتبهم وأختام الدولة لهم وحكموا بأمرهم وتحت توجيهاتهم. حسب توصيف ناشط شبواني..

يتحدث عضو الحوار الوطني ولجنة صياغة الدستور د. أحمد زبين عطية عن الشهيد با حاج فيقول "يعجز اللسان عند الحديث عن المحافظ الإنسان والمناضل والقاسم المشترك للجميع، لقد عرفته عن قرب، وجاء إلى شبوة في ظروف عصيبة والأوضاع لا تساعد على أداء المسئولية واستطاع أن يجمع الناس حوله من كل التوجهات".

يضيف عطية "باب منزله مفتوح لكل الناس من أي جهة أو جماعة كان، بعيد عن التمييز الحزبي أو المناطقي، تدخل إلى مجلسه وهو متنوع من كل ألوان الطيف السياسي والمناطق".

من جهته قال صالح الكديم أحد قيادات المقاومة بشبوة "برحيل المناضل باحاج خسرنا رجل من خيرة من عرفنا من الرجال ومن أصدق وأوفى وأنبل من لقيتهم في حياتي، هذا الرجل يجبرك على محبته واحترامه وتقديره لأخلاقه العالية، شجاع كريم، ولا تفارق الابتسامة محياه". يضيف الكديم "كان با حاج من قيادات المقاومة بالمحافظة وكان داعماً مادياً ومعنوياً لكل الجبهات من أول يوم، وكان على تواصل دائم معنا في كل اللحظات يتفقد النواقص ويوفرها، وفي نفس الوقت كان هو ذاته قائد جبهة الجبل الأبيض يرابط فيه ويضحي بماله ووقته ونفسه".

وكتب يسلم البابكري أحد قيادات المقاومة – في صفحته – "كان آخر عهدي به قبل يوم من رحيلة مع اثنين من شباب المقاومة تحت ظل شجرة بعيدا عن الضجيج.. تحدث كثيرا عن ضرورة المقاومة وتحدث أكثر بألم وبحرقة عن الفرقة والكيد والخذﻻن، وبأمل عن المستقبل".. مضيفا "طال اللقاء وانزاح الظل وبقينا نتحدث تحت وهج الشمس، وقبل أن نفترق تحدث عن ضرورة إسعاف مشاريع المياه المتوقفة بالديزل، وقدم لها إسعافا عاجلا ثم افترقنا.. لم يدر في ذهني أنه سيكون اللقاء الأخير"..

وكتب الشيخ علي باجيدة الكندي الحضرمي – في صفحته أيضا – "باحاج هو الداعم الأول لجبهة الشباب وهذه شهادة أخرجها من رقبتي. رحمك الله أبا سيف ورفع قدرك وجعل ماعنده خير لك مما عند الناس". أما رفاق الحكم والمسئولية فقال رئيس لجنة الخدمات بالمحافظة محمد صالح بن عديو "لا أدري من أعزي بموتك يا أبا صفوان، هل أعزي جبهات القتال أم أعزي أهلك ومحبيك وذويك أم أعزي أصدقاءك ورفاق دربك أم أعزي نفسي على فقدك.. هل العزاء هو ما نواسي به أنفسنا برحيلك، أم أن التهنئة يجب أن يكون لها متسعا وحضوراً!!".

مضيفا "كل من هم في مستواك الوظيفي أو حتى من هم أقل منك يعيشون هذه الأيام في الأبراج العالية، في الفنادق، وأنت ختمت حياتك في رباط وكفاح، وهذا يكفيك فخراً وعزا عند الله وعند أبناء بلدك". وجرى بين المحافظ الفقيد با حاج وبين بن عديو رئيس لجنة الخدمات بالمحافظة ليلة استشهاده حوار أخير قال بن عديو: "كنت على تواصل مع أبو صفوان بعد معركة خفعة، قال لي: سوف نوحد الجبهة في مفرق الصعيد مارأيكم؟ قلت له هذا ما توافقنا عليه. قال: إذن سوف نأتي اليكم. اتصل بعدها وقال سأذهب إلى شرورة لدي موعد هام هذه الليلة وسوف التحق بكم غداً وانتم رتبوا أموركم".

يضيف بن عديو "حاولوا أن يضعوا أمامه العراقيل والعقبات، وحاولوا أن يشككوا في كل عمل يقوم به، فأثبت للجميع أنه رجل المرحلة الذي قاد المحافظة في أحلك الظروف وأصعب المواقف".

ووصف وكيل محافظة شبوة فهد الطوسلي أحمد با حاج قائلا "كان الفقيد شاهدا وفاعلا ومؤثرا في كثير من الأحداث الجسيمة التي مرت على شبوة واليمن منذ دخوله معترك العمل السياسي في منتصف التسعينيات وحتى اللحظات الأخيرة من حياته"، مضيفا "كان له دور بارز في إدارة الحياة السياسية إبان توليه قيادة المحافظة على مدى سنوات استطاع خلالها إرساء قواعد ثابتة للعمل السياسي والاداري".