لماذا انسحب التنظيم الوحدوي الناصري من حكومة الوفاق

الثلاثاء 16 سبتمبر-أيلول 2014 الساعة 04 مساءً / مأرب برس – الجزيرة نت – عبده عايش
عدد القراءات 2318
 
 

أثار قرار التنظيم الوحدوي الناصري المشارك بحقيبة وزارية الانسحاب من الحكومة اليمنية جدلا واسعا بالشارع اليمني، بينما تشهد العاصمة صنعاء توترا أمنيا وتخضع لحصار من الحوثيين منذ قرابة الشهر، الذين يطالبون بإسقاط الحكومة والمشاركة بالقرار السياسي للدولة.

وبرر الناصري قراره بالانسحاب من حكومة الوفاق التي نتجت عن اتفاق نقل السلطة سلميا وفقا لما أقرته المبادرة الخليجية، "بسبب عدم الدعوة للتشاور لتسمية رئيس وزراء وتشكيل الحكومة الجديدة"، وفقا لمبادرة الحزب التي أطلقها الأسبوع الماضي.

وأضاف الحزب في بيان بهذا الشأن أن من أسباب اتخاذ موقف الانسحاب من الحكمة "هو الانسياق نحو مفاوضات جانبية مغلقة تؤسس لتسويات سياسية ثنائية خروجا على قواعد الشراكة والتوافق بين جميع الشركاء ومن دون سقف زمني".

الحصار والتفاوض

وقال القيادي بالتنظيم الناصري محمد يحيى الصبري إن قرار الحزب بالانسحاب من الحكومة "يأتي رفضا لاستمرار حصار المسلحين للعاصمة، واعتراضا على التفاوض الرئاسي مع الحوثيين، الراضخ لتهديد السلاح والقوة، والساعي لإنتاج تسوية تخالف المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني".

وأضاف للجزيرة نت أن القرار جاء لتأكيد "الاعتراض على وضع الحكومة المختل والعاجز عن تلبية الحد الأدنى من المهام الانتقالية والتنفيذية، بسبب خروج شركاء الحكومة عن واجباتهم تجاه إدارة الدولة، خصوصا حزب المؤتمر الشعبي الذي يملك نصف الحقائب الوزارية، وقيادات وأفراد فروعه تحتشد بالسلاح بجانب الحوثيين لحصار العاصمة".

واعتبر الصبري أن "ما يجري هو انقلاب بالقوة المسلحة على اتفاق نقل السلطة سلميا والتسوية السياسية والوفاق الوطني، وفرض مطالب سياسية تحت ضغط السلاح، وإنهاء الشراكة الوطنية التي نتجت عن المبادرة الخليجية".

ورأى القيادي الناصري أن "اليمن بات أمام تحالف ثأر وانتقام، بين الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح والحوثيين، ويهدد بممارسة الهدم والتخريب والانتقام من كل قوى ثورة فبراير 2011، والأمر المخيف هو تفاصيل التفاوض على مطالب خطيرة، هدفها الوصول إلى تسوية تخالف المبادرة الخليجية".

وخلص إلى أن التنبه للمخاطر التي تهدد العاصمة واليمنيين جميعا، وهو "ما يتطلب موقفا وطنيا موحدا، يجابه مخاطر تغييب الشراكة الوطنية، والتفاوض الرئاسي المختل مع الحوثيين".

خلط أوراق

في المقابل رأى المحلل السياسي ياسين التميمي أن انسحاب الناصري جاء متأخرا في الوقت الذي يدور فيه نقاش لتشكيل حكومة وحدة وطنية، وقال "إذا انسحب عقب إقرار الحكومة للزيادة السعرية في المحروقات لكان حاز على شعبية واسعة".

واعتبر في حديث للجزيرة نت أن موقف الناصري جاء والبلد في حالة صخب مواجهة محتملة مع مسلحي الحوثيين المحاصرين للعاصمة صنعاء، كما أطلقت مبادرته في وقت تقرع فيه طبول الحرب، لذلك لم يسمعها أحد.

وباعتقاد التميمي أن الناصري تنقصه الحصافة السياسية، وقراره بالانسحاب من الحكومة يصب في مصلحة الحوثيين، وهو بانسحابه يقوم بخلط غير مبرر للأوراق، ومن شأن ذلك أن يعطي انطباعا بأن الحكومة تتداعى وفي حالة انهيار، وكان يفترض أن يناقش مع شركائه بأحزاب المشترك مبادرته التي أطلقها الأسبوع الماضي.

تفكيك المشترك

إلى ذلك اعتبر، رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات بصنعاء نجيب غلاب أن موقف الناصري يعكس طبيعة الصراعات والاختلاف بين أحزاب تكتل اللقاء المشترك، ويبدو أن الناصري لديه قناعة بأن الحكومة وصلت إلى الفشل وقرار انسحابه كان صائبا.

وقال غلاب للجزيرة نت إن موقف الناصري محاولة لتفكيك الرأي الذي يصر على استمرار الحكومة وفقا لحالة التقاسم بين أطراف المبادرة الخليجية، التي هي بحاجة إلى إعادة بناء من خلال توسيع المشاركة بالحكومة لتضم الحوثيين والحراك الجنوبي وكل أطراف مؤتمر الحوار الوطني.

وختم بأن على الأطراف السياسية ترك الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وتشكيل الحكومة الجديدة بعيدا عن تدخلات الأحزاب وفرض رؤاها بأسماء الوزراء، وإنهاء حالة التقاسم والمحاصصة بحكومة الوفاق التي سادت البلاد منذ العام 2011، وأن يتولى هادي بناء توافق وطني باعتباره مركز شرعية النظام السياسي.