عالقون في منفذ الوديعة.. قصص تتهيب العودة إلى اليمن، وتخشى طول الانتظار

الجمعة 22 مايو 2015 الساعة 03 صباحاً / مأرب برس- GYFM
عدد القراءات 8989

تضطجع امرأة في السبعين من عمرها داخل صندوق سيارة، بانتظار عبورهم للجانب السعودي من منفذ الوديعة الحدودي شمال محافظة حضرموت في رحلة علاجية إلى الأردن - عبر مطارات السعودية - أجبرتها حالتها الصحية على تقحم مشقة السفر. معاناة هذه الأم المسنة وأسرتها القادمة من محافظة شبوة بأوراقها الثبوتية لم تقف عند هذا الحد، فهم كما يقول ولدها ماكثون هنا في هذا المنفذ منذ يومين، وتم رفض دخولهم فور وصولهم بسبب عدم استيفاء الإجراءات التي يتعامل الجانب السعودي وفقها. يضيف ولدها "حالتها تسوء في كل وقت يمر، وهي معرضة للموت في أي لحظة". صوت أنين الأم يصل إلى مسامعنا في ذات الأثناء التي نستمع فيها إلى حديث ابنها وهو يتحدث بغصة عن معاناتهم.

يتحلق مجموعة من العالقين اللذين شدهم منظر الأسرة المأساوي وحديث الرجل الذي تعلوه مسحة كآبة وهو يتحدث لأداة التسجيل. يواصل الرجل حديثه وهو يحمل السفارة اليمنية في الرياض مسئولية حياة والدته، مقترحا على السفارة اليمنية التنسيق مع الجانب السعودي لحل مشكلة العالقين من خلال تشكيل لجنة مشتركة لهذا الغرض. لم ينس هذا الرجل تقديم الشكر للتعاون الذي أبداه السعوديون في المنفذ من تعاطف وتقديم المساعدات الممكنة لهم في هذا المكان الحار وسط الصحراء، مختتماً كلامه داعيا بأن ييسر الله وضعهم.

معاناة من نوع آخر تفاصيلها في عيني شاب عالق، لا يبدو عليه أثر السفر نظرا لحسن هندامه وترتيب مظهره، لكن عينيه تفصحان عن حكاية خاصة لطالب يمني يدرس خارج اليمن. "مسلي بحيبح" وهو أحد أبناء محافظة مأرب، وفي السنة الأخيرة من دراسته للماجستير في الادارة العامة في إحدى الجامعات الفرنسية. يتطلع "مسلي" للحصول على درجة الماجستير والعودة مجدداً إلى مأرب لتطبيق ما تعلمه في أساليب الإدارة.

لدى الباحث الأكاديمي "مسلي بحيبح" موعد هام مع السفارة الفرنسية بالرياض لاستكمال إجراءات العودة إلى فرنسا، وفي يديه مجموعة من الأوراق باللغتين الإنجليزية والفرنسية، محاولاً إثبات صحة الأوراق التي بين يديه. وعندما يحدثك مسلي بلهجته المأربية ممزوجة بمستوى تعليمه المتقدم يمكنك أن تتفهم معاناته بشكل أفضل.

قصص أخرى مرمية في زوايا وأركان هذا المنفذ الذي يحتل مساحة 500 متر من بداية الأراضي السعودية، كل قصة منها تتهيب العودة مجدداً إلى اليمن وتتطلع إلى ما بعد اسوار القلعة السعودية التي تمكنه من التواصل مع العالم والسفر إلى بلدان مختلفة، وإيصال ما انقطع بين اليمنيين والعالم الخارجي، خاصة مع توقف المطارات اليمنية.